الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديمقراطيون» ومعادلة أوباما

13 مايو 2013 23:13
كريس سيلزا محلل سياسي أميركي يعرف الجميع أن أوباما قادر على تشكيل تحالف فائز في أي انتخابات رئاسية- حيث قام بذلك مرتين من قبل. الشيء الأقل وضوحاً هو ما إذا كان المرشح «الديمقراطي» للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2016 سيكون قادراً على بناء تحالف يشبه التحالف الفائز الذي بناه أوباما عام 2008 ، ثم أعاد بناءه مرة أخرى على نحو بالغ البراعة بعد ذلك التاريخ بأربعة أعوام. البيانات الجديدة المستمدة من مكتب التعداد السكاني، تساعد على الإجابة على هذا السؤال، إذ تلقي الضوء على اثنين من الأعمدة الرئيسية في قاعدة أوباما الانتخابية وهما: الأميركيون من أصول أفريقية، وفئة الشباب. الناخبون السود، كما توضح بيانات مكتب التعداد السكاني، كانوا هم القصة الرئيسية في انتخابات 2012: فللمرة الأولى، منذ أن بدأ المكتب قياس مشاركة الناخبين عام 1996، بلغ معدل مشاركة الناخبين السود 66.2 في المئة من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، وهو ما فاق معدل مشاركة الناخبين البيض البالغ 64.1 في المئة. ليس هذا فحسب، بل إن عدد الأميركيين من أصل أفريقي، الذين شاركوا عام 2012 فاق عدد من شاركوا عام 2008 بـ 1.7 مليون ناخب، في الوقت ذاته الذي كان عدد الأميركيين البيض الذين أدلوا بأصواتهم عام 2012 يقل عن عددهم في انتخابات 2008 بمقدار 2 مليون ناخب. هذا التوجه يصبح أكثر لفتاً للأنظار، عندما يتعلق بمشاركة الأميركيين الأفارقة التي زادت بنسبة 13 في المئة منذ 1996(مقارنة بـزيادة مقدارها 3 في المئة للناخبين البيض، و4 في المئة للناخبين الأميركيين من أصول لاتينية). وشعبية أوباما وسط قطاع متزايد من الناخبين السود أمر موثق بشكل جيد، حيث حصل على 95 في المئة من أصوات هؤلاء الناخبين عام 2008، ثم أتبع ذلك بالحصول على أصوات 93 في المئة منهم في نوفمبر الماضي. من الصعب تخيل أن أي مرشح مستقبلي سيتمكن من إثارة ذلك القدر من الحماس والإثارة، والحصول على ذلك الدعم شبه الكامل مثل ذلك الذي حصل عليه أوباما أول رئيس أميركي من أصل أفريقي. ولكن الأرقام المستمدة من عدد من الانتخابات الماضية، تثبت أنه بمقدور الحزب، ومرشحه التالي، الاقتراب من هذه النسبة. وإذا اعتبرنا أن ما حدث في الماضي كان مقدمة أو استهلالاً لما أتي بعده؛ فإن المشكلة الأكبر التي سيواجهها «الديمقراطيون» في معرض محاولتهم لإعادة بناء تحالف أوباما، هي أصوات فئة الشباب. فالدراسة التي أجراها مكتب التعداد السكاني عن الناخبين 2012 وجدت أن 41 في المئة فقط من الأشخاص الذين يحق لهم التصويت من المرحلة العمرية 18-24 هم الذين صوتوا فعلاً، وهو ما يقل كثيراً عن معدل المشاركة في الانتخابات بالنسبة لمن يحق لهم التصويت بشكل عام، حيث بلغت نسبتهم هؤلاء 62 في المئة. ومعدل التصويت الأخير البالغ 41 في المئة لفئة الشباب بين سن 18-24 عام أقل كثيراً هو الآخر من معدل التصويت السابق لهذه الفئة في انتخابات 2008 والذي كان قد بلغ 49 في المئة. وهذا الهبوط في المعدل يجب أن يشكل هماً رئيسياً لاستراتيجيي الحملات الانتخابية «الديمقراطيين» خصوصاً مع عدم وجود أوباما ضمن المرشحين في الانتخابات القادمة. والنجاح الذي حققه أوباما في أوساط الناخبين الشباب لم يتجسد فحسب في قدرته على إقناع تلك الملايين الإضافية من الشباب بالخروج والتصويت له، وإنما في تعزيز دعمهم له وإقناعهم بالمحافظة عليه للانتخابات التالية. من هنا، فإن الأمر قد لا يقتصر على احتمال أن يمثل الناخبون الشباب في انتخابات 2014 ، وانتخابات التجديد النصفي بعدها بعامين 2016 حصة أقل من الناخبين، مقارنة بما كان عليه الأمر في انتخابات 2008، و2012 ،بل ومن الممكن أيضا أن يتحركوا على نحو أقل انسجاماً وتنسيقاً وراء أي مرشح «ديمقراطي»، مقارنة بما فعلوا مع أوباما. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوزسيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©