في اسمكِ ما يُشبه الهايكو

نصوص كمال عبد الحميد 1 اسمكِ لا يبدأ بجيمٍ يبدأ بجنةٍ لم أعشها إلا بعينيّ 2 صغيرٌ وخاطفٌ اسمكِ أربعةُ ألحانٍ كيف أُغنيه بصوتٍ واحدٍ؟ 3 اغضبي حتى أموتَ باسمكِ وهناكَ أغضبُ وأسميكِ: حبيبتي 4 اللعنةُ كيف لم يمتْ اسمكِ؟ ألم أستدرجه إلى الرقصِ أمام جحيم رامبو؟ 5 غداً تأتين إلى موتي أخاطبكِ باسمكِ من ترابٍ إلى تراب 6 لو تعودين لن تحتاجي في البيتِ إلى ماءٍ وسكرٍ سأدع اسمكِ يتنفسُّ 7 تكرهين اسمكِ؟ تستطيعين ببساطةٍ إغراق أربعة فصولٍ بغضبٍ واحدٍ 8 حين تبكين أترككِ تغرقين فقط أسأل الله أن ينقذَ اسمكِ 9 عندما تنامين غطي اسمكِ جيداً العسلُ البري يفتنُّ الذبابَ ببراءةٍ 10 قبل أعوام بكى الشاعرُ بين مدينتين فخرجتْ الذئابُ من روحهِ خلف اسمكِ 11 ماتَ أبي وقفتُ على قبرهِ سقطتْ ثمرتان من اسمكِ في الظلِ 12 أوصيتُ أخي: اجعل الشوارع سهلةً إلى قبري هكذا، أجهزُ لاسمكِ طريق البكاء 13 البيت الذي هجرته دفعتُ إيجاره عاماً كاملاً لم أشأ أن يرى غريبٌ ما تبقى عارياً من اسمكِ 14 منْ يحبني أكثر أنتِ أمْ اسمكِ؟ الأرنبُ لم يلحظ حيرتي مضى في بياضه إلى حِجر أمي 15 على الأقل طيور الستائر متروكة بلا ماءٍ هذا ما يجب أن أفعله لأختصرَ جرائم اسمكِ 16 عنادكِ يركضُ للقتل جندي يخاف الحب ثم يتحسر بإنسانيةٍ مفرطةٍ لكنّ اسمكِ خارج الحرب 17 ليس كثيراً في احتضاري أن أتوقع اسمكِ يمسكُ بيديّ ويغمض عينيّ برحمةٍ على حدائق مهجورة 18 اليوم أستطيعُ أن أراكِ في خمسِ دقائق غداً يلزمكِ عبور قارتين لأغفرَ لاسمكِ 19 اسمكِ ينقرُ نافذتي كل صباحٍ لا يتركَ عنواناً أو رسالةً لا تضربيه على أصابعه وتهدديه بالرطوبةِ والشمس 20 - اجلسْ قلتُ لاسمك حين وقف فوق رأسي تحت شجرة البرتقال 21 قتله جدِّي برصاصةٍ في الرأس عينا الكلب الضرير تستغلان اسمكِ لأبكي بأثرٍ رجعي 22 ولدتُ قبل اسمكِ كبرتُ على صوت القطار لأسافرَ وأحبكِ 23 الشاي الخفيف يبردُ القهوةُ السادةُ بلا وجهٍ بعيداً، يجلسُ اسمكِ ليشربَ دمعتين 24 أرسلي وردةً واحدةً من ربيع قميصكِ لا تُحَملي اسمكِ كل هذه القطيعةِ 25 منْ أينَّ أخذتِ اسمكِ؟ من فمِ هذه الوردةٍ أم من شهدِ النحلةِ فوقها؟ 26 لو اسمكِ هنا ما غفرَ لها ذبحتْ أختي ثلاث دجاجاتٍ انتفضَ الريشُ وغطى وجهَ قطةٍ نائمةٍ 27 اليوم لم أر اسمكِ حاولتُ أن أخمنّ لكنَّ غراباً حطَّ على طرف السور 28 الغبارُ أكلَ نصف بنايةٍ العربةُ قتلتْ سائقها البحرُ بعيدٌ بحيثُ لا أراه جرائمٌ كثيرةٌ واسمكِ بريءٌ 29 خرجَ اسمكِ من البابِ تبعته دجاجة وقطتان الكلبُ راقبَ الموكبَ مستأثراً بالظل 30 وضعتُ الهاتفَ على إنجيل نيتشه رقدَ الغلافُ واستيقظَ اسمكِ 31 الشمعةُ في كوبِ زجاجِ الكوبُ على طاولةِ زجاجِ جسدُ المقهى زجاج لكنَّ اسمكِ عشبٌ بعيدٌ 32 «لا تكنْ لغير قلبي» قالها اسمكِ مرتين أمام رادارٍ معطلٍ 33 لا تتركي اسمكِ يسقطُ على الأرض دعي شيئاً عالياً يبقى بعدنا 34 سلامٌ لاسمكِ حين قال: «خُذْ يدي» يوم قالوا: لن يمسكَ بكَ أحد 35 انتبهي، الغروبُ يبدأ اخرجي، البدرُ يكتملُ ادفعي اسمكِ قليلاً لأعلى السماءُ تتسعُ لقمرين 36 تعبتُ من اسمكِ وهو يتوحشُ بلطفٍ يقولُ : أنا الأبدية لأن شيئاً طيباً لم يكن قبله 37 ليس من الحبِ أن يغني اسمكِ في غرفةٍ مجاورة 38 مشيتُ إلى اسمكِ سبعة حرائق لماذا لا يمشي إليّ شارعاً واحداً ينتهي بحديقتين؟ 39 نطقتُ اسمكِ ابتسمتْ أمي أنكرتُ اسمكِ غرقتْ سبع قاراتٍ 40 اعترفُ كلما مشيتُ إلى اسمك قتلتُ عائلات كثيرة من النملِ 41 كلما دخلتِ مكاناً عودي إليه لا تتركي الغرباء يأخذون اسمكِ إلى البحر 42 لماذا لا أفتح الباب يوماً لأرى اسمكِ يجهزُ العشاء؟ 43 أشفقُ على اسمي حين أرى فراشتين ترقصان في الشرفةِ ولا أرى اسمكِ 44 عادةً ما تكثرُ الخيباتُ في نهاية الأسبوع اسمكِ لم يحضر بعدُ 45 في الهايكو يرعى الشاعرُ أشباحه يحرسُ الحياة بعينيه في قصيدتي لا طبيعةَ غير اسمكِ 46 ليس غير اسمكِ يوقظني بقفزةِ طفلٍ لأشربَ القهوةَ مع موزارت 47 أوقفني اسمكِ أول «البندار»* استيقظتْ ثلاثة كلابٍ أمسكتُ يده ومشيتُ 48 أوقفني اسمكِ آخر «البندار» نظرتُ للوراءِ لم يبقَ من أمي غير شجرةِ صفصافٍ 49 ضفادع خرساءَ تحت قدميّ قلتُ لاسمكِ: هنا كانت ترعة 50 اسمكٍ على كتفيّ مد يده الصغيرةَ ولامس سعفةً مائلةً دعاءُ أمي لم يصل أذنيه 51 كرةُ البلياردو نجتْ من 6 حفرٍ المرأةُ آخر المقهى أحزنُّ من أن تشبه اسمكِ 52 توقعتكِ بعد شارعين هدمتُ بعينيّ أربع بنايات خلف الركام لم أر اسمكِ 53 خشبٌ وأوراقٌ وجلودٌ أليست الطبيعة في بيتي؟ لماذا لا تمطرين؟ أليس في اسمكِ ما يشبه الهايكو؟ ................................. * البندار: قرية الشاعر بجنوب مصر