لم تحن ساعة الزفاف بعد، إلا أن آثارها بدأت تنعكس على مدينة رينيبيك الصغيرة قرب نيويورك حيث ستتزوج اليوم.. تشيلسي.. الابنة الوحيدة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري وزيرة الخارجية الحالية. ويقول آليكس باتكين صاحب متجر الأعمال الحرفية الفاخر «وينج آند كلوفير» فرحاً، «الأمر أشبه باستضافة دورة الألعاب الأولمبية».
وتفوح هذه الحماسة في أجواء المدينة على الرغم من التعتيم الكامل على أي معلومات رسمية حول زواج تشيلسي (30 عاماً) إلى المصرفي مارك ميزفينسكي (32 عاماً). وثمة شائعات قليلة حول قائمة المدعوين لهذه المناسبة الاجتماعية المهمة. إذ يقال إنها قد تضم المخرج ستيفن سبيلبيرج ومقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري.
ومن بين المدعوين المحتملين شخص واحد فقط قطع الشك باليقين وهو الرئيس الحالي للولايات المتحدة باراك أوباما الذي قال أمس الأول خلال مشاركته في برنامج «ذا فيو» على محطة «إيه بي سي» التلفزيونية «لن أذهب إلى حفل الزفاف». وأضاف أوباما «يجب أن أقول إنه من الصعب أساساً أن يحضر رئيس واحد حفل زفاف .. فكيف برئيسين».
وخاب ظن المصورين الذين كانوا يأملون في التقاط صور وجمع معلومات مثيرة من المروحيات، فقد أغلقت السلطات الفيدرالية المجال الجوي أمام أي طائرة تحلق فوق المكان على ارتفاع يقل عن 600 متر من الساعة 15,00 من بعد ظهر اليوم إلى الساعة 03,30 من فجر غد. إلا أن كل هذه السرية لم تمنع المدينة البالغ عدد سكانها 8 آلاف نسمة من فرش السجاد الأحمر للزوجين المقبلين. فقد رفعت بعض المتاجر لوحات تهنئ تشيلسي وزوجها.
وعلى غرار تشيلسي التي تتوخى التكتم وتبتعد عن الأضواء، يلتزم سكان المدينة الصمت حول ما ينتظرونه من هذا الحدث السعيد. فموظفو الاستقبال في فندق «بيكمان آرمز» مصرون على الصمت أمام الأسئلة المتعلقة بالمدعوين على الرغم من أن الفندق انهمك في وضع لمسات أخيرة من الطلاء لاستقبال مدعوين لم يشاهدهم أحد بعد، لكن حقائبهم تملأ شيئاً فشيئاً الغرف المحجوزة بالكامل.
لكن ثمة شيء واحد مؤكد وهو أن أحد المدعوين اشترى من متجر الأعمال الحرفية لوحة للخطيبين كتب عليها «تشيلسي ومارك» وتظهر قالب حلوى زفاف وأشجاراً وبعض السناجب. لكن من اشترى هذه اللوحة؟ يرد اليكس باتكين هامساً «لا يسعني أن أقول فعلاً». أما صاحب متجر الكحول على الجهة المقابلة من الشارع فيفصح عن مزيد من التفاصيل قائلاً إن النبيذ الأبيض الذي سيقدم خلال مأدبة العرس جاء من كروم بلدة اسمها «كلينتون» تقع بالقرب من رينبيك. وأكد أن هذا النبيذ «خفيف وجاف ومناسب جداً لأطباق السمك والدجاج».
واستغل فريق البيسبول في المدينة المناسبة، وإلى جانب رمز الفريق في الشارع الرئيسي للمدينة وضعت لوحة كتب عليها «تشيلسي هل تتزوجيني؟» وقال اللاعب إيه.ج. توميني «نحاول أن نثير بعض الاهتمام حول فريقنا لكي يأتي الناس إلى مبارياتنا».
ومن جانبها، ذكرت صحيفة «هادسون فالي» المحلية في المدينة دون أن تذكر مصادرها أن الزفاف سيبدأ عند الساعة 18,00 مساء اليوم وأن الشرطة ستراقب الطرقات المؤدية إلى «آستور كورتس». إلا أن بعض المتشائمين في المدينة يشتبهون في أن يكون الأمر حيلة حاكها آل كلينتون. لكن الصحيفة التي أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات لفيلق الصحفيين الذي أتى لتغطية الحدث، لا ترى ذلك ووجهت تهانيها من الآن إلى الزوجين المقبلين.
عدد اليوم
