الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«كامب ديفيد» لتوجيه رسائل إيجابية لإيران

«كامب ديفيد» لتوجيه رسائل إيجابية لإيران
14 مايو 2015 02:05
دينا جوني (دبي) أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أن ما يخيم على لقاء كامب ديفيد هو القلق المرتبط بإيران بعد تفنيد الاتفاق النووي، وما نعمل عليه هو كيفية إقناع إيران بأن تكون لاعباً معتدلاً من دون أن نرى أي إشارة لتحقيق ذلك، مؤكداً أن قمة كامب ديفيد تعد خطوة إيجابية لتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، ولإرسال الرسائل الإيجابية لإيران. وأضاف معاليه في الجلسة الحوارية الرئيسية في منتدى الإعلام العربي لليوم الثاني، التي حملت عنوان «مستقبل مشرق»، أن الصورة العامة للمنطقة العربية قاتمة، والدول مُنهكة، ومُخترقة، وقدرتها على حفظ الأمن والاستقرار مقوضة، والتنمية فيها ثانوية، واصفاً المرحلة الحالية التي تمر فيها المنطقة العربية بـ «الأسوأ» منذ فترة استقلال بعض تلك الدول. واعتبر معاليه خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي يوسف الشريف من قناة «سكاي نيوز عربية»، أن دولة الإمارات لا تجد في سياستها الخارجية بديلاً عن نشر ثقافة الاعتدال والوسطية لإصلاح أوضاع المنطقة العربية التي تحولت إلى ساحات صراع واقتتال، وهي ترى أن دورها الذي أصبح أكثر تأثيراً، يبقى دوراً مسانداً لدول مثل السعودية ومصر لإرساء قيم الاعتدال، وبالرغم من الصورة العامة القاتمة، إلا أن الإمارات تتعامل مع هذا الواقع الصعب بواقعية من دون التأخر في إطلاق المشاريع التنموية الرائدة في الدولة. وأوضح المذيع يوسف الشريف مدير الجلسة أن شهر نوفمبر من عام 2013 شهد أخباراً طارئة عدة حول أزمات دول عربية عدة، فيما خرجت الإمارات متمثلة في إمارة دبي لتعلن عن استضافتها لمعرض إكسبو 2020، وفي أغسطس 2014، استمرت أزمات الدول نفسها، لتعاود الإمارات مفاجأة الجميع بالإعلان عن إنشاء وكالة الطاقة ومشروع مسبار المريخ. وفي تفسيره لهذه الثقة، أوضح معالي الدكتور أنور قرقاش أن التجربة التنموية الإماراتية هي تجربة حقيقية وليست مجرد قشور، لافتاً إلى أنه خلف العنوان التسويقي اللافت المتمثل بأطول برج وأكبر مركز تجاري، هناك صفحات من العمل التنموي الحقيقي في مختلف المجالات مثل التعليم، والصحة، والإسكان التي تطورت كثيراً طوال السنوات الماضية من تأسيس الاتحاد، واعتبر أن ملف تمكين المرأة يعد من أهم الملفات التنموية التي حققتها دولة الإمارات ولا تزال تطور فيها. وقال معاليه: إن الشباب العربي يرى في دولة الإمارات نموذجاً يمكن استنساخ تجربته في مجالات عدة وتطبيقها في بلده. فما يطمح إليه كل شاب عربي واضح ومعروف وهو الازدهار، وفرص العمل، والحرية الشخصية في بيئة اجتماعية مناسبة، وحياة مستقرة تمكنه من تكوين أسرة. وعرضت الجلسة تقريراً عن مشاريع دعم الإمارات لجمهورية مصر العربية التي يجري تقديمها وتشمل 50 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل، و100 مدرسة، و78 مركزاً صحياً، و151 محطة صرف صحي تخدم 1,5 مليون شخص، و25 صومعة تخزين قمح تستوعب 1,5 مليون طن وتوفر 15 ألف فرصة عمل، و110 عمليات توصيل للكهرباء. وعلق معاليه: إن الإمارات تعتبر أنه لا يمكن تحقيق نهضة في العالم العربي من دون نهضة مصر. فمصر منتجة لثقافة عربية معتدلة ووسطية ولا شك أن ذلك سيؤثر في محيطها، لافتاً إلى أن ظروف مصر في الوقت الحالي أفضل من السابق، إلا أننا لم نر بعد الانطلاقة الحقيقية التي لا شك ستتحقق من خلال قيادتها. وقال معاليه: إن الإمارات حرصت من خلال المشاريع التي تنفدها في مصر على أن تلمس الشريحة الأضعف في المجتمع، مع الحرص على أن يتم إنجاز تلك المشاريع خلال فترة عامين ونصف العام كحد أقصى، مشيراً إلى أن سياسة الإمارات في دعم مصر تعد إرثاً مستمداً من مؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما تعود إلى المواقف التاريخية والبطولية لمصر مع دول الخليج. وعن مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم، اعتبر معالي الدكتور أنور قرقاش، أنها معالجة آنية في اليمن، وأهداف الإمارات واضحة وتتمثل في منع أي تدخل إقليمي في الشأن اليمني، والحرص على عدم دخول حركات عسكرية مثل حزب الله إلى جنوب اليمن وهو ما تم، ولفت إلى أن الإمارات تطمح إلى فتح ميناءي عدن والحديدة أمام الدعم الإنمائي والإغاثي، لأن القدرة على تحريك المعونات بحراً أكبر منها جواً، وقال: إننا نراهن بالضغط على الحوثيين وميليشيات صالح للتمكن من فتح منافذ في الجنوب والشمال. ولفت معاليه: إلى أن انتشال اليمن من أزمته يتم من خلال مشروع اقتصادي إعماري تتعاون فيه دول الخليج، إلا أن ذلك لا يمكن تحقيقه بوجود جماعات متحكمة بقرارها وتفرضه على شريحة كبيرة من الشعب اليمني. وقال معاليه: إن الإمارات لا تطمح إلى لعب دور إقليمي في موضوع اليمن، وإنما تعزيز قيم الاعتدال في العالم العربي، لافتاً إلى أننا لاعب ضمن فريق واحد، ودورنا مساند للسعودية ومصر في تحقيق الأهداف المشتركة. وتابع معاليه: إنه على الرغم من قلق الإمارات من تمدد سياسات بعض الدول في المنطقة العربية، إلا أن الرد عليها يجب ألا يكون طائفياً أو غرائزياً، لأن ذلك لن يؤدي سوى إلى عزل شريحة كبيرة من العالم العربي. مؤكداً أن ما يضمن مستقبلنا هو التعاطي بعقلانية مع تلك القضايا، وكذلك الاجتهاد لتسويقها في المنطقة العربية. العراق قال معالي الدكتور أنور قرقاش إن التجربة في العراق يمكن الخروج منها بدروس عدة، منها أن هدم الدولة وإعادة بنائها هو خطر وجودي على الدول المحيطة بها، كما أن إعادة البناء على أساس طائفي وليس وطني لا ينهي الوضع الحرج في العراق، وكذلك التصدي لـ «داعش» يجب أن يكون من المحيط السني في المناطق المحيطة بالموصل، ولفت إلى أنه تم تغليب السيطرة الطائفية على النظام العراقي التي لا تزال أزمته مستمرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©