الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
27 يناير 2006

ارتمت في أحضاني ذات الربيع الثاني من عمرها، وردة متفتحة والبراءة تنطلق من عينيها·· تأملت بهدوء وبعمق التركيز وجلست تنظر في عيني·· وحوارنا الصمت استغربت نظراتها الغامضة·· وبعد طول صمت·· حدثتها·
ــ دانة ·· دانج ما بك؟!
ولكنها تصر على السكوت·· قلت في نفسي أسكت وأتابع إلى أين ستصل بنظراتها؟؟
وها هي تلزم الصمت·· وفجأة وبعد طول انتظار وبعد احتراق مني نطقت: (عموه·· عموه) لم أصدق أنها أخيرا نطقت أسرعت بالرد نعم حبيبتي وأشارت بسبابتها الصغيرة إليّ وكادت تقتلع عيني ببراءتها قائلة: مني دانة (أي هنا دانة··)، قلت لها بتعجب أين هي دانة يا حبيبتي؟
فقالت: هنا·· (أي في عيني صورتها)
لم أفهمها إلى أن أعادتها على مسامعي وكررتها عدة مرات وعندما استوعبتها ضحكت من نفسي وعلى غبائي وقلت لها نعم وأشرت الى عينيها المتلألأتين، وقلت: وهنا أيضا عموه يا عزيزتي··
أيعقل أن للطفل نظرة عميقة ودقيقة لا ندركها نحن إلا بعد تركيز عميق··
أم لأننا نتظاهر بمعرفة كل شيء ونتجاهل أبسط الأشياء لجهلنا؟؟
دانة جعلتني أكتب هذه الكلمة لأنها أثارت بي إحساساً غريباً وأيقظت غفوة كنت بها طويلاً·
ملاك النعيمي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©