ماذا نفعل بالنفايات الرقمية؟

أصبحت النقرات المتكررة التي يؤديها مستخدم البريد الإلكتروني على لوحة مفاتيح الكمبيوتر الشخصي كافية لإقامة نوع من الصداقة بين الطرفين، إلا أنه نادراً ما يتوقف مرسل الرسالة الإلكترونية ليفكر بالعواقب البيئية التي تترتب على هذه الصداقة· ولا يبدو أن شركات صناعة الكمبيوتر مهتمة بأن تكون الكمبيوترات التي تصنعها صديقة للبيئة بمثل ما هي صديقة للإنسان· وتقول مصادر منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) إن العمر المتوسط للكمبيوتر كان يبلغ في عام 2005 سنتين فقط بينما كان في عام 1997 سبع سنوات· وهذا يعني أن مكبات النفايات، في معظم دول العالم، أصبحت تستقبل مئات الألوف من الكمبيوترات الميتة وبقية أنواع الأجهزة الإلكترونية كل عام· وقدرت إحصائيات الحجم الإجمالي للنفايات الرقمية التي تستقبلها مكبات النفايات في الولايات المتحدة برقم يتراوح بين 20 و50 مليون طن سنوياً· وتحتوي هذه الخردة الخطيرة على مواد كيميائية سامة تتسرب إلى المياه التي يشربها الناس عند سقوط الأمطار الغزيرة ويتبخر بعضها بفعل حرارة الشمس ليستنشقوها مع هواء الشهيق· وفي معظم الدول المتقدمة، تفرض القوانين على شركات بيع الأجهزة الإلكترونية توقيع اتفاق مع المشتري بإعادتها إلى المصدر بعد استهلاكها، حتى تتكفل الشركة الصانعة بإعادة تدويرها وتجنيب المجتمع شرورها وأضرارها· ولحسن الحظ، وجدت بعض الشركات في صناعة تدوير هذه النفايات استثماراً مهماً، وهو ما يجعلها تفيد وتستفيد ولكن بشرط أن تتكفل بتدوير كل النفايات الإلكترونية· ولسوء الحظ، لم نسمع أن أحداً يتكفل بهذه المهمة في بلدان العالم الثالث· فأين تذهب هذه الأدوات الخطيرة بعد أن يدركها الموت وتلقى نهايتها المحتومة؟· المحرر adnanod@maktoob.com