شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مساء أمس احتفال الجامعة الأميركية في دبي، الذي أقيم تحت رعاية سموه في مركز دبي التجاري العالمي بمناسبة تخريج كوكبة جديدة من طلبة وطالبات الجامعة.
وأكد سموه أن دولتنا العزيزة ستكون دوماً، إلى جانب كونها أحد مصادر الطاقة والطاقة المتجددة في العالم ومركزاً حضارياً وإنسانياً وبوابةً مفتوحةً بين الشرق والغرب، منارة إشعاع حضاري ومعرفي وإنساني تسهم في صنع المستقبل الملائم للأجيال القادمة وتكافئ المبدعين والمتميزين في حقول الفن والعلم والثقافة والبيئة والاقتصاد والسلام العالمي.
وأشاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقدرة الجامعة الأميركية في دبي على مواكبة مسيرة التعليم الحديث على المستويين المحلي والعالمي، وتخريج شباب قادرين على مواجهة التحديات بثقة وكفاءة عالية، وهم الآن يشغلون مراكز قيادية ووظائف مرموقة في مختلف مؤسسات الدولة وفي بلدان أخرى.
حضر الحفل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، كما حضر الحفل سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ سعيد بن دلموك بن جمعة آل مكتوم، ومعالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي ريم إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة، وعدد من كبار المسؤولين بالدولة، وأعيان البلاد، والقيادات التعليمية، إلى جانب جيستن سيبريل القنصل العام الأميركي في دبي.
وقد بلغ عدد الطلبة والطالبات نحو 450 خريجاً وخريجة من حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال وشهادة البكالوريوس في تخصصات إدارة الأعمال، وتقنية المعلومات، والتصميم الداخلي، والاتصال المرئي، وهندسة الكهرباء، والهندسة المدنية، ودراسات الاتصال والمعلومات، إضافة إلى الدفعة الأولى من طلبة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة.
بدأ الحفل بدخول طابور خريجي الدفعة الرابعة عشرة إلى قاعة راشد رافعين علم دولة الإمارات وعلم الولايات المتحدة، ثم دخول رئيس ونائب رئيس الجامعة والمتحدث الرسمي وعمداء الكليات في الجامعة.
وبدخول راعي الحفل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القاعة عُزف السلامان الوطنيان لدولة الإمارات ثم الولايات المتحدة، ثم توالت فقرات الاحتفال بكلمة نائب الرئيس التنفيذي للجامعة الأميركية إلياس بوصعب، الذي عبر عن اعتزاز الجامعة رئيساً وإدارةً وهيئةً تدريسيةً وطلبةً، بحضور صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الحفل، ورعاية سموه الكريمة لمسيرة الجامعة على طريق التطور الأكاديمي وترسيخ مفهوم التناغم والتعايش بين مختلف الثقافات، التي تعكس روح التسامح والانسجام في مجتمع الإمارات المتنوع، مشيراً في هذا السياق إلى أن الطلبة الخريجين يمثلون خمسين جنسية عربية وإسلامية وأجنبية من مختلف الأطياف والديانات.
وطمأن إلياس بوصعب أهالي وذوي الخريجين والخريجات بأن الجامعة أعدتهم ليكونوا مؤهلين لمواجهة ظروف الحياة بجميع تغيراتها، والانتقال إلى الحياة العملية، والإسهام في صنع مستقبلهم، وضمان مستقبل أكثر أماناً للأجيال اللاحقة، ونصح الطلبة بالاطلاع على قصيدة الشاعر البريطاني ريدياردكيب لينج وقراءتها وفهم معانيها التي ستلهمهم في طريقهم المستقبلية.
ونوه نائب الرئيس التنفيذي للجامعة بقول معروف لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي قال «نحن نؤمن بأن شبابنا هم العمود الفقري لأمتنا والأسس التي نبني عليها الحضارات النبيلة غير متأثرين برياح التغيير مهما كانت قوية».
أما المتحدث الرسمي في الحفل روبرت جيبز مستشار الرئيس الأميركي باراك اوباما والناطق الإعلامي السابق للبيت الأبيض، فقد أعرب عن سعادته الغامرة بدعوته وحضوره هذه المناسبة السعيدة لأهالي الخريجين والخريجات، خاصة بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا الجمع الكبير من المسؤولين والأكاديميين.
وأشاد المتحدث الرسمي بمستوى التعليم العالي في دولة الإمارات التي باتت حاضنة للعديد من الجامعات والكليات العريقة من مختلف دول العالم، والتي تتيح للطلبة كافة، فرص التعليم في مختلف التخصصات والحصول على شهادات علمية عليا في أجواء آمنة وفي ظل مجتمع تسوده المحبة والتسامح والتعايش المشترك بين مختلف شرائحه وفئاته.
