الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هي بليّة وإن أضحكت!

21 يونيو 2018 23:24
كما أوراق الخريف تساقطت المنتخبات العربية في مونديال روسيا، فكان منتخب مصر أول المودعين، ولحقه المنتخب المغربي، وسرعان ما رافقهما المنتخب السعودي، ولا أحسب المنتخب التونسي سيتأخر في مزاحمتهم عند بوابة الخروج، وإن أبطأه جدول المجموعات، فالمؤشرات لا توحي أنه قادر على تحقيق أي نتيجة إيجابية أمام المنتخب البلجيكي. لا شك أن الأمر محزن حد البكاء على الواقع الذي تعيشه الكرة العربية، ومحزن أكثر ونحن نسمع التعليقات المستفزة منها أو الساخرة من هنا وهناك، سواء تعليقات مشاهير الكرة في العالم، كالمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي لم يعط المنتخبات العربية أي نسبة للعبور للدور الثاني، وكذلك النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي قال إن المنتخبات العربية لن تتأهل، حتى لو وضعت جميعها في مجموعة واحدة، وكذلك تعليقات الجماهير من كل الأقطار؛ خاصة تلك التي تتواجد في روسيا. أثناء مباراة تونس وإنجلترا، والتي شاهدتها في أحد المقاهي الرياضية المنتشرة هذه الأيام في موسكو، كان إلى جانبي أحد المشجعين الأجانب، ودون أن يتعرف إليّ فتح في ثنايا حديثه باب السخرية من المنتخبات العربية ومستوياتها، ورغم أنني لم أفهم من كلامه شيئاً، حيث كان يتكلم بلغة لم أستوعبها؛ لكن كان كافياً أن يأتي على ذكر أسماء المنتخبات وهزائمها من المنتخبات التي واجهتها، مرفقاً كل تعليق له بضحكة ساخرة لأفهم ماذا يريد أن يقول، وحينما سألته من أين أنت، أجاب أنا من بيلاروسيا، فما كان مني إلا أن تمتمت: حتى أنت يا البيلاروسي!. في ظني أن أفضل من عبّر عن واقعنا العربي السيئ كروياً هو لاعب منتخب مصر السابق وعضو اتحاد الكرة الحالي مجدي عبدالغني من خلال المقاطع المسربة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حملت إسقاطات ساخرة بعد هدف محمد صلاح في مرمى روسيا، والذي ألغى من خلاله تفرده طوال 28 سنة، بكونه اللاعب المصري الوحيد الذي أحرز هدفاً في كأس العالم، وإن كانت سخريته من واقع الحال قد جاءت من دون قصد، لكنها لامست الجرح، حيث جاءت على طريقة شر البلية ما يضحك. مثله في ذلك فعل الفنان المصري محمد هنيدي الذي فتح حسابه يوم مباراة مصر وروسيا بالمجان لممارسة السخرية على طريقته الخاصة، وسبقهما إلى ذلك الفنان السعودي ناصر القصبي الذي قارب واقع الكرة السعودية والكرة المصرية في تغريدة ساخرة له عبر حسابه أضحكت الكثيرين وأغضبت البعض، وعلى دربهما سارت الجماهير العربية التي مارست فن الكوميديا السوداء إزاء الواقع المخيب لمنتخباتها، وذلك بجلد الذات بسياط النكتة، أو على طريقة شر البلية ما يضحك، ولكنها تبقى بلية وإن أضحكت!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©