أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، عن انتظار بلاده وصول مبعوثين للعقيد الليبي معمر القذافي اليوم الى موسكو، على ان يتبع ذلك استضافة مبعوثين عن المعارضة الليبية عما قريب. في وقت اعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أن ساعات النظام الليبي معدودة، مشيراً الى أن قسماً من المقربين من الزعيم الليبي يبحث عن باب خروج يسلكه العقيد معمر القذافي نحو المنفى.
ونسبت وكالة "ايتار تاس" الى لافروف قوله أثناء لقاء مع المبعوث الخاص للامم المتحدة حول ليبيا عبد الاله الخطيب "اتفقنا على الاجتماعات في موسكو مع ممثلين عن كل من طرابلس وبنغازي..سيصل مبعوثون من طرابلس اليوم الثلاثاء، وكان من المفترض ان يصل مبعوثون من بنغازي غداً الاربعاء، لكن أبلغونا أنهم اضطروا الى طلب تأجيل الزيارة لأسباب فنية..نحن مستعدون للقاء الثوار الليبيين الذين يكثفون زياراتهم الى الخارج لتعزيز شرعيتهم الدولية، وآمل ان يتمكنوا من المجيء للقائنا في مستقبل قريب".
وقال لافروف في إشارة الى احتمال ان تكون روسيا صانعة محتملة للسلام "نتعشم أن يتم ذلك في المستقبل المنظور..نحن مستعدون لإجراء حوار مع الجميع". وكرر دعوة ليبيا الى وضع حد للقتال وبدء محادثات.
وأضاف "موسكو تعني بدرجة كبيرة بحقن الدماء في ليبيا بأسرع وقت، وبتحويل الأوضاع الى قناة الحوار السياسي". وتابع قائلا "إن روسيا تؤيد مبادرة من منسقة الشؤون الإنسانية للامم المتحدة لإعلان فترة توقف لضخ المساعدات الإنسانية، وتوضيح الموقف على ارض الواقع، وتقديم المعونات للسكان في شتى أرجاء ليبيا".
من جهته، قال فراتيني للقناة الخامسة في نشرتها الصباحية "ان ساعات النظام الليبي معدودة..إنه ليس مجرد أمل نتطلع إليه". واضاف "إن ما يتبين من الرسائل التي تصل من دائرة مقربة من النظام ان بعض المقربين من القذافي تحدثوا تحت كنف السرية وبدأوا يقولون إن القذافي يبحث عن باب خروج مشرف".
وأوضح فراتيني "إن هذه الدائرة تبحث عن مكان قد ينسحب إليه القذافي بشكل مقبول والاختفