الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحث علمي يؤكد: الأرض تعاني من اضطراب كامل في نظامها الحيوي

بحث علمي يؤكد: الأرض تعاني من اضطراب كامل في نظامها الحيوي
15 نوفمبر 2008 01:47
''بالرغم من أن الأرض سبق أن شهدت تغيرات مناخية متكررة خلال فترة تمتد إلى 65 سنة مضت، إلا أنها عرفت خلال العقود الثلاثة الأخيرة أضخم تغير مناخي منذ بداية ظهور المجتمعات البشرية على سطح الأرض قبل 5 آلاف سنة؛· هذا هو ملخص نتائج دراسة أنجزها علماء من جامعة كورنيل الأميركية ونشرت نتائحها في السابع من شهر نوفمبر الجاري في (مجلة البيئة)· وأشارت نتائج البحث إلى أن السجلات المتعلقة بالمناخ القديم للأرض أظهرت فترات كانت تتعرض فيها الأرض للبرودة الشديدة والسريعة، وكانت درجة الحرارة المتوسطة تنخفض بنحو 10 درجات مئوية خلال بضع سنوات أو عقود· ويقول تشارلز جرين أستاذ علم المحيطات في جامعة كورنيل والذي شارك في إنجاز الدراسة: ''إن سرعة تسخّن الأرض التي نشهدها الآن لا سابق لها في السجلّ المؤرخ للبشر''· وكان جرين قد نشر ورقة في عدد شهر نوفمبر الجاري من مجلة (إيكولوجي) التي تصدر عن الجمعية البيئية الأميركية· وخلال السنوات الخمسين الماضية، أدى انصهار الصفائح والأنهار الجليدية القطبية إلى تبريد الجو وتخفيض نسبة ملوحة المياه التي تنقلها التيارات البحرية من المحيط المتجمد إلى القطاع الشمالي من المحيط الأطلسي· ونتج عن ذلك تغير كبير في النظام البيئي امتد تأثيره جنوباً حتى بلغ ولاية (نورث كارولاينا) في الولايات المتحدة، وكان سبباً لتغيّرات كبيرة في طريقة الحيوانات والنباتات في العيش والتكاثر· ومن الشواهد الخطيرة الدالة على حدوث هذه التغيرات، ظهور أنواع من الطحالب المجهرية في المحيط الهادي لم يسبق أن ظهرت هناك خلال فترة تزيد عن 800 ألف سنة، إلا أنها نجحت في عبور المحيط المتجمد الشمالي ووصلت إلى القطاع الشمالي من المحيطين الأطلسي والهادي خلال العقد الماضي· وقال جرين إن التدقيق في نتائج التغيرات التي طرأت على المناخ خلال السنوات الماضية، مكّن الباحثين من أن يروا بوضوح أكثر كيف أدى التدفق الغزير للمياه الحلوة الناتجة عن انصهار الصفائح الجليدية إلى تغيرات جوهرية في النظام البيئي والتوزيع الجغرافي للأنواع الحيوانية والنباتية· ويقول جرين إنه خلافاً للاعتقاد الذي كان يسود أوساط علماء البيئة من أن أنواع الأحياء سوف تنتشر شمالاً لتعويض البرودة المفقودة، فلقد أثبتت البحوث الجديدة أن تدفق المياه العذبة من الصفائح الجليدية المنصهرة واندفاعها جنوباً أدى إلى نقل الأنواع الأحيائية السائدة في المحيط المتجمد الشمالي نحو الجنوب، حتى بلغت مناطق لم تعش فيها من قبل على الإطلاق مثل ولاية كارولاينا الشمالية· ولفت جرين النظر إلى الظاهرة الأكثر خطورة في هذا الصدد عندما أشار إلى ما أكدته البحوث من أن فصل تكاثر المتعضيات البحرية الدقيقة (البلانكتونات) أصبح أكثر طولاً، مما يؤدي إلى تغيّر كبير في السلسلة الغذائية البحرية والبرية في العالم كله· ومن المتوقع أن تستثير نتائج هذه الدراسة المزيد من قلق المدافعين عن البيئة في العالم أجمع· وكان قادة الصين قد دعوا في اجتماع نظم يوم الجمعة قبل الماضي الدول المتقدمة لتحمل مسؤولياتها في مواجهة قضية التغير المناخي، ودعوا تلك الدول إلى نقل التكنولوجيا اللازمة إلى الدول النامية لمساعدتها على تقليل الانبعاثات الكربونية التي يعتقد أنها تشكل السبب الرئيسي لظاهرة احترار الأرض وانصهار الجليد القطبي· وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في كلمة ألقاها في مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة حول التغير المناخي أنه ينبغي على الدول المتقدمة أن تغير نمط الحياة غير المستدام لديها''· وأضاف وين: ''بالرغم من انتشار الأزمة المالية العالمية وتفاقمها والتباطؤ الواضح في عجلة الاقتصاد العالمي، الا أنه لا ينبغي أن يتراجع المجتمع الدولي عن إصراره في ما يتعلق بمعالجة مشكلة التغير المناخي''· وقال تشانج بينج مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أنه ينبغي على الدول المتقدمة أن تنقل التكنولوجيا المناسبة لمكافحة التغير المناخي، وأن توفر الدعم المالي للدول النامية للحد من الانبعاثات الكربونية لديها· وحث فيجاي تشارما وزير البيئة والغابات الهندي الدول المتقدمة على توفير تكنولوجيا البيئة للدول النامية بتكلفة منخفضة· ونقل موقع الحكومة الصينية الرسمي عن شارما قوله في المؤتمر: ''من الضروري الا يؤدي نقل التكنولوجيا إلى زيادة تكاليف الطاقة، وألا يؤثر على قدرة المواطن في الدول النامية على تحسين نوعية حياته''· وأعلن وين أنه يجب أن تؤدي الإجراءات التي سوف تتخذ لمعالجة التغير المناخي إلى ''ردم الهوّة بين الأغنياء والفقراء وليس توسيعها، وأن تحمي العدالة والتعايش في المجتمع الدولي بدلا من أن تضر به''· وذكر وين أن الصين واجهت صعوبات ''غير مسبوقة'' لتقليل الانبعاثات الكربونية، لكنه أضاف أن الحكومة دائما ما اعتبرت قضية التغير المناخي ذات أهمية بالغة''· وأضاف وين: ''لقد تطلب الأمر من الدول المتقدمة عدة عقود لحل مشكلات توفير الطاقة وتقليل الانبعاثات، بينما يجب على الصين أن تحل المشكلات في وقت أقل بكثير''· يذكر أن الصين وفقا لبعض التقديرات، تخطت الولايات المتحدة العام الماضي باعتبارها أكبر دولة في العالم من حيث معدل انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· وكانت وسائل الإعلام الحكومية أعلنت في وقت سابق أن الصين تدرس توسيع برنامج الطاقة النووي الضخم بالفعل للوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 70 مليون كيلو وات بحلول عام 2020 بزيادة قدرها 75 بالمئة عن المستهدف عام 2006 في إطار تخفيض اعتمادها على الفحم الأحفوري ذي التكاليف المرتفعة ومعدلات التلوث العالية· عن مجلة (بيزنس ويك) ووكالة ( د ب أ)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©