الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«السوشيال ميديا» سلاح الهروب من الاحتكار والتشفير

«السوشيال ميديا» سلاح الهروب من الاحتكار والتشفير
21 يونيو 2018 23:41
رضا سليم (دبي) تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة إعلامية كبيرة في المونديال، وبات الإعلام الجديد متصدراً للمشهد، والناقل لكل ما يدور في المونديال، ما بين بث مباشر وفيديوهات وأخبار لا تنقطع على مدار الساعة، في تويتر وفيسبوك وإنستجرام وسناب شات. لكن نشر الأخبار والصور على شبكات التواصل الاجتماعي له وجهان، الأول يحمل دعاية للفيفا وللمونديال من خلال متابعة كل الجماهير في الكرة الأرضية للحدث، وهو ما يمثل مكسباً للفيفا على المدى القريب والبعيد في ضخ أموال جديدة من الرعاة وأصحاب الحقوق، والوجه الآخر سلبي وهو نشر أمور مسيئة أو سلبية، منها الأخبار والصور والفيديوهات التي قد تثير الفتنة والعنصرية، وهو ما يقوم الفيفا بمحاربته من خلال شركات متخصصة على «السوشيال ميديا». وهو ما أكده هيلموت سبان، رئيس إدارة الأمن بالاتحاد الدولي لكرة القدم، بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن «أن تشكل خطراً أيضاً، خاصة من خلال الأخبار المزيفة»، وهناك تعاون وثيق بين روسيا المستضيفة للبطولة والفيفا لرصد الأخبار المزيفة، مؤكداً أن هناك وحدات مسؤولة عن المراقبة ورصد ما يكتب في منتديات ومدونات معينة. وأكد الإعلامي محمد عواد المحلل بقناة أبوظبي الرياضية أنه للمرة الأولى في تاريخ المونديال يقوم الفيفا بتخصيص مراسل لكل منتخب، ينتمى للمجموعة التي تعمل في الموقع الإلكتروني الرسمي للفيفا. وأضاف عواد أحد الإعلاميين المتخصصين في مواقع التواصل الاجتماعي: «هناك جانب آخر وهو الدعاية السلبية للمونديال في كافة الوجوه، سواء من ناحية التحكيم أو الأداء أوالأمور التنظيمية، وفي الماضي كانت الأمور تحت السيطرة، ولكن تغير الوضع وبات لدى أي شخص 60 ألف متابع على سبيل المثال، ويستطيع أن يكتب وجهة نظره بأن كأس العالم مملة للغاية، ومن خلال المتابعين ينتقل إلى شريحة أكبر، وهذا أمر خطير، ولو أن شبكات التواصل سارت في اتجاه سلبي ضد المونديال سيخسر الفيفا الكثير في المستقبل». وأشار إلى أن الفيفا استفاد من شبكات التواصل من خلال نشر كرة القدم وبيع الحقوق عن طريق الترويج عبر هذه الشبكات، وهناك سباق بين المعلنين الذين لديهم الرغبة في أن يكونوا شركاء مع الفيفا على هذه المنصات، بجانب أن الفيفا استفاد من نقل قوانينه في فترة زمنية وجيزة دون أن يستغل وقتاً. ورغم الإيجابيات والسلبيات فإن حقوق الملكية من صور وفيديو هي أكثر ما يؤرق الفيفا من مواقع التواصل. وأوضح أن النشر السلبي موجود من خلال الترويح لشعارات عنصرية أو نشر رسالة تهدد المونديال من جماعة «داعش» الإرهابية، والتي جاءت من شخص مهووس استخدم الفوتوشوب في النشر، ويقوم الجمهور بتداوله وهذا ما يريده التنظيم الإرهابي. وأكد محمد عواد أن شبكات التواصل ستكون هي المنبر الإعلامي الأول في المونديال، وتفوقت على المواقع الإلكترونية والتطبيقات، وطبقاً للإحصائيات فإن كل شخص يقضي ما بين 7 إلى 8 ساعات على هذه الشبكات، التي تعيش عصرها الذهبي، في ظل المجانية التي تعيشها هذه الشبكات. سيداوي: مواقع التواصل الحل المجاني لعشاق الكرة قال أحمد سيداوي مدير موقع سبورت 360 تي في: سيطرة الفيفا على الشبكات صعبة ولكنها ليست مستحيلة بعدما ظهرت «بصمة الفيديو»، حيث تقوم إدارات الفيسبوك وتويتر بالحصول على رابط للمباراة، ووضعها على الشبكة، وهو أشبه بالبصمة لأن أي فيديو مماثل يتم رفعه وغلق الحساب، وهو على وجه أوضح «بصمة إلكترونية»، والبعض يلجأ للتحايل بعكس الفيديو حتى يخرج من دائرة البصمة إلا أنه يحتاج