الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شباب المقاومة يتحدثون في ذكرى تحرير عدن

شباب المقاومة يتحدثون في ذكرى تحرير عدن
11 أغسطس 2017 23:31
فتاح المحرمي (عدن) حرب عدوانية تحمل أجندات إيرانية شنتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع على محافظة عدن والجنوب بعد أن انقلبت هذه الميليشيات على السلطة الشرعية في صنعاء واحتلت كل محافظات الشمال.. حرب حملت معها القتل والدمار والخراب والأوبئة في استهداف بربري وهمجي نالت منه محافظة عدن النصيب الأكبر. وأتت عاصفة الحزم بقيادة السعودية لتكون المنقذ للشعب اليمني جنوبه وشماله من هذه الشرذمة الإجرامية، وأسهم الدعم الذي قدمه التحالف العربي والدور المميز للإمارات في مساعدة شباب المقاومة في عدن على الصمود والتصدي لهذا العدوان، ليصنع شباب المقاومة ومعهم جنود من التحالف العربي نصرا مؤزرا وتاريخيا تمثل في هزيمة الانقلابيين وتحرير عدن منهم في الـ17/‏يوليو/‏2015م. وأكد شباب مقاومون من عدن أن الـ17/‏يوليو يوم النصر الذي إزاح ظلام العدوان وأشرق بفجر التحرير على أبناء عدن الباسلة، مشيرين في أحاديثهم لـ«الاتحاد: أن هذا اليوم كان عنوانا للقضاء على المشروع الفارسي الذي تقوده إيران عبر ذراعهم في اليمن الحوثيين والمخلوع، معبرين عن شكرهم لدول التحالف بقيادة السعودية والإمارات. رموز الانتصار عندما تمر علينا ذكرى النصر وتحرير العاصمة عدن من عصابات الموت والدمار نتذكر رموز الانتصار وأولهم شهداؤنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب هذه المدينة ونتذكر الجرحى المغاوير وكل أبطال مقاومتنا الجنوبية الباسلة والجيش الوطني الذي كان لهم الفضل بعد الله تعالى في تحقيق هذا النصر وقطع يد إيران من العبث بجنوبنا الحبيب الأرض والإنسان، وأيضاً نتذكر أحد أهم ركائز ورموز الانتصار وهم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين كان لهم الدور المحوري في مساندة مقاومتنا البطلة وجيشنا الوطني، بهذه الكلمات بدأ الإعلامي نجيب محفوظ الكلدي مداخلته مع «الاتحاد». وأضاف: اليوم عدن بعد مرور عامين من النصر تحسن وضعها الأمني والحياة فيها طبيعية لكن مازال المواطن العدني يعيش في وضع فيه كثير من المنغصات حيث لا كهرباء مستقرة ولا المجال الصحي بخير وكثير من الخدمات ودول التحالف أعلم بها فهي أصبحت قريبة جداً من المواطن العدني ومن همومه. تقدير لتضحيات الإمارات وأضاف: في الوقت الذي يبتهل فيه أبناء عدن إلى الله بالدعاء بأن يرحم شهداءنا الأبرار ويشفي جرحانا ويحفظ وينصر مقاومتنا وجيشنا الوطني ورجال الأمن، فإن أبناء عدن يتذكرون كيف كانت مدينتهم قبل التحرير وحين يشاهدون ما هم فيه اليوم من أمن وأمان يتذكرون قوات التحالف العربي والدور المميز للإمارات التي كانت سنداً لهم في الحرب وبعد الحرب في تأمين المدينة من الجماعات الإرهابية وكذا تقديم المساعدات وتوفير كثير من الخدمات وتطبيع الحياة في المدينة. مضيفاً: إن عبارات الشكر والثناء لدول التحالف وخاصة دولة الإمارات التي لمس أبناء عدن جهودها في مدينتهم لا تكفي.. لكن قد قطع أبناء عدن على أنفسهم عهودا بأن يبقى هذا الجميل ديناً في رقابهم لدولة الإمارات