الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشا شربتجي: أنا سوداوية والجمهور العربي مزاجي

رشا شربتجي: أنا سوداوية والجمهور العربي مزاجي
15 نوفمبر 2008 01:48
تعترف المخرجة الشابة رشا شربتجي، ربما من باب التواضع، أنهم في مصر ـ مسقط رأسها ـ يعتبرونها مبتدئة! وأنه لا قاعدة شعبية كبيرة لها هناك؟! وتقول إنها فوجئت بالنجاح الذي حققه مسلسلها الأخير (شرف فتح الباب) الذي قام ببطولته النجم يحيى الفخراني، وتضيف: ''لقد كنت قلقة جداً قبل عرض هذا المسلسل، فأنا متشائمة وسوداوية، ولم أتوقع نجاحه، كما أنني أخاف من ردة فعل الجمهور كثيراً، لأن جمهورنا العربي مزاجي، فقد يقدم المخرج عملاً يبذل فيه كل جهده، وتتوفر فيه الإمكانيات الكبيرة، وتكون المفاجأة أن الناس لا تحبه، والعكس صحيح· فقد يكون العمل ذا إمكانيات محدودة، فيحقق نجاحاً كبيراً، وفي ضوء هذه القناعة فإنني فوجئت بالنجاح الذي حققه (شرف فتح الباب) وبالجدل الذي أثاره، وهذا ما أسعدني بعد أن عانيت من الخوف والقلق أثناء عرض المسلسل''· توزع رشا نشاطها الفني بين مصر وسوريا، تخرج مسلسلاً هناك، وآخر هنا، لكن الأجواء المحيطة بها غير مريحة نسبياً، ففي مصر يعتبرها البعض (مبتدئة)، وهي تتفهم ذلك وتقول: ''أنا بالنسبة لهم اسم غير معروف، لكن شركات الإنتاج تعرفني لأنها اطلعت على أعمالي في سوريا، ورأت أنها مميزة''، ثم تتساءل بتواضع: لماذا لا نكون واقعيين، وأن يعرف الشخص حجمه الطبيعي· صحيح أنني عملت مع نجم كبير هو يحيى الفخراني، وقبله مع نجم سوري كبير هو جمال سليمان، لكني لا أملك بعد قاعدة شعبية كبيرة في مصر''· وتشرح رشا معاناتها من (البعض) في سوريا ومصر، فتقول: بعض الحاسدين في مصر يقولون إنني أتيت لآكل رزقهم، وبعض الحاسدين في سوريا يقولون إنني أتنكر للدراما السورية! وكلا الأمران غير صحيح، فأنا لا آكل رزق أحد في مصر، وأعتبر أن عملي فيها يحقق نوعاً من الانتشار، ويوسع آفاق المخرج السوري، وفي النتيجة فإننا جميعاً نعمل في إطار دراما واحدة هي الدراما العربية، والتنافس ضمنها هو في صالحها، أما بالنسبة للهجة أي عمل، فالمخرج حر في اختيار اللهجة لأننا جميعاً ننتمي للعروبة''· وتضيف رشا: ''أنا مصرية بقدر ما أنا سورية، فكيف أكون غريبة عن مصر؟ وكيف لا أكون سورية ووالدي سوري هو المخرج الكبير هشام شربتجي؟ وتفسر كلامها قائلة: ''لقد ولدت في مصر لأب سوري وأم مصرية، فنصفي من هنا ونصفي من هناك، وبذلك أنا عربية بامتياز· لقد عشت في مصر 22 عاماً في كنف والدتي، ونشأت أتكلم اللهجة المصرية، ثم التحقت بوالدي في دمشق، وتتلمذت على يديه فنياً، ومازلت حتى الآن أحاول إتقان اللهجة السورية، وأنا لا أشعر بالغربة في مصر، لأنها بلدي، ولا أحد يعتبرني غريبة في سوريا لأنني سورية·'' وعن رغبتها في العمل بمصر رغم نجاحها في سوريا تقول رشا: ''إن الشركات المصرية تمتلك إمكانيات أكبر من الشركات السورية، فعلى الصعيد الإنتاجي إمكانيات المصريين المادية أكبر، وتجهيزاتهم أفضل، كما أن تعويضاتهم للفنانين والمخرجين كبيرة جداً، قياساً إلى التعويضات في سوريا''· وعن اختلاف طريقة العمل بين مصر وسوريا تعتبر رشا أن الطريقتين متشابهتان، لكن في سوريا يختار المخرج النص، وتتبناه شركة الإنتاج، ثم يقوم المخرج باختيار الممثلين، أما في مصر فإن الشركة هي التي تختار النص وتختار البطل النجم، وهناك مجموعة من النجوم كيحيى الفخراني ونور الشريف وفاروق الفيشاوي ومحمود عبد العزيز، تتفق شركة الإنتاج مع أحدهم، ثم يقوم النجم باختيار النص، ويتعاون مع الشركة لاختيار المخرج ثم يقوم باختيار الممثلين· أما في سوريا فالقصة مختلفة عن ذلك، لأن الشركة والمخرج يمسكان بزمام العملية كاملة''· وعما إذا كان سبب الاختلاف يعود إلى كون الدراما السورية تعتمد على البطولة الجماعية، بينما تعتمد الدراما المصرية على بطولة النجم، تجيب رشا: ''أنا لا أحب النص الذي يكتب لبطل أو يفصل على مقاسه، ولا أحسب حساباً كبيراً للبطولة، فيما إذا كانت فردية أو جماعية· فالمهم الحكاية وأفكار النص، وأنا أعتبر نفسي مسؤولة عن أفكار العمل واتجاهاته، وإلا لا أكون مخرجة''· بعض النقاد يشبهون رشا شربتجي بالمخرجة إيناس الدغيدي من حيث الموضوعات التي تثيرها، أو أسلوبها في الإخراج، وهي تعقب على ذلك فتقول: ''أنا أتشرف بتشبيهي بالسيدة إيناس الدغيدي، فهي اسم كبير، وعلم من أعلام الإخراج السينمائي، لكني لا أجد تشابهاً بيني وبينها، ربما جاءت هذه الفكرة من جرأتي في الطرح، من الناحية الاجتماعية والسياسية، ومن إثارة قضايا ساخنة تمس الناس، وإذا كنت أنفي الشبه بيني وبين السيدة إيناس، فإنني أتمنى أن أصل لمكانتها وشهرتها''· يمثل مسلسل (شرف فتح الباب) النسخة المصرية الناجحة لعمل رشا في مصر هذا الموسم مع نجم كبير هو يحيى الفخراني، أما نسختها السورية فتتمثل في مسلسل (يوم ممطر آخر) الذي تعتبره من أجمل النصوص الاجتماعية، وهو يتناول هموم الإنسان العربي· ومع ميلها الدائم للأعمال الاجتماعية، فإن رشا تحب أن تقدم الكوميديا، وتقول: ''أنا بشوق لتقديم عمل كوميدي، لكني الآن أقرأ نصاً تاريخياً يرتبط بقصة وعواطف إنسانية''· خلافات فنية عائلية تتلمذت رشا شربتجي على يدي والدها المخرج هشام شربتجي، ثم خرجت من عباءته لتغرد منفردة، ما أثار خلافاً بينهما، وصل بهشام إلى حد تناولها في تصريحات صحفية، لكن الأمور هدأت واتجهت إلى حالة تصالحية من الوالد وابنته، فمهما حدث تظل رشا ابنة هشام، ويظل هشام والد رشا، والدم لا يتحول إلى ماء· أما من الناحية الفنية فتقول رشا: ''أنا أشكر والدي الذي أعطاني شهرة ثلاثين سنة من عمله، وهو تاريخ، ومن مؤسسي الدراما السورية، لكن من الناحية الفنية لا يوجد تشابه بيني (كتلميذة) وبينه (كأستاذ)، ولا توجد بصمتان متشابهتان، فأنا لي وجهات نظري واهتماماتي، ووالدي له اتجاهاته وتاريخه واهتمامه''·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©