الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البرغوثي: القضية الفلسطينية لن تضيع

البرغوثي: القضية الفلسطينية لن تضيع
14 مايو 2015 00:00
آمنه الكتبي (دبي) قال الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية خلال جلسة رئيسية بعنوان «هل ضاعت القضية الفلسطينية إعلامياً»: ان هناك العديد من العوامل التي تمنع ضياع القضية الفلسطينية ويأتي في مقدمتها المكانة العاطفية والنفسية لطبيعتها وتأصّلها في نفس الشعب العربي وضميره، كما أن القضية تحظى بعمق عالمي قوي وهو ما انعكس بجلاء في مقولة الرئيس الراحل لدولة جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا أن القضية الفلسطينية هي القضية الإنسانية الأولى في العصر الحديث. وأكد أن القضية الفلسطينية لن تضيع رغماً عن الانشغال الشديد بالأحداث السياسية التي يشهدها العالم العربي منذ اندلاع أحداث ما عُرف باسم «الربيع العربي» وحتى الآن لأن القضية تعيد فرض نفسها على المشهد السياسي والإعلامي بشكل دوري سواء عربياً أو دولياً. وقال: إن الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال كما حدث خلال عدوانيها الغاشمين في 2012، و2014، تعيد فرض القضية على المشهد العام، كما أن هناك جملة تطورات على أرض الواقع تسهم في تعزيز الحق الفلسطيني حيث تتصاعد حركة المقاطعة وفرض العقوبات ضد إسرائيل، ويتمثل التطور الثاني في المعركة الدبلوماسية التي تجرى حالياً بين فلسطين وإسرائيل في أروقة المحكمة الجنائية الدولية، إذ لم تعد إسرائيل تحظى بالحصانة بالدبلوماسية والقانونية التي تمتعت بها منذ إنشائها وبات الجميع يدرك أنها لم تعد فوق القانون. وحول ما يحدث في العديد من البلدان العربية وتأثيره على القضية، بين البرغوثي أن الوضع الحالي يشتت الانتباه عما يجري في فلسطين، ولكن يبقى المسجد الأقصى حدا فاصلا يفزع من أجله كل عربي، وتبقى فلسطين الفكرة الوحيدة القادرة على أن تجمع شتى البلدان العربية رغماً عما يجرى على الساحة السياسية. وأشار إلى أن بعض التطورات التي تشهدها المنطقة تؤثر بالإيجاب على القضية الفلسطينية وهو ما يتضح في تشكيل قوة عربية مشتركة فاعلة، وهو ما يحمل رسالة صريحة وواضحة لإسرائيل بأنها لن تبقى في منأى عما يحدث، وأن الإرادة العربية باتت قادرة على حسم قرارها وتحديد مصيرها ولن تقبل بهيمنة إسرائيلية لاسيما أن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى دور إسرائيل في كافة المشاكل التي شهدها العالم العربي خلال الآونة الماضية. وعن قدرة الفلسطينيين على إبقاء القضية في صدارة المشهد السياسي والإعلامي، أشار البرغوثي إلى أنه يتوجب على الفلسطينيين منع تصفية القضية من خلال القبول بحلول زائفة أو بتفكيك الكيان الوطني الفلسطيني لاسيما بعد ظهور ثغرات متعددة في اتفاق «أوسلو» الذي تم توقيعه دون الإشارة إلى منع الاستيطان ما أدى إلى ارتفاع أعداد المستوطنين بشكل كبير، كما ينبغي أن ندرك أن إسرائيل منذ عام 1967 لم تشر مرة واحدة صراحة إلى إمكانية قبولها لحل الدولتين. وطالب الوسائل الإعلامية بأن تلقي الضوء بشكل مركز على النتائج التي حققتها عملية المقاومة الوطنية، وفرض العقوبات، والمقاطعة، وسحب الاستثمارات حيث يجب أن يعلم الجميع أن هولندا على سبيل المثال قررت منع المساعدات عن أي مواطن مزدوج الجنسية يقطن في المستوطنات، كما أن هناك 22 شركة في جنوب أفريقيا قررت ألا تتعامل مع شركة الأمن البريطانية، التي تقوم بحراسة السجون الإسرائيلية ما يمثل عنصر ضغط كبير على الحكومة والشركات الإسرائيلية. وأوضح أن الانقسام الداخلي الفلسطيني يمثل عائقاً أمام تحقيق تطورات ملموسة في القضية إذ يتسبب في إحباط كبير داخلي وخارجي ويجب على الشركاء في الداخل الفلسطيني العمل بجهد على تسوية الوضع الداخلي حتى تبقى القضية رمزاً للنضال والحرية، وحتى لا تتشتت الجهود المبذولة في سبيل الوصول إلى حلٍ مُرضٍ يقبل به الشعب الفلسطيني. وحول الاحتمالات السياسية والخيارات المطروحة أمام الشعب الفلسطيني، أكد أن هناك ثلاثة احتمالات يتمثل أولها في انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وقبولها بقيام دولة فلسطينية إلا أن الحكومة الإسرائيلية وأغلبية الناخبين هناك عبروا عن رفضهم الصريح لهذه الفكرة خلال الانتخابات الأخيرة. أما الخيار الثاني، فهو بقاء الوضع الحالي، وهو ما يعني بقاء أطول احتلال في العصر الحديث، وأطول نظام فصل وقهر عنصري تشهده البشرية وهو ما لن يقبل به الفلسطينيون مهما كلّف الأمر. ويبقى الخيار الثالث في قيام دولة ديمقراطية واحدة يتمتع فيها الجميع بحقوق واحدة وواجبات متساوية وهو الخيار الذي تخشاه إسرائيل لعدة أسباب أهمها أن عدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة يتساوى مع الإسرائيليين علماً بأن نسبة النمو في معدلات المواليد تزيد عند الفلسطينيين بنحو الضعف وهو ما يمثل هاجس يقض مضاجع القادة في إسرائيل. وقال البرغوثي: يجب أن ندرك جميعاً أن عملية السلام المزعومة ما هي إلا وسيلة يستخدمها البعض للتهرب من المسؤوليات لأن الاعتراف بالفشل المتتابع للمفاوضات يعني أن دول العالم ينبغي عليها أن تتبنى سياسة أخرى بديلة وهي نقطة لا يريد البعض الوصول إليها، وعوضاً عن ذلك يجب أن تعمل المنظومة العربية على تغيير ميزان القوى مع إسرائيل من خلال المقاومة الوطنية والمقاطعة ودعم التواجد الفلسطيني على الأرض. وأوضح أن العالم يشهد متغيرات سياسية تشمل ظهور قوى جديدة مثل الصين والهند والبرازيل إضافة إلى روسيا ما يعد مؤشرا قويا على نهاية فترة القطب الواحد. مواقع التواصل طالب الدكتور مصطفى البرغوثي الإعلاميين الفلسطينيين بتبني طرق ووسائل غير نمطية عند تناول القضية الفلسطينية موضحا أن مواقع التواصل الاجتماعي تقوم أحيانا بدور مميز يتفوق على نظيره في وسائل الاعلام التقليدي. وأكد ثقته أن القضية الفلسطينية لن تضيع حتى وأن خفتت لبعض الوقت لأي سبب، ولكنها ستعود دوماً وسوف تبقى في قلب ووجدان كل عربي ولن نقبل جميعاً إلا بحل عادل وشامل يرضى به الشعب الفلسطيني ويضمن لمجموع أفراده العيش بكرامة وحرية على أرضهم المغتصبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©