(صنعاء) - بدأ الجيش اليمني أمس عملية اقتحام معاقل تنظيم “القاعدة” المتطرف في محافظة أبين جنوبي البلاد، فيما قتل خمسة من عناصر التنظيم، بينهم “ثلاثة من أخطر” قياداته، وذلك في حادث ومواجهات مع القوات الحكومية والمليشيات القبلية في بلدة “لودر” شمال أبين، حسبما أعلنت وزارة الدفاع أمس. وفي تطور أخر، قتل ستة أشخاص يشتبه بأنهم من مسلحي تنظيم “القاعدة” أمس في غارة جوية شنتها طائرة أميركية من دون طيار استهدفت عربة كانت تقلهم في شرق اليمن، بحسب مسؤول محلي. وصرح المسؤول أن “الطائرة الأميركية من دون طيار استهدفت عربة للقاعدة ما بين شبوة ومأرب، وقتلت ستة من اعضاء التنظيم”. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته وهو من شبوة أن الغارة وقعت على طريق تصل ما بين شبوة ومأرب.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية متعددة لـ(الاتحاد) إن القوات العسكرية المرابطة، منذ شهور، في عدة مناطق بمحافظة أبين “بدأت في وقت متزامن الزحف نحو معاقل تنظيم “القاعدة”، الذي يتحصن، منذ مارس في بلدتي جعار وزنجبار، كبرى بلدات هذه المحافظة الساحلية.
وأوضحت أن القوات العسكرية المرابطة في منطقة “الحرور”، الفاصلة بين محافظتي أبين ولحج، تقدمت باتجاه منطقة “العبادي”، على بعد 10 كم جنوبي بلدة “جعار”، المعقل الرئيس لجماعة أنصار الشريعة” المتشددة، والتي تدين بالولاء لتنظيم “القاعدة”.
وحسب وسائل إعلام يمنية فإن القصف على منطقة “المخزن” أصاب منزلا وخلف جريحا مدنيا واحدا على الأقل. وأبلغ أحد سكان “جعار” (الاتحاد)، عبر رسالة نصية للجوال، أن طائرة حربية يمنية ألقت منشورات على مختلف أنحاء البلدة، حذر فيها الجيش اليمني الأهالي من التواجد بالقرب من المواقع التي يتحصن فيها مقاتلو “القاعدة”.
كما شنت القوات الحكومية، المرابطة في منطقتي “دوفس” و”الكود”، جنوبي مدينة زنجبار، قصفا مدفعيا عنيفا على أهداف مفترضة لتنظيم “القاعدة” في زنجبار، عاصمة أبين. وقد رافق القصف المدفعي غارات جوية لسلاح الجو اليمني على مواقع مفترضة للتنظيم في هذه المدينة، التي اندلعت في ضواحيها الشرقية والجنوبية، اشتباكات متقطعة بين قوات عسكرية ومسلحي “القاعدة”.
وقالت مصادر طبية في مستشفى “باصهيب” العسكري، بمدينة عدن الساحلية (جنوب)، لـ(الاتحاد)، إن المستشفى استقبل عددا من الجنود الذين أصيبوا في اشتباكات مع مقاتلي “القاعدة” أمس على ضواحي زنجبار.
وقالت مصادر صحفية يمنية إن مقاتلات أميركية شاركت في قصف “أهداف ثابتة ومتحركة” في محيط زنجبار، وأنه “تم إسكات مصادر نيران مسلحي القاعدة”، في بعض المناطق التي تعرضت للقصف. ولم تؤكد مصادر عسكرية يمنية، تحدثت لـ(الاتحاد)، مشاركة البحرية الأميركية، حتى مساء السبت، في الهجوم العسكري الواسع للجيش اليمني على معاقل “القاعدة” في أبين، وهي العملية التي أطلقت عليها صنعاء اسم “الحسم النهائي”. إلا أن مصادر في خفر السواحل اليمنية أكدت لـ(الاتحاد) “اقتراب سفن حربية أجنبية من سواحل محافظة أبين”، خصوصا في منطقة “شقرة”، شرقي مدينة زنجبار، التي نزح منها أغلب سكانها، على فترات، منذ منتصف العام الماضي.
وقال رئيس المجلس المحلي في “لودر”، أحمد الغفيش”، لـ(الاتحاد) :” الوضع هادئ هنا.. أعتقد أن عناصر القاعدة في وضع حرج”، مؤكدا مقتل اثنين من عناصر التنظيم وجرح آخرين، أمس في منطقة شرقي “لودر”، إثر انقلاب سيارتهم العسكرية، والتي كانوا قد استولوا عليها في مواجهات سابقة الشهر الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، “مصرع ثلاثة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة” في مواجهات بين قوات اللواء 111 مشاة، المدعوم بمليشيات قبلية محلية، والمسلحين المتطرفين، يومي الخميس والجمعة الماضيين.
عدد اليوم
