الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

باحثون ينتجون محفزات عضوية لنمو الدجاج من نوى التمر

باحثون ينتجون محفزات عضوية لنمو الدجاج من نوى التمر
17 مايو 2011 00:14
تمكن فريق بحثي بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات من إنتاج مركبات عضوية جديدة، مستخلصة من نواة التمر، تستخدم كمنشطات ومحفزات لنمو الدواجن، بدلاً من المضادات الحيوية الكيميائية المستخدمة حالياً. وأوضح الدكتور سليمان حسين أستاذ تغذية الدواجن بالكلية ورئيس فريق البحث، أن فكرة المشروع تقوم على استنباط طريقة جديدة لتحليل نوى التمر واستخلاص المركب منها واستخدامه كمحفز لنمو الدجاج، وفي إنتاج أعلاف محلية للدواجن تنطوي على قيمة غذائية أكبر من أعلاف الذرة الصفراء. وأضاف سليمان أن عملية تحليل نواة التمر تتم من خلال معالجتها ببعض أنواع الفطريات، حيث تحتوي النواة على بعض أنواع المنشطات التي ثبت علمياً إمكانية استخدامها كبديل للمضادات الحيوية التي تعطى للدواجن لتحفيزها على النمو، لافتاً إلى أن تلك الحقائق العلمية الجديدة ستضيف ميزة جديدة للدولة من حيث كونها من أكبر منتجي التمور في العالم. وتابع سليمان، لقد قمنا بعدد من العمليات للتأكد من النتائج التي تم التوصل إليها، حيث تمت تغذية الدواجن بهذا المركب الجديد، فاكتشفنا أنه يمتلك قدرة كبيرة على القضاء على البكتريا الضارة في الدواجن والتي تؤثر سلباً على نمو الدجاج، مثل بكتريا كمبوبلاكتير، بكتريا شجلا، بكتريا السالمونيلا وبكتريا اي. كولاي، خاصة النوعين الأخيرين اللذين يشكلان خطورة كبيرة على صحة الإنسان. ولفت رئيس فريق البحث إلى أنه قام بعمل إجراءات تسجيل براءة الاختراع في الدائرة المختصة بوزارة الاقتصاد ومن المتوقع الحصول على البراءة بعد استكمال الإجراءات اللازمة كافة في غضون 18 شهراً. وأجرى فريق البحث مقارنات بين المضادات الجديدة المستخلصة من نواة التمر مع المضادات الأخرى التي تعطى للدواجن في المزارع الكبيرة التجارية، حيث أثبتت أن المركب العضوي الجديد المستخلص يقوم بالدور ذاته الذي يؤديه المضاد الحيوي الكيميائي وبفاعلية أكبر. وأشار أستاذ تغذية الدواجن بكلية الأغذية والزراعة إلى أن المشروع يأتي في إطار الجهود العلمية التي تبذل لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة المضادات الحيوية التي تعطى للدواجن لما يترتب عليها من أخطار تتهدد صحة المستهلكين، ما استوجب معه ضرورة البحث عن بدائل مناسبة لتلك المضادات. وأكد رئيس فريق البحث أهمية النتائج التي تم التوصل إليها في توفير أعلاف جديدة ذات قيمة غذائية كبيرة للدواجن تقوم على الخامات المحلية بدلاً من الأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج حالياً والتي تعتمد على الذرة الصفراء كمادة أساسية لتغذية الدجاج بعد الارتفاع الكبير في ارتفاع الذرة في السوق العالمية. وتطرق رئيس فريق البحث إلى المردود الاقتصادي المتوقع من هذه النتائج الجديدة المشجعة التي توصل إليها، لافتاً إلى أنها ستسهم في إنتاج أعلاف بالاعتماد على خامات محلية، ما يسهم بدوره في تقليل تكلفة الأعلاف وزيادة أرباح منتجي التمور وأصحاب مزارع الدواجن، حيث تشكل تكلفة الأعلاف ما نسبته 70 % من إجمالي تكلفة الإنتاج بمزارع الدواجن. وأعرب عن تفاؤله بما تم التوصل إليه، حيث ستسهم هذه النتائج في مواجهة تحديات إنتاج الدواجن محلياً من خلال الاستخدامات الجديدة الحيوية لنواة التمر، ما يقلل من معدلات استيراد الذرة الصفراء التي تشهد أسعارها زيادات كبيرة متتالية في الأسواق العالمية، خاصة أن أعلاف الدواجن تعتمد في مكوناتها على الذرة الصفراء بنسبة 60%. كما تتضاعف أهمية هذه النتائج الجديدة كونها ستمكن من إنتاج دواجن محلية طازجة خالية من المضادات الحيوية الكيميائية ما سيضاعف بدوره من ثقة المستهلكين في المنتج المحلي، بالإضافة إلى تخفيض تكلفة الإنتاج وزيادة ربحية منتجي التمور والحفاظ على الصحة العامة. من جهته، لفت الدكتور إبراهيم الششتاوي أستاذ مشارك استزراع وتربية الأسماك في الكلية عضو فريق البحث، الذي يضم كذلك طالباً مواطناً، أن المشروع استغرق حوالي 6 أشهر واستهلكت خلاله مئات الكيلو جرامات من نوى التمور في تجهيز علائق الدجاج في مزرعة الكلية التجربية بمنطقة الفوعة في العين، حيث تم تنفيذ المشروع البحثي. وأشار الششتاوي إلى أن فريق البحث يواصل العمل لإنجاز المرحلة الثانية من المشروع، حيث يعكف الفريق الآن على بحث ودراسة مكونات محفزات النمو المستخلصة من نواة التمر وطبيعتها، ومدى تأثيرها وآفاق استخداماتها في تحسين نوعية الأعلاف وزيادة معدلات النمو لدى الدجاج دون الحاجة إلى استخدام محفزات النمو الكيميائية، ومن المتوقع إنجاز هذه المرحلة خلال 12 شهراً.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©