إلى وقت طويل وجهد مهدر، ولا يظهر بالشكل المطلوب. وأضاف أن الأطقم التي تقوم بنقل المباريات تخضع لتدريب مكثف جداً حتى لا تقوم بالتركيز على أية مشاهد وأية رسائل معينة أو عبارات مسيئة، وبالتالي فإن الفيفا يتحكم في البث ولكن لو تم نشر أي صورة من لاعب سواء صورة مسيئة أو عنصرية يقوم الفيفا بمعاقبة اللاعب وقد يمتد إلى الاتحاد المحلي أيضاً، وفي الاجتماعات التحضيرية قبل المونديال يتم التأكيد على مثل هذه الأمور. وأوضح أن شبكات التواصل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من منظومة الإعلام، إلى درجة أن هناك مباريات تذاع مباشر على الفيسبوك وتويتر، بعدما تحول الاتجاه الآن من القنوات الفضائية إلى الديجيتال ميديا والسوشيل ميديا، وعلى سبيل المثال في منطقة الشرق الأوسط عندما تريد أن تتابع مباريات المونديال عليك أن يكون لديك اشتراك وهناك ارتفاع للتكلفة، وبالتالي يلجأ الجمهور إلى موقع التواصل المجانية حيث يقوم البعض بتوفير بث المباريات. وأشار إلى أنه خلال 5 سنوات المقبلة سيكون الديجيتال ميديا والسوشيل ميديا جزءاً لا يتجزأ من حقوق الملكية، من خلال التركيز عليها باعتبارها أقوى المنصات الإعلامية. عطا عبدالرحيم: المادة 19 تمنح الجمهور حق مشاهدة المباريات أكد الدكتور عطا عبدالرحيم أستاذ الإعلام بالجامعة القاسمية وعميد كلية الإعلام بجامعة الجزيرة السابق، أن حقوق البث هي إحدى المشاكل التي ظهرت منذ فترة، وتطل برأسها في مونديال روسيا، ودائماً ما يتناسى الجميع أن الضحية في الصراع، سواء حقوق البث أو سرقتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي هو الجمهور، الذي لم يتحدث أحد عن حقوقه في مشاهدة المباريات في المونديال، وتجاهل الجميع كل المواثيق العالمية التي فسرت هذا الحق ومنها المادة (19) من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على حق الإنسان في الاعلام وحمايته من سطوة رأس المال أو السلطة من احتكار هذا الاعلام تحت مسميات جديدة، مثل التشفير الحصري وغيرها من المسميات. وأضاف أن الجيل الثالث من حقوق الإنسان هو الإعلام، إلا أن العالم انشغل بالجيلين، الأول هو الحقوق السياسية، والثاني هو الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ونسي تماماً الحق في الإعلام، والذي يمكن وصفه بالشريك الغائب. ومقياس الحق في الاعلام يقاس بنصيب الفرد من ساعات الارسال في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي، وفي حالة تجاهل ذلك تتحول وسائل الاعلام من وسائل للإعلام إلى وسائل للتعتيم، ويؤكد كثير من الباحثين على الرغم من أن حق الإنسان في الاعلام أعلن لأول مرة في عام 1948، إلا أنه غير مفعل ولم يتم الاعتراف به مثل بقية الحقوق الأخرى الأساسية، مثل الحق في التعليم والحق في السكن والحق في الصحة وغيرها من الحقوق. وأشار إلى أن رأس المال يفرض نفوذه في الاعلام تحت مسمى التشفير فيحرم الناس البسطاء من متابعة الأحداث والفاعليات التي قد تكون متعتهم الوحيدة في حياتهم، ولكن التاريخ يذكر أن هذه القيود كلها سقطت تباعاً وتحرر الاعلام منها بعد رحلة كفاح طويلة ومريرة، والأمل هو أن يأتي اليوم الذي تحرر فيه فضائياتنا العامة والمتخصصة من قيود أو سطوة رأس المال المتمثل بالتشفير. منصات جديدة تحاول شبكات التواصل في تويتر والفيسبوك الفوز دائماً بحقوق الملكية لمباريات المونديال، وتقاتل شبكات التواصل من أجل حماية الحقوق عن طريق شركات تحارب هذه الظاهرة، من خلال البصمة الرقمية لكل فيديو، وهذا يتم بالتعاون مع الفيفا، وحالياً يوجد في الفيسبوك الاستاد الدولي لنقل كل أحداث وأخبار المونديال وهو ما يحدث في تويتر أيضاً من أجل منع الانتهاكات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©