جميلة هي فكرة الكاتبة البريطانية جاكلين ولسون (71 عاماً) التي وجدت لها مكاناً على متن إحدى الناقلات المحلية البريطانية. تتلخص الفكرة في تزويد الطائرات التي تسافر على متنها في الغالب عائلات بصحبة أطفالها بمكتبات طائرة. بدأت ولسون المبادرة في الصيف تزامناً مع العطلة المدرسية، بحيث تملأ الكتب جيوب المقاعد بأعداد مناسبة من كتب الأطفال الكلاسيكية التي ترى المؤلفة أنها مناسبة لقراءتهم، علماً بأنها حرصت على أن تكون من مؤلفات العديد من الكتاب، وذات موضوعات ممتعة ومتفرقة وملهمة.
واحد من بين عشرة من الأخبار التي نقرأها يومياً، تدور حول القراءة، وأنت تتساءل: «زين يا جماعة» إذا كان أولادنا لا يقرأون وهم على الأرض فهل سيقرأون وهم في السماء؟ هناك أشياء كثيرة نحلم بها، لاسيما في مجال القراءة، أن تكون في أي مكان، ولكن ولسون التي قد لا تختلف عنا في الكثير من أحلامها، حلمت بمكتبة طائرة، وتحقق حلمها بفضل مساعدة جهة كشركة طيران محلية.
عن نفسها تقول ولسون إنها كانت تحلم بأن يشعر أطفال اليوم بالمتعة نفسها التي كان يشعر بها أطفال الأمس أثناء قراءتهم، وحسب تقارير صادرة عن وزارة التربية البريطانية، فإن 37% فقط من أطفال المدارس الذين تصل أعمارهم إلى العاشرة، يجدون متعة في القراءة، بينما واحد من بين خمسة من الذين تصل أعمارهم إلى 11 عاماً لا يجيدون القراءة، وهي هنا لا توجه أصابع الاتهام إلى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، بل إلى أسباب جوهرية نتحملها نحن الكبار، تسهم في تعزيز الجهل بالقراءة لدى أطفالنا دون وعي منا. المدارس، تقول، تلعب دوراً رئيساً في هذا، حيث المناهج المزدحمة بالمواد التعليمية لا تتيح للتلاميذ فرصة الاستمتاع بالقراءة، عوضاً عن خضوعهم للأسئلة حول الكتب التي يقرأونها كنوع من الاختبار.
قد يتذكر بعضنا الأيام التي كنا نستمتع فيها بالاستماع إلى القصة، تلقيها المعلمة أو المعلم ونحن نسترخي على مقاعدنا! وقد يؤيد بعضنا من آباء اليوم فكرة ولسون لو تذكر تلك الرحلات التي تطول مسافاتها ويمل منها أطفالهم الذين لا يحملون معهم كتباً كأطفال الآخرين، فيقلبون القنوات و«إذا هداهم الله ناموا». ماذا لو وضعت في جيوب المقاعد الأمامية للراكب إلى جانب المجلات والإعلانات والأوراق الأخرى كتب أطفال، وكانت هناك مساحة في درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى تكفي لوضع كتب مشابهة، ولو يتم الإعلان على شاشات العرض بعد مشاهدة تعليمات السلامة عن وجود كتب أطفال مجانية على متن الطائرة، أو تقدم كتب الأطفال للمسافرين كما تقدم الجرائد أثناء دخول الطائرة.
عدد اليوم
