انتعاش تأجير الذهب في ظل ارتفاع أسعاره

تراجع إقبال النساء المواطنات على شراء الذهب في ظل الزيادة الكبيرة التي شهدتها أسعاره خلال فترة الصيف الحالية مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي بنحو 45%، الأمر الذي أنعش ظاهرة استئجار الذهب في المناسبات، خاصة عند الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود. وأشار باعة ومسؤولو محلات بيع الذهب إلى أن حركة البيع والشراء في محالهم تراجعت نتيجة الارتفاع الذي تشهده أسعار المعدن النفيس تأثرا بارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، مما تسبب في حالة قريبة من الركود في سوق الذهب، رغم أن هذه الفترة هي فترة مناسبات واحتفالات. وبين هؤلاء أن موسم الأعراس كان من المفترض أن ينشط الحركة، خاصة أن الذهب يعد من الأساسيات لدى العروس الإماراتية ويدخل ضمن التقاليد المتوارثة، مؤكدين في الوقت نفسه أن كمية الذهب التي تشتريها العروس حاليا لم تعد كالسابق من حيث الكمية والوزن، كما أن بعض المحال تتبع سياسة تأجير الذهب وبأسعار مناسبة، مما جعل كفة الميزان ترجح للتأجير على حساب البيع، حيث تأجر أطقم كاملة بمبلغ سبعة آلاف درهم إلى 12 ألف درهم. وقال عبدالله محمد مدير محل ذهب في بني ياس، نقوم بتأجير الذهب القديم حسب كل قطعة على حده، مثلاً “الطاسة” تؤجر على 7000 درهم و”كرسي جابر” و“المرتعشة” على 12 ألف درهم، وأضاف: النساء يفضلن الذهب القديم ذا التصميم البحريني، وهو الأعلى سعراً لثقل وزنه ومشغولاته الدقيقة، وأشار إلى أن السيدات يلجأن إلى سياسة “المكاسرة” لخفض السعر، موضحاً أن المحل يطلب من السيدة التي تود استئجار الذهب إثبات الهوية لضمان إعادته مرة أخرى للمحل، حيث تبلغ أسعار تلك المشغولات الذهبية مبالغ أكبر بكثير من قيمة الإيجار. وقالت هند علي «موظفة» إنها قامت بجولة في سوق الذهب، ولكنها صدمت حين وجدت أن الأسعار نفسها غير موحدة، مشيرة أن بعض المحال وصل سعر جرام الذهب عيار 18 فيها إلى 104 دراهم والبعض الآخر 106 دراهم، وهناك من أوصله إلى 108 دراهم، فكيف يمكن الوثوق في السوق؛ والحال كذلك بالنسبة للذهب عيار 21، حيث بلغ سعره 224 درهما في أحد المحال ومحل آخر وصل إلى 225 و226 و228 درهما، وهو ما يؤكد استغلال التجار لفترة الأعراس. وأوضحت بثينة صالح «موظفة» أن ظاهرة تأجير الذهب هي ظاهرة جيدة، خاصة أن هناك أسرا لا تستطيع تحمل نفقات حفلات الأعراس. وأضافت “مادام، الأمر لا يخالف الشريعة ويتوافق مع مصالح الناس، فما المشكلة؟”، مبينة أنه يتوجب أن يكون سعر التأجير ملائما وغير مرتفع، كما هو الأمر في محال بيع الذهب التي تبالغ في سعر تأجير الذهب. وعللت سعاد ربيع أم وربة أسرة اتجاه النساء لاستئجار الذهب إلى رفض الجيل الجديد من الفتيات لشراء الذهب، وإقبالهن على شراء الإكسسوارات بشكل أكبر، مما يجعل تزودهن بالذهب وبكميات كبيرة ولليلة واحدة أمرا مرفوضا، كما أنهن يفضلن شراء الذهب الأبيض والألماس. ورأت سعاد أن هناك من النساء من يتجهن إلى تأجير الذهب بأنفسهن لعلمهن بالحاجة للذهب في حفلات الأعراس وليلة الحناء، من باب التباهي والعادات والتقاليد. وأشار علي عادل بائع مجوهرات إلى أن هناك تراجعا في مبيعات الذهب مع ارتفاع الأسعار، إضافة إلى تأثير ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وتكلفة المعيشة بشكل عام، مضيفاً أن كثيرا من الزبائن ينتظر هبوط الأسعار للشراء. وأكد رفيق محمد بائع في محل للمجوهرات أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعا خلال الفترة الحالية، مما حدا ببعض الزبائن إلى شراء الذهب ذي المشغولات البسيطة وذي التكلفة الأقل خوفاً من هبوط سريع لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.