الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأسد» يغزو القلوب بروح ميتسو

«الأسد» يغزو القلوب بروح ميتسو
21 يونيو 2018 23:09
محمد حامد (دبي) يواري جثمان المدرب الراحل برونو ميتسو الذي اعتنق الإسلام، ليطلق عليه عبد الكريم، على مقربة من داكار عاصمة السنغال، وتحديداً في منطقة يوف القريبة من المطار، ومن مقابر يوف التي تحتضن جسد المدرب الراحل، تنفيذاً لوصيته قبل أن يستسلم لمرض السرطان تبدأ قصة المنتخب السنغالي، حيث المكان الذي اختاره الراحل الملهم ليستقر فيه جسده للأبد. في عام 2002 تمكن الفرنسي ميتسو من التأهل بالمنتخب السنغالي لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الكرة السنغالية، واصطحب معه منتخباً يضم 21 لاعباً تعلموا كرة القدم في فرنسا، ولم تكن القرعة رحيمة بالوجه الأفريقي الجديد، فقد أوقعته مع فرنسا حامل اللقب المونديالي، والدنمارك، وأوروجواي، ما جعل الجميع يتوقعون حضوراً شرفياً لكتيبة ميتسو في كأس العالم، ولكنهم أبهروا الجميع وأسقطوا منتخب الديوك، ليخرج النجم الأشهر ضيوف ويؤكد أن بلاده التي استقلت عن فرنسا في ستينيات القرن الماضي، كانت في انتظار هذا اليوم لكي تحصل على بصمة الاستقلال الحقيقية. وتأهل السنغاليون للدور الثاني في مونديال 2002، ليتمكنوا من قهر السويد، وبلغوا دور الثمانية في إنجاز هو الأفضل للقارة السمراء طوال تاريخها المونديالي، وبدأ الحديث عن معجزة أفريقية بالأقدام السنغالية، ولكنهم ودعوا بصعوبة بالغة وبهدف في الأشواط الإضافية أمام تركيا، وكان ميستو هو الذي زرع الأمل طوال هذه الرحلة. ومع المدرب الفرنسي الراحل الذي لعب دور الملهم، ولا زالت روحه حاضرة، تألق أليو سيسيه قائد المنتخب السنغالي في مونديال 2002، ليعيش التجربة بكافة تفاصيلها على المستويين المعنوي والكروي، وها هو الآن ينقل تلك الروح التي تعيد الحياة من جديد لجسد «أسود التيرانجا»، فهو يتولى القيادة الفنية للسنغال، حيث نجح في التأهل للمونديال للمرة الأولى منذ عام 2002، وأقنع كوليبالي مدافع ونجم نابولي بالدفاع عن قميص وطن الجذور السنغال، بعد أن كان الاتحاد الفرنسي يطارده لضمه لمنتخب الديوك، كما نجح في جلب نيانج بالطريقة ذاتها. تشكيلة المنتخب السنغالي الحالي الذي نجح في الفوز على بولندا بهدفين لهدف في ضربة البداية تضم عدداً كبيراً من اللاعبين مواليد فرنسا، وهم كوليبالي، وساليف ساني، ونيانج، وموسى سو، والفريد نداي، ولامين جاساما، ويوسف سابالي، فضلاً عن 7 يلعبون لأندية فرنسية في الوقت الراهن، مما دفع البعض لأن يطلق عليه منتخب فرنسا الثاني، وهو مشهد مكرر لما حدث في مونديال 2002، حيث تدين السنغال بالكثير من تفوقها الكروي للمدرسة الفرنسية، سواء فيما يخص كثرة النجوم المهاجرين مواليد فرنسا، أو الذين يخرجون من السنغال لتعلم كرة القدم والاحتراف في فرنسا. المدرب الحالي أليو سيسيه نجح في خطف الأضواء من جميع المدربين الذين يقفون على الخط الجانبي في مونديال روسيا، فعل ذلك في مباراة واحدة، حينما ظهر محتفلاً بهدفي منتخب بلاده، وبالانتصار في ضربة البداية المثالية أمام بولندا، فقد أصبح سيسيه نجماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة طريقته الاحتفالية التي تفيض بالمرح والإثارة والروح الإيجابية، وهي سمات الكرة الأفريقية، وخاصة السنغالية، ويعد سيسيه المدرب الأصغر عمراً في المونديال، حيث يبلغ 42 عاماً، كما أنه المدرب الإفريقي الوحيد في البطولة. ولا زال سيسيه نجماً يسجل حضوره الإعلامي بقوة منذ أن حقق الفوز على بولندا ثامن التصنيف العالمي، حيث يطمح للفوز على اليابان الأحد المقبل، قبل أن يواجه كولومبيا الخميس، ليسير بخطى واثقة لتكرار إنجاز منتخب ميستو عام 2002، وأكد سيسيه أنه يحلم ومعه القارة بأسرها بحصول أفريقيا يوماً ما على لقب المونديال، مضيفاً في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: يوماً ما ستفعلها أفريقيا، الأمور تبدو معقدة في بلادنا، نحن نواجه ظروفاً صعبة، ولكنها لم تؤثر في شغفنا وعشقنا لكرة القدم، نؤمن أن لدينا كرة قدم، وهذا هو الذي يحفزنا دائماً لكي نثبت للعالم صحة هذا الأمر. ما يميز سيسيه أنه ابن السنغال المولود على أراضيها، والذي تعلم الكرة في فرنسا منذ بداية التسعينيات، ليلعب لأندية ليل وسيدان وباريس سان جيرمان ومونبيليه، كما أنه خاض أكثر من تجربة احترافية في إنجلترا، وتحديداً مع برمنجهام وبورنموث، ليصبح لديه روح ابن الوطن، والعقلية الفرنسية، والثقافة الكروية الإنجليزية، كما خاض مع منتخب السنغال 153 مباراة دولية، أي أنه لاعب أسطوري، وفي الوقت ذاته مدرب وطني، الأمر الذي جعله مقنعاً لنجوم المنتخب السنغالي الحالي، كما أن فكره التدريبي وخبراته ترتبط بمنتخبات السنغال للمراحل العمرية، وخاصة منتخب تحت 23 عاماً، ما جعل مهمته في تكوين منتخب سنغالي قوي أكثر سهولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©