الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إدمان الرسائل القصيرة «شائعات»

30 يوليو 2010 23:28
هل من يكتب الكثير من الرسائل القصيرة يتضرر صحياً؟ تحدث مثل هذه الأخبار في عصر الـ«آي فون» و«بلاك بيري» و«نكساس ون» ضجة إعلامية واسعة. ويزداد تأثير الخبر إذا تضمن اسم باحث يعطي الأمراض اسماً علمياً مقنعاً. ولكن في حقيقة الأمر أنه لا وجود لهذه الأمراض، ولكن خبراء العلاقات العامة ابتكروها للترويج لاسم شركة متخصصة في إنتاج أجهزة المحمول. وبذلك تصبح قصة الإدمان المزعوم لأنفسها، وبدعم الخبراء ومشاركة الصحفيين تتحول هذه الأخبار إلى مادة جميلة تسد بها الصحف والمجلات مساحات فارغة لديها ويملأ بها الكتاب أعمدتهم. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في يونيو الماضي أن «كتابة الكثير من الرسائل القصيرة على المحمول يصيب بالمرض. ويؤدي إلى الإحساس بالنقص ويجعل الشخص المصاب يثور ويتملكه الغضب الشديد ويسمع أصوات نغمات محمول غير موجودة أصلاً». والتقطت وسائل إعلامية أخرى الموضوع وكان المصدر وسائل إعلام أسترالية. ويمكن القول أن قراءة الصحف وسماع المذياع ومشاهدة أخبار التلفاز والاعتماد على ذلك في كتابة موضوع، شيء معتاد تماماً في عالم الإعلام. ولكن المشكلة في هذا الخبر هي أن الصحفيين في استراليا سقطوا في فخ نصبه خبراء علاقات عامة. كان أصل الخبر بيان صحفي من شركة (بوست موبيل)، وهي شركة أسترالية مصنعة للمحمول. وجاء في بيان الشركة «لقد رصدنا العديد من الاضطرابات بناء على أبحاث باحثتين». وذكرت الشركة أمثلة لذلك منها ما جاء على لسان فتاة في الـ17 من عمرها. وقالت الفتاة في البيان إنه «عندما لا يتصل بي أحد أصبح محبطة حقاً وأعتقد أنه لا يوجد في الدنيا من يحبني». وبناء على البيان فقد فسرت الباحثتان ذلك بأنه «أعراض الضغط العصبي للنص». ولكن شاري وولش الباحثة في جامعة كوينزلاند الاسترالية والطبيبة النفسية قالت في رسالة الكترونية لـ(د ب أ) إنها لا تدري شيئاً عن الاضطرابات التي زعمت شركة بوست وجودها. وأضافت «لقد أوضحت أبحاثي أن استخدام الشباب للمحمول يعود عليهم بفوائد وأضرار في نفس الوقت». وأكدت «أنا أرفض جميع المزاعم القائلة إن أبحاثي أثبتت وجود اضطرابات جراء استخدام المحمول». وربما كان السبب في اتساع دائرة هذه القصة هو سيدة اسمها جيني كارول التي ورد اسمها في البيان الخاص بشركة بوست عن إدمان رسائل المحمول. وقالت كارول المحاضرة بجامعة ملبورن لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) «سألتني شركة بوست للمحمول عما إذا كانت هناك أدلة على وجود اضطرابات ذات صلة بإرسال رسائل قصيرة، فراجعت ما نشرته عن استخدام الشباب للمحمول من قبل وأعطيت شركة بوست بعض الأمثلة التي تتلاءم مع السؤال». بتعبير آخر انتحل خبراء العلاقات أسماء لأمراض ثم بحثوا عن دراسات تلائمها. وليس لدى كارول مشكلة مع ذلك حيث تقول «كنت راضية عن البيان الصحفي لأنه يتضح من نصه أن شركة بوست هي التي صاغت هذه التعبيرات وليس أنا». لكن كارول قامت بدورها في إزكاء نار القصة بعدما أجرت مقابلات في الإذاعة الاسترالية. وقالت كارول في بيان لـ(د ب أ) «سمحت لي المقابلة بعرض العلاقة بدقة بين أبحاثي والمفاهيم التي استخدمتها شركة بوست. ولكن وسائل الإعلام الاسترالية ثم العالمية هي التي أساءت عرض هذه العلاقة». وبذلك انتشرت هذه النصوص الخاطئة في أرجاء العالم بدءاً من النص الإنجليزي الذي ترجم إلى كثير من اللغات. وبعد البحث تبين أن شركة بوست أعلنت أنها تمتلك العلاج، وسست مجموعة لـ»مدمني الرسائل» على موقع فيسبوك الاجتماعي عليها أيقونة «هنا المساعدة»، وتزعم الشركة أن إرسال رسالة قصيرة تقليدية بواحد سنت فقط جدير بأن يشفي المرضى!
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©