أطباء ينجحون في إنقاذ حياة طفلة تعاني تشوهاً خلقياً بعد ولادتها بساعات

نجح فريق متخصص من أطباء مستشفى صقر الحكومي في إنقاذ حياة طفلة عربية، لم يتعد عمرها ساعات بعد ولادتها، حيث أجروا لها عملية جراحية نادرة لمعالجة تشوه خلقي في حجرة الجمجمة الخلفية للرأس والتي لا تتعدى نسبة حدوثها واحداً لكل 5000 مولود. وقام الدكتور ياسر عيسى النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية واستشاري الأطفال بمتابعة مجريات العملية الجراحية التي استمرت لمدة ساعتين ، والتي شارك فيها عدد من الأطباء المتخصصين في المستشفى في المخ والأعصاب والتخدير وأطباء الأطفال والرعاية المركزة. وأثنى النعيمي على تميز هذا الطاقم الطبي الذي حقق نجاحاً باهراً في هذه العملية الجراحية التي تعتبر من العمليات النادرة، خصوصاً أنها أجريت بعد ساعات قليلة من ولادة الطفلة وأن عملية التخدير والجراحة لم تكن بالأمر الهين على حد تعبيره. وأشار النعيمي إلى أن كفاءة الأطباء وطاقم التخدير ساهمت وبشكل كبير في نجاح العملية ، معللاً أن مثل هذه الحالات النادرة في العالم تحتاج إلى كميات دم معوضة كبيرة خلال العملية وبعد العملية، ولكن كفاءة الطاقم الطبي قللت وبشكل كبير نسبة النزيف لدى الطفلة بعد وخلال العملية الجراحية التي استمرت لمدة ساعتين. وأوضح النعيمي أن الطفلة لم تمكث في العناية المركزة لفترة طويلة وقد تم تسليمها للأم في اليوم الثاني، كما أنها خرجت من المستشفى بصحة جيدة وممتازة ودون مضاعفات جانبية، مشيراً إلى أن الفريق الطبي المكون من طبيب التخدير علاء عزت والدكتور مضر الوتري أخصائي جراحة المخ والأعصاب بمستشفى صقر، إضافة إلى أطباء الأطفال والتخدير قرروا إجراء العملية على وجه السرعة بعد أن اكتشفوا عند ولادة الطفلة وجود تشوه خلقي بالحجرة الخلفية للجمجمة والذي يؤدي إلى بروز أغشية المخ في صورة كيس ممتلئ بالسائل الشوكي والتي تظهر نتيجة فشل الأنبوب العصبي في غلق الفتحات بشكل تام خلال فترة النمو الجنيني خلال أشهر الحمل الأولى، وعلى الفور قام الفريق الطبي باستئصال الكيس وإغلاق غشاء الأم الحانية، وذلك لحماية المخ ومنع تسرب السائل الشوكي والحماية من أي تلوث ميكروبي للمخ. وحول الحالات المشابهة لحالة الطفلة قال إن من النادر حدوث هذه الحالات الطبية في الدولة بشكل عام، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود حالات تشوه خلقية، سواء كانت داخل الجسم أو خارجه والتي يقصد بها تشوهات القلب المعقدة ، حيث يتم تحويلها للمراكز المتخصصة بالدولة في حالة عدم وجود علاج لها في الإمارة، إلى جانب تشوهات الأعضاء الداخلية والأطراف الخارجية التي يمكن التعامل معها داخل مراكز ومستشفيات الإمارة.