وبعد كلمة روبرت جيبز اعتلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه رئيس ونائب رئيس الجامعة والضيف منصة تتويج الخريجين والخريجات الذين تسلموا شهادات التخرج من سموه، وسط فرحة وتصفيق الحضور، الذي غصت به قاعة راشد، وصافح سموه المحتفى بهم وهنأهم على نجاحهم ووصولهم إلى مرحلة جديدة في حياتهم، وهم مسلحون بالعلم والمعرفة وسعة الأفق التي تؤهلهم لاتخاذ القرار المناسب بشأن الخطوة القادمة في مسيرتهم العلمية والعملية وتحديد مستقبلهم.
وعقب تسليم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشهادات لمستحقيها كانت لضيفة الشرف الأميركية ايرين برنيت كبيرة مراسلي الشؤون الاقتصادية في قناة «سي إن إن» الإخبارية كلمة شكرت فيها إدارة الجامعة على دعوتها لحضور الحفل ومشاركة الخريجين والخريجات فرحتهم والحديث عن تجربتها الدراسية والعملية، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها وإسداء بعض النصائح للطلبة والطالبات.
واختتم الدكتور لانس دي ماسي رئيس الجامعة الحفل بكلمة شكر فيها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على قبوله دعوة الجامعة لرعاية حفل الدورة الرابعة عشرة، ما جعل حضور سموه تقليداً سنوياً من تقاليد الجامعة العريقة والتي تفتخر بها.
وخاطب الخريجين والخريجات بالقول «حفل التخرج هذا يجري والعالم في حالة من الحروب المستمرة ويعرج اقتصادياً، ناهيك عن الكوارث الطبيعية من الممكن أن تتوقعوا اختياري لكلمة الغضب أو خيبة الأمل أو كلمة الخوف، لكن العكس تماماً اعتقادي أن الكلمة التي تناسب هذا الحدث هي الامتنان بمعنى الشكر والتي ننطقها بسهولة لكن من الصعب أن نحس بها».
وأشار إلى أن على المثقفين في أي مجتمع مهمة استرجاع الامتنان للأعمال التي نقوم بها، ومن الممكن أن ننفذها بطريقة مثمرة وننجز أكثر إذا كنا من أصحاب الامتنان، امتناناً للطبيعة والأشياء التي نملكها حتى نرعاها أكثر والامتنان لشكلنا، وللجنسية التي أعطيت لنا، وللدين الذي تعلمنا وتعودنا ممارسته، وللسلاسة التي نشعر بها وتساعد على إعادة التوازن للإنسان.
ونصح الخريجين بأن يتعلموا بامتنان اللغة التي تخاطب القلب، متمنياً أن يكونوا قد امتلكوها مع امتلاكهم حقول الهندسة وإدارة الأعمال والصحافة وتقنية المعلومات، وغيرها من التخصصات العلمية التي نجحوا فيها، متمنياً لهم مواصلة السير على طريق العلم والمعرفة وبناء المستقبل المشرق.
وبعد ذلك غادر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المكان، وسط تحية وعبارات الشكر والامتنان من قبل الخريجين والخريجات، الذين اصطفوا على جانبي الردهة التي سلكها سموه وصولاً إلى نقطة الوداع في مركز دبي التجاري العالمي.
تكريم الطلبة المتميزين
تم خلال الحفل تكريم الطلبة المتميزين في الجامعة، والطالبة مونيكا عون حائزة المركز الأول في الدورة الرابعة عشرة والتي تحدثت نيابة عن زملائها وزميلاتها الخريجين والخريجات، مخاطبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم راعي الجامعة بقولها «لم نكن لنصل إلى هذا اليوم يوم التكريم بتخرجنا، إلا بفضل رعايتكم يا صاحب السمو فشكراً لسخائكم وإيمانكم بأهمية العلم، ونعاهدكم يا صاحب السمو بأن نجعلكم فخورين بنا كناشدين للمعرفة». وشكرت الطالبة المتفوقة بأسم زملائها جامعتها وأساتذتها الذين علموهم اعتياد الاستقلالية وتنمية القدرة على التحدي والتمكن من الوصول إلى الشاطئ بأمان رغم كل الصعاب والمحطات التي عبروا فيها ومن خلالها، كما توجهت بالشكر والعرفان إلى الأهل الذين ساعدوهم ووقفوا إلى جانبهم بدعمهم وتشجيعهم مادياً ومعنوياً.
عدد اليوم
