الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النمر: الشارقة دفع فاتورة عدم الاستقرار والاختيار العشوائي للاعبين

النمر: الشارقة دفع فاتورة عدم الاستقرار والاختيار العشوائي للاعبين
13 مايو 2012
(عجمان)- لم تكن صافرة عمار الجنيبي حكم مباراة عجمان والشارقة، التي أطلقها أمس الأول باستاد راشد بن سعيد بنادي عجمان، إيذاناً بانتهاء المباراة، مجرد صافرة عادية «تمضي والسلام»، لكنها كانت إيذاناً بنهاية حلم «الملك»، وهبوطه رسمياً إلى دوري الهواة «أ»، عقب الخسارة التي مني بها أمام البرتقالي بهدفين مقابل هدف، ليهبط «ملك الكأس» وصاحب التاريخ والصولات والجولات والرقم المهم في خريطة كرتنا إلى عالم الهواة، في مشهد اهتزت له أركان ملعب عجمان، وجاءت الخسارة «الخامسة عشرة» التي تجرع مرارتها الشارقة بمثابة الإعلان الرسمي لهبوطه ليتكرر المشهد للمرة الثانية في تاريخ القلعة الشرقاوية بعد مرور 13 عاما منذ المرة الأولى. بوادر السقوط ولم يكن هبوط «الملك» إلى دوري «المظاليم» مفاجأة للشارع الرياضي، فقد ظهرت بوادره منذ بداية الموسم من خلال التغييرات المستمرة في المدربين والتي انعكست سلبا على الفريق في ظل تعدد الأفكار وخطط اللعب ومدارس التدريب على اللاعبين، حتى كانت النهاية الحزينة التي شهدها ملعب عجمان والملك يودع دوري المحترفين بدموع اللاعبين والمدرب والجماهير التي خرجت حزينة، غير مصدقة أن «ملك الكأس» الذي صال وجال لسنوات طويلة يترجل عن جواده ويغادر دوري النخبة إلى مسابقة «المظاليم». غياب الروح القتالية وكتب «البرتقالي» في سعيه للحصول على المركز الخامس السطر الأخير لقصة «الملك» هذا الموسم بعد أن ظل كل من في القلعة الشرقاوية متمسكا بأمل البقاء، إلا أن الإعصار كان قويا وأطاح به بسبب الضعف الكبير للفريق وغياب الروح القتالية لدى اللاعبين وتعدد المدربين، الأمر الذي أفقد الأبيض الشرقاوي هويته ليصبح جسرا لفرق دوري المحترفين و«حصالة» نقاط مضمونة، ويكفي أنه الفريق الوحيد الذي لم يتذوق حلاوة الفوز في عام 2012، الأمر الذي حول أمجاد الشارقة إلى «كابوس» سيظل أمامه حتى يخرج الفريق من نفق دوري المظاليم، ويعود مرة أخرى إلى عالم الأضواء والمحترفين. ورغم أن المباراة كانت حاسمة لفريق الشارقة في رحلة التمسك ببصيص الأمل الموجود إلا أن «الملك» ظل كعادته يؤدي بلا هدف وبلا روح، وبدا مفككا لا يقوى على إحداث أي ردة فعل أمام المنافس حيث كانت صدمة الهدف الأول الذي أحرزه عجمان كبيرة على اللاعبين، مثلما حدث في المباريات الأخيرة ليخرج الهدف الثاني الفريق نهائيا من أجواء المباراة، لولا الهدف الوحيد الذي سجله محترف الشارقة مارسلينهو قبل 5 دقائق من نهاية المباراة والذي حفظ به وجه ماء «الملك» دون أن ينجيه من الخسارة وبالتالي الهبوط. والكارثة التي تعرض لها الملك الشرقاوي لم تكن وليدة مباراة أمس الأول وإنما تمتد بجذورها داخل أوصال النادي والزمن، من الإدارة السابقة وتعاقدات المدربين واللاعبين، وتواصل الأمر مع اللجنة المؤقتة الحالية والتي وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، ولم تنفع الجهود التي بذلتها في إنقاذ الفريق من الغرق. الحصان الأسود في المقابل، نجح عجمان في تحقيق المراد بأقل مجهود ليقفز إلى النقطة 31 في مسعاه الجاد لتحقيق المركز الخامس، مواصلا حصد النتائج الإيجابية والتي أهلته للقب «الحصان الأسود» في المسابقة محققا النجاح تلو الآخر بخطوات ثابتة في ظل الاهتمام الذي وجده من مجلس الإدارة، وتكتيكات مدربه العراقي عبد الوهاب عبد القادر والتي كان لها المرود الايجابي داخل المستطيل الأخضر، بعد أن حدد المجلس هدفا استراتيجيا منذ بداية الموسم يتمثل في بقاء الفريق مع الكبار من أجل تواجده في النسخة المقبلة لدوري المحترفين، ليحقق الهدف المرسوم منذ فوزه على دبي. وبالفوز الذي حققه «البرتقالي» على الشارقة أمس الأول، أكد علو كعبه على الأبيض الشرقاوي هذا الموسم، حيث لم يتذوق الأخير حلاوة الفوز على عجمان ليرتفع عدد مرات فوز «البرتقالي» إلى 6 مرتين في دوري المحترفين لكرة القدم، ومرتين في كأس اتصالات ومرتين في لقاءين وديين في بداية الموسم. من جانبه، قدم المدرب المواطن عبد المجيد النمر مدرب الشارقة في بداية المؤتمر الصحفي التهنئة إلى عجمان لفوزه في المباراة، مشيرا إلى أن فريقه وصل في شوط اللعب الأول إلى مرمى المنافس بصورة أفضل. وقال إن عجمان نجح في تسجيل هدفه الأول من نصف فرصة فيما سجل هدفه الثاني من فرصة، مبينا أن المنافس أتيحت له في شوط اللعب الثاني فرصة واحدة سجل منها هدفه الثاني وهذا هو حال كرة القدم «أهداف». وأشار إلى أن الشارقة حاول العودة إلى أجواء المباراة وكثف الناحية الهجومية من أجل تحقيق ذلك، ليبقى الفارق في الأدوات «اللاعبين» وهذه هي إمكانات الشارقة. وقال: هناك فارق بين لاعبي الشارقة وعجمان، وهو الفارق نفسه بيننا وبين لاعبي بقية الأندية الأخرى. وأضاف مدرب الشارقة: أتمنى ترتيب أوراق الفريق بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى (أ) واصفا الهبوط بالمحزن، خاصة أن الشارقة فريق عريق كانت له صولات وجولات في المسابقة المختلفة. وقال: لم يتوقع أحد أن تكون نهاية الشارقة بهذه الصورة المأساوية للمرة الثانية في تاريخه، حيث لم نستوعب درس موسم 1998 ـ 1999، خاصة أن دوري المحترفين اختلف شكلا ومضمونا عن مواسمه الأولى ويجب إعادة النظر في اختيار اللاعبين الأجانب، حسب المراكز التي يحتاجها الفريق وألا يتم الاختيار عشوائيا. اللاعبين الأجانب وعن رأيه في الأجانب الأربعة، أكد مدرب الشارقة أن الفريق لم يستفد من الأجانب بشهادة المراقبين والمحللين وهذا ليس رأيا شخصيا، حيث كانوا دون الطموح مبينا أن مارسلينهو لم يقدم ربع المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي، حيث لم يبدأ به الجهاز المباراة وأجلسه على دكة الاحتياطي من منطلق أنه لم يكن في المستوى المطلوب. وأضاف: إن استبدال المحترف ادينهو كان بسبب الإصابة والتي كانت وراء تدريبه مع الفريق قبل 3 أيام فقط، للمشاركة في هذه المباراة المصيرية وهو لاعب محترف من المفترض أن يكون مع الفريق ولكنه لم يفعل شيئا في المباراة، ومن الطبيعي والمنطقي أن يستبدله الجهاز الفني في ظل هذا الوضع. ووصف مدرب الشارقة المحترفين الآخرين لي سانج هو وتيمور كبادزي بأنهما دون الطموح، ولن يخدما الفريق خلال مسيرته في دوري الدرجة الأولى (أ). وقال: من أهم مراحل ترتيب أوراق البيت الشرقاوي الاستقرار، وأن يكون الجهاز الفني ثابتا بعيدا عن كثرة التغيير للعمل بشكل طويل المدى، والسعي من أجل استقطاب لاعبين أجانب على قدر الطموح لإحداث الفارق الذي يصب في مصلحة الفريق. وتابع: يجب أن يكون اختيار اللاعبين وفق رؤية فنية، وليست إدارية حتى يحقق الاختيار أهدافه المنشودة. وعن زيادة عدد الأندية إلى 14 ناديا، أكد أن هذه المجموعة من اللاعبين لن تشفع للشارقة للعب في دوري المحترفين في حالة زيادة عدد الأندية، مشيرا إلى أن المدرب المواطن دائما ما يأتي في الوقت الضائع ليكون «مدرب طوارئ» بعد حدوث «الخراب»، مؤكداً أن البناء أسهل من الإصلاح وأنه وافق على تدريب الفريق خدمة للنادي حتى لو كان يحتضر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©