وحكامها أولاد زايد الخير، ولا زال أبناء عدن يتطلعون من دولة إمارات الخير ومملكة الحزم والعزم مزيداً من الإجراءات التي تمكن مدينتهم عدن لكي تستعيد ابتسامتها وألقها كما كانت. تحد وإصرار بشير الغلابي طالب في كلية الحقوق - جامعة عدن - مليء بالنشاط والحيوية ترك حقيبته المدرسية ولبى نداءً الواجب ليلتحق بشباب المقاومة للدفاع عن الدين والأرض والعرض ورابط في الجبهات مع زملائه الذين هبوا للتصدي لعدوان الحوثي والمخلوع المدعومين من إيران. ويقول الغلابي: «حين قرعت الحرب طبولها وكنت طالباً في الحقوق – جامعة عدن خرجنا نقاوم حيث توقفت الدراسة وكل مجالات الحياة وتعرضت لإصابة بمفصل الحوض الأيسر أعاني منها إلى اليوم، وبعد التحرير عدنا للكليات وبدأ تطبيع الحياة إلا أن إصابتي آثرت على سير الدراسة ولكن مع ذلك نحن مستمرون في التضحية والعلم والعمل لإعادة بناء ما دمره أذناب إيران وأعداء الإنسانية وكما انتصرنا بالبندقية بمعركة التحرير سننتصر بمعركة البناء والعلم والعمل وكلي ثقة بذلك لأننا شعب لا يخضع ولا مجال لليأس والإحباط في قلوبنا». وأضاف: «لقد عايشت مآسي وتفاصيل تلك الحرب فكنت من ضمن شباب المقاومة الجنوبية الذين كان لنا شرف التصدي لهذا العدو الغاشم وسطر شبابنا وطلابنا أروع الملاحم البطولية، وقدموا التضحيات، ولا زلت أتذكرها وموثقة لدي، حيث كنت أعمل رئيساً للمركز الإعلامي للمقاومة بالبريقة آنذاك، شاهدت مجازر مروعة ومآسي كثيرة شباب بسن الورد حفاة يقاومون بالأسلحة الآلية قوات ومليشيات مدربة وتتفوق بالعتاد والقدرة القتالية، ضحينا بشباب أبطال استشهدوا امامي ونحن معهم بخنادق الشرف فكنت أحيانا اقوم بتصوير المعارك وعند انطفاء شحن بطاريات الكيمراء أحمل البندقية، ونصرنا الله رغم كل تلك الأوجاع وستبقى فرحة النصر وذكريات الصمود والاستبسال مخلدة بذاكرتي ما حييت لأن ذلك النصر كسر شوكة الغزاة ومشروعهم البغيض وغير مجرى التاريخ جنوباً. فصول معاناة في الذكرى الثانية لتحرير عدن من عدوان الانقلابيين يتذكر بطل المقاومة محمد هشام الثباتي فصولاً من معاناتهم جراء هذا العدوان سيما في مديرية التواهي جنوب غرب عدن، ويقول: «كانت الحرب التي شنها الانقلابيون على الجنوب طاحنة أكلت الأخضر واليابس، حيث تحالفت قوات المخلوع وقوات الحوثي وبدأت الهجوم على الجنوب للمرة الثانية. ويضيف الثباتي وهو أحد الشباب الذين اضطرتهم الحرب لحمل السلاح: عايشت الحصار والعدوان مع أهلي في مديرية التواهي التي صمدت صموداً أسطورياً طيلة 45 يوماً ضد الترسانة والأسلحة الهائلة التي تمتلكها قوات المخلوع والحوثي الانقلابية، حيث قامت المليشيات بمحاصرة المديرية ومنع السكان من الخروج والدخول وقطع عليهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء، وكان معنا منفذ وحيد للتمويل الغذائي والدوائي عن طريق البحر إلى مديرية البريقة الواقعة على الجهة الأخرى من عدن، وازداد الحال سوءاً مع الحصار ولم يكن يجد أبناء التواهي ماءً نقياً وصالحاً للشرب مما اضطرهم للشرب من مياه الآبار الموجودة بالمنطقة. ويقول: مع اشتداد الحصار والقصف شهدت المديرية نقصا حادا بالغذاء حيث كنا في الأيام الأخيرة قبل دخول قوات صالح الحوثي الانقلابية وتحديداً تاريخ 2015/‏5/‏6م نأكل الأرز والماء فقط، وكانت الدكاكين (البقالات) فارغة من المنتجات وأيضاً الأسواق لا يوجد فيها أي خضار، حيث كان الحصار قاتلا وشديدا، نذكر هنا أيضاً معاناة جرحى الحرب في مستشفى باصهيب العسكري، حيث كان الجرحى يعانون الكثير من عدم توافر العلاجات ونقص المعدات والأجهزة الخاصة بالعمليات الجراحية والدواء وأيضاً نقص بالكادر المؤهل للعمل في الجانب الصحي بمختلف التخصصات، حيث تطوع لهذا العمل الإنساني شباب ونساء من المنطقة طلية الحرب الطاحنة». التحرير شكل بارقة أمل وقال: إن تحرير عدن حدث تاريخي شكل بارقة أمل لكل أبناء عدن خصوصاً والجنوب عموماً وقال: «قوات عدوان الحوثي والمخلوع خلفت آثار قتل وخراب ودمار لاتزال شاهدة في أسرة تيتم أطفالها، وفي أم فقدت فلذات كبدها، وفي زوجة ترملت، وفي أنقاض المنازل وخراب المعالم، لكن تحرير عدن هو حدث تاريخي سجله أبناء هذه المدينة الباسلة في أنصع صفحات التاريخ بأحرف من نور، وشكل التحرير بارقة أمل لما نحن في عدن والجنوب لإعادة بناء ما دمرته الحرب وترسيخ معالم الأمن والاستقرار انطلاقاً نحو بناء دولتنا الحرة العادلة». وأضاف: نحن كشباب مقاومة من أبناء عدن نعبر عن عظيم شكرنا وامتنانا للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية والدور المميز للأشقاء في الإمارات على كل مواقفهم المشرفة معنا وكلنا أمل أننا وبفضل الله سوف نمضي ومعنا الأشقاء في التحالف والأيادي الخيرة من أبناء عدن والجنوب نحو بناء كل ما تم تدميره وصنع مستقبل مشرق ينهي المعاناة والجراح والدمار الذي خلفته قوى عدوان الحوثي وصالح». في ذكرى التحرير إنقاذ عدن من كارثة حريق مصفاة النفط ويتذكر المهندس ناصر شائف موظف بشركة مصافي عدن في الذكرى الثانية للتحرير، كيف أسهم موظفو الشركة والمواطنون من إنقاذ منشأة المصافي الحيوية بعد تعرضها لقصف صاروخي من قبل مليشيات الانقلاب وقال ناصر في مداخلة له مع «الاتحاد»: «أتذكر أنه وقبل ثلاثة أيام من تحرير عدن أي في 14 يوليو 2015م (24 رمضان) وتحديداً عند الساعة السادسة و45 دقيقة مساء تعرضت المصفاة للقصف بـ«صواريخ الكاتيوشا» من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح المتمركزة في مديرية التواهي، وأدى هذا القصف إلى اشتعال النيران في منظومة الربط بين المصفاة والميناء، وفي أحد الخزانات الذي كان مليئاً بمادة الكيروسين أو ما يعرف بوقود الطائرات، وكان الحريق كبيراً وهائلاً وخطيراً جداً، كون الكيروسين مادة سريعة الاشتعال، وخلال الساعات الأولى تمت محاصرة النيران واحتواؤها ولكنها ظلت مشتعلة لمدة أربعة أيام متتالية». وأضاف: «ومع انطلاق معركة تحرير عدن التي كانت مديرية البريقة مركزها في الـ17 من يوليو (27 رمضان) وأثناء محاولات إخماد الحريق من قبل فرق إدارة الإطفاء التابعة للشركة، حصل تطور خطير، حيث تعرضت المصفاة لقصف صاروخي آخر عند الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي وأقصد هنا يوم 28 رمضان، الأمر الذي أدى إلى انتشار الحريق واتساعه بشكل كبير وخطير جداً، منذراً بوقوع كارثة كبيرة على المصفاة وعلى مدينة البريقة، حيث انتشرت النيران بشكل خطير إلى مواقع أخرى ووصل التهديد إلى منازل المواطنين القريبة، وقامت المصفاة على أثر ذلك بإطلاق صفارات الانذار وإخلاء المنازل القريبة من المصافي». وعن كيفية إخماد ذلك الحريق وإنقاذ المصافي وإنهاء الخطر الذي كان يهدد المواطنين يقول ناصر: «بعد توسع الحريق استنفر الجميع وتوافد العمال والموظفون والمواطنون من سكان المديرية وقيادة المقاومة والمنطقة العسكرية الرابعة للمشاركة في أعمال إخماد الحريق والسيطرة ومحاصرة النيران، وقد استمرت تلك الأعمال من الصباح وحتى قبيل صلاة المغرب، حيث تم اخماد النيران بشكل كامل بعد جهود كبيرة ومضنية بذلها جميع من أسهم في عملية إخماد الحريق، كما أن هناك من تعرض للحروق والإصابة خلال محاولة إخماد تلك النيران، ويجدر بنا هنا أن نترحم على روح الأخ والصديق الشهيد عادل علي بن علي أحد موظفي شركة مصافي عدن، والذي توفي على إثر إصابته بحروق أثناء عمليات إخماد الحريق». الفرحة فرحتان ويضيف المهندس ناصر شائف عامل في شركة النفط وأحد أبناء عدن الذين حملوا السلاح للدفاع عن مدينتهم في معرض حديثه لـ«الاتحاد»: الـ17 من يوليو والذي يصادف الذكرى الثانية لتحرير العاصمة الحبيبة عدن من سيطرة ميليشيات الحوثي وعفاش الغازية، هو يوم اكتست عدن فيه بالفرحة والسرور بعد أشهر من الحرب والحصار الذي كانت تفرضه تلك الميليشيات على الجزء الجنوبي من عدن الخاضعة لسيطرتها، وهي مناسبة غالية أهنئ الجميع عليها ونحمد الله الذي وفقنا لها، ونتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاز التحرير من شبابنا وجنودنا وقادتنا ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وتابع: «إن تلك اللحظات لا تنسى ولا توصف من الفرح والسعادة والفرحة لأمرين اثنين، الأول إخماد الحريق ومنع وقوع كارثة إنسانية كانت تهدد أبناء مديرية البريقة، والثانية هي تحرير مديرية خور مكسر والتقدم ومحاصرة كريتر والمعلا والتواهي التي تحررت بعد ذلك واكتمل تحرير عدن من مليشيات الحوثي وصالح العدوانية». القضاء على مشاريع إيران يصف الغلابي - الذي عاد إلى مقاعد الدراسة الجامعية بعد أشهر من التحرير - الحرب بأنها عدوانية وكانت تستهدف أمن المنطقة ككل وقال: «إن الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مارس 2015م، على العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة اليوم، كانت حربا عدوانية تستهدف الأرض والإنسان وأمن واستقرار المنطقة ككل تنفيذاً لمشروع إيران التوسعي بالمنطقة، ولكن هذا المد الفارسي انصدم بصخرة صمود ومقاومة أبناء الجنوب ومساندة دول التحالف العربي (عاصفة الحزم) بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فكانت عدن مقبرة لهذا المشروع حين انطلقت معركة التحرير في 27 رمضان 2015م من جبهة عمران م/ البريقة غرب العاصمة عدن لتتحرر عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة بوقت قياسي». واعتبر الغلابي تحرير عدن انتصاراً للمشروع العربي وهزيمة لأطماع ومشاريع الفرس، حيث مثل تحرير عدن انتصارا ليس لعدن والجنوب وحسب ولكن انتصارا للإقليم والعالم وذلك بالقضاء على المشروع الفارسي الذي كان يستهدف أمن المنطقة ككل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©