الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صيام الست من شوال.. سنّة مستحبة فضلها عظيم

21 يونيو 2018 21:44
القاهرة (الاتحاد) أكد عدد من علماء الدين، أن صيام ستة أيام من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان.. سنة مؤكدة تقرب المسلم من الله تعالى، بل إنها دليل على قبول صيام الفريضة، حيث يوفق الله عباده الصالحين لما يحب ويرضى. ويؤكد العلماء أنها من الأعمال الصالحة التي شرعها الله، حيث تعوض النقص في صيام الفريضة في رمضان، والمسلم عندما ينتهي من شهر رمضان تتوق نفسه للاستمرار في الأعمال الصالحات، خاصة الصيام الذي اختص الله تعالى نفسه بجزاء صاحبه. سنّة مستحبة يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر، إن النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على صيام ستة أيام من شهر شوال، حيث كان يحرص على أن يصومها متتابعين أحياناً، ومتفرقين أحياناً أخرى، وقد اتفق الفقهاء على أن صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبة، وفيها فضل عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»، وقال: «صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها، وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة»، وقد فسر العلماء حديث النبي بأن الله تعالى قال إن الحسنة بعشر أمثالها، وهكذا فمن صام رمضان بعشرة أشهر، ومن صام ستة أيام من شوال بشهرين، وهكذا يكون كمن صام العام كله. ولقد جاءت وصية النبي لأمته بصيام ستة أيام من شوال للتأكيد على سماحة ووسطية الدين الإسلامي، وحرص الشارع الحكيم على تعويض المسلم ما فاته أو اقترفه في أي من أيام صيامه في شهر رمضان، فمن رحمة الله تعالى بالمسلمين أنه وضع لهم مع كل فريضة نافلة تعوض ما يكون قد شاب أداء تلك الفريضة خلل أثناء تأديتها، وهكذا وجدنا مع كل صلاة ركعتين سنة تاليتين أو سابقتين لها بحيث تكون جابرة لما قد يكون وقع فيها من خلل، ومتممة لما قد يكون فيها من نقص، وفي الصيام، حث النبي على صيام ستة أيام من شوال، وحرص على توضيح فضلها، ومن ضمن فضائل تلك الأيام الستة، أنها تعوض المسلم عن أي شيء يكون قد جرح صيامه في رمضان، كأن يكون قد ارتكب ذنباً خلال الصيام بشرط ألا يكون من المفطرات، وبصيام الأيام الستة يجبر الصائم الخلل الذي شاب صيام الفريضة، ومن هذا المنطلق ينبغي أن نحث أزواجنا وأولادنا وإخواننا على صيامها، ليتم لكل منا بفضل الله تعالى فضل صيام عام كامل، ومن حافظ عليها كل عام كان ذلك مثل صيام الدهر، وذلك من واسع فضل الله ورحمته بهذه الأمة. فضل عظيم يقول د. محمد أبو ليلة الأستاذ بجامعة الأزهر: ويشرع للمسلم صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان، وفي ذلك فضل عظيم، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»، وقد فسّر ذلك النبي بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، وفي رواية: «جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة». وفائدة صيام ستّ من شوال هو تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أطلق صيامها ولم يذكر تتابعاً ولا تفريقاً، ويمكن أن يجعلها المسلم في أيام الاثنين والخميس أو في غيرها. وقال ابن قدامة: لا فرق بين كونها متتابعة أو مفرقة في أول الشهر أو في آخره لأن الحديث ورد بها مطلقاً من غير تقييد، ولأن فضيلتها لكونها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوماً والحسنة بعشر أمثالها، فيكون ذلك كثلاث مئة وستين يوماً، وهو السنة كلها، فإذا وجد ذلك في كل سنة صار كصيام الدهر كله. ويضيف د. أبو ليلة: اختلف العلماء فيمن كان عليه أو كان عليها قضاء أيام من رمضان، هل ينال فضل صيام ست من شوال إذا صامها قبل قضاء ما عليه من رمضان أم لا؟ فنقول إن تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا، والعبد إذا التمس الأجر من الله سبحانه وتعالى واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره، كما قال عز وجل: (... إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولاً ثم يصوم ستة أيام من شوال، لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه. صيام الدهر‏ ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: صيام ستة من شوال بعد فريضة رمضان سنة نبوية، مؤكدة وفي ذلك أجر كبير، لأن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس، وصيام الستة من شوال، فرصة من الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان، وقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل الستة من شوال، وحثهم بأسلوب يرغب في صيام هذه الأيام، وقال الإمام النووي، وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين. وأوضح د. عبدالرؤوف أن هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، فينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولا ثم صام ستاً من شوال، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل، لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام. ويضيف د. عبد الرؤوف هذه الأيام رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيامها على وجه الخصوص ولها فضل كبير، والله عز وجل أنعم على عباده بأوقات فاضلة ينهلون من الطاعات والعبادات الكثيرة فيها، فيضاعف الله لهم الحسنات ويغفر لهم السيئات، ومن هذه الأوقات بعد شهر رمضان المبارك صيام ستة من شهر شوال، ولا بد أن يصاحب الصيام في تلك الأيام الستة الاجتهاد في العبادات طلباً لمغفرة الله، كقراءة القرآن والدعاء والذكر وغيرها، فتلك الأمور من الممكن أن تكون سبباً في تغيير حياة الكثيرين بأن عادوا إلى ربهم واستزادوا من الطاعات والعبادات، آملين التقرب لله بفعل هذه العبادات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©