السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياحة في أبوظبي تتغلب على الأزمة العالمية

السياحة في أبوظبي تتغلب على الأزمة العالمية
15 نوفمبر 2008 02:16
قال متخصصون في قطاع السياحة والاستثمار، إن المؤشرات الحالية للقطاع السياحي في أبوظبي تؤكد عدم تأثره بالأزمة المالية العالمية، سواء من ناحية الطلب على الغرف الفندقية أو اهتمام شركات السياحة الأجنبية بعقد صفقات وشراكات مع جهات سياحية في الإمارة تهدف الى تعزيز السياحة القادمة لأبوظبي خلال الفترة القادمة· وأوضح عدد من المشاركين في معرض سوق السفر العالمي، الذي اختتم أعماله في العاصمة البريطانية لندن يوم الخميس الماضي، أنه بالرغم من أن أبوظبي جزء من العالم وانه من الطبيعي أن تتأثر جراء الأزمة العالمية، غير أن استمرارها في إطلاق المشاريع وخصوصاً في القطاع السياحي في وقت يتراجع فيه الاقتصاد العالمي بشكل كبير، من شأنه أن يعزز ثقة العالم في اقتصاد الإمارة مستقبلاً· وقال سايمون هورجان المدير التنفيذي للمجموعة في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض ''أدنيك'' إن الاهتمام الذي حظي به معرض سوق السفر العالمي وخصوصاً جناح أبوظبي، جاء على عكس الكثير من التوقعات التي سبقت المعرض والتي كانت تتخوف من تأثير الأزمة المالية على المعرض وقطاع السياحة في العالم· وأوضح انه في الوقت الذي يتأثر فيه الاقتصاد العالمي وتتراجع اقتصادات الكثير من الدول، فإن أبوظبي تستمر في العمل وإنجاز المشاريع وخصوصاً في القطاع السياحي، وأضاف أن هذا يعني أن الأزمة العالمية قد تكون في صالح أبوظبي مستقبلاً، كونها تكسب ثقة العالم والمستثمرين· وقال باسم تركاوي مدير العلاقات العامة في شركة التطوير والاستثمار السياحي إن ''الصورة العامة للقطاع صحية في الوقت الحالي ولا يوجد ما يدعو الى القلق''، مشيراً الى أن أبوظبي تمتلك الكثير من المقومات والحقائق الداعمة للقطاع السياحي، في ظل قوة الاقتصاد والطلب القوي على الفنادق والعقارات· غير أن تركاوي أشار الى انه بالرغم من ذلك فمن المطلوب أن يكون هناك نوع من الحذر، كون الإمارة جزءاً من الاقتصاد العالمي ومن الممكن أن تكون هناك تأثيرات مؤقتة، غير انه شدد على أن أي تأثير محتمل فسيكون بالتأكيد بمستويات اقل من الكثير من دول العالم الاخرى في ظل المعطيات الاقتصادية الايجابية للامارة· يذكر أن الاقتصاد العالمي يمر حالياً بأزمة مالية بدأت في الولايات المتحدة نتيجة مشاكل في الرهن العقاري، وامتدت الى القطاع المالي حيث أدت الى إفلاس عدد من البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، ما استدعى تدخلاً من الحكومة لدعم عدد من المؤسسات الاخرى· وقامت دولة الامارات باتخاذ اجراءات سريعة لحماية القطاع البنكي والمصرفي، حيث أعلنت الحكومة عن ضمان الودائع لدى البنوك العاملة في الدولة، كما تم تخصيص مبالغ تصل الى 120 مليار درهم لدعم القطاع المصرفي في حال الحاجة· وقامت أبوظبي بالإعلان عن مجموعة من المشاريع السياحية الضخمة التي تتسم بالتنوع، حيث تعمل الامارة حالياً على استغلال مواردها وجزرها الطبيعية لتنفيذ مشاريع سياحية متكاملة أبرزها جزيرة ياس كمشروع سياحي ترفيهي، وجزيرة السعديات التي تعتبر مشروعاً يركز على الجانب الثقافي، بالاضافة الى مشروع جزر الصحراء الذي ينفذ علي 8 جزر، ويتسم بالطابع البيئي والطبيعي، بالاضافة الى مشاريع اخرى يتم تنفيذها حالياً· وأعرب باسم تركاوي عن اعتقاده بأنه من الطبيعي أن يكون هناك تأثير للأزمة المالية على كافة أنحاء العالم، لكن التأثير يتفاوت من مكان لآخر، مشيراً الى أن القطاع السياحي في دولة الامارات وخصوصاً في أبوظبي يضم الكثير من المقومات والحقائق الايجابية· وأضاف أن نسب إشغال الفنادق في الامارة لا تزال مرتفعة، وهو ما يعد مؤشراً ايجابياً بالنسبة للقطاع السياحي، كما أن الاهتمام العالمي بأبوظبي يتزايد يوماً بعد آخر، وهو ما يعتبر دليلاً على وجود مقومات كثيرة من شأنها أن تدعم القطاع وتدفعه نحو تحقيق المزيد من المكاسب خلال الفترة المقبلة· وأشار الى أن السياحة العالمية تهتم دائماً بالمعالم السياحية الجديدة والتي تعتبر غير مكتشفة، مضيفاً أن أبوظبي بالنسبة للعالم تعتبر ''غير مكتشفة'' حتى الآن، وهو ما يفسر الاهتمام المتزايد الذي تحظى به الامارة من القطاع السياحي العالمي، وهو الأمر الذي كان واضحاً خلال سوق السفر العالمي في العاصمة البريطانية لندن· وأشار سايمون هورجان الى أن امارة أبوظبي على وجه التحديد تتمتع بوضعية متميزة لدى العالم في القطاع السياحي، حيث تضم معالم سياحية لم يرها العالم حتى الآن، مضيفاً أن العالم يتأثر جراء الأزمة العالمية، ففي بريطانيا وبعض البلدان الاخرى يعتمد الكثير من الأفراد على القروض البنكية لتنفيذ برامج سياحية خارجية ومنها برامج الى أبوظبي، وبالتالي فمن المتوقع ان تتراجع أعداد السياح الى الكثير من أنحاء العالم، غير أن أبوظبي تستمر في كسب ثقة العالم وهو ما يعني أن تأثرها سيكون اقل من غيرها· وأوضح هورجان أن تأثير الأزمة المالية لا ينعكس بالضرورة على جميع القطاعات الاقتصادية، فمن الطبيعي أن تكون هناك قطاعات تسجل نمواً ونشاطاً مقابل قطاعات اخرى تسجل تراجعاً، وبالتالي فليس من الضروري أن يتراجع القطاع السياحي في بلد ما نتيجة تراجع قطاعات اقتصادية اخرى· واتفق ربيع الحايك مدير المبيعات في فندق ''نوفوتيل أبوظبي'' مع ما ذكره باسم تركاوي حول استمرار معدلات الإشغال المرتفعة في فنادق أبوظبي، وقال إن وضع أبوظبي له خصوصيته نظراً للنقص في عدد الغرف الفندقية· وأضاف الحايك أن هناك طلباً قوياً على القطاع الفندقي في الإمارة، وهو ما رفع معدل الإشغال لدى فندق ''نوفوتيل أبوظبي'' الى حوالي 85% منذ بداية العام حتى الآن، مشيراً الى أن افتتاح فنادق جديدة خلال الفترة القادمة من شأنه أن ينشط القطاع الفندقي والسياحي بشكل اكبر· من جهته، قال هاني الهبري تسوروتا المدير السياحي في شركة المسعود للسفر والخدمات إن معدلات طلب حجوزات السفر من أبوظبي للخارج لم تشهد تراجعاً بالتزامن مع الأزمة العالمية، مشيراً الى انه بالنسبة للسياحة القادمة الى أبوظبي فمن المبكر الحكم عليها حتى الآن، غير انه أضاف ''من خلال تعاملاتنا مع شركات السفر والسياحة العالمية لا نلاحظ وجود أي تراجع''· وأكد هاني أن المؤشرات الحالية لدى شركة المسعود تؤكد أن القطاع السياحي يسير في تطور طبيعي حتى الآن، وانه لا يوجد ما يشير الى أي شكل من اشكال التراجع· وكان سيف محمد الهاجري رئيس مجلس ادارة شركة أبوظبي الوطنية للفنادق قد استبعد أن يتأثر القطاع السياحي في أبوظبي بتداعيات الأزمة المالية العالمية، مؤكداً أن ''الوضع الداخلي للقطاع السياحي يشهد نقصاً في الغرف الفندقية ويتوقع استمراره حتى إنجاز المشاريع الفندقية الجديدة التي سيبدأ تسليمها خلال العامين المقبلين''· وقال إنه ''بالرغم من أن الأزمة المالية العالمية تؤثر على سوق السفر في العالم لكن المنطقة وأبوظبي بشكل خاص لديها وضعها الداخلي المشجع''· وأضاف أن هذه الظروف الداخلية تتزامن مع عملية تسويق عالمية بدأتها الامارة منذ نحو عامين، جعلت لأبوظبي مكانها المميز على الخارطة السياحية العالمية، مشيراً الى أن هذه العملية الترويجية من خلال المشاركة المميزة في أهم المعارضة العالمية، أعطت الشركات والمؤسسات السياحية العالمية صورة أوضح عن الإمارة ومقوماتها السياحية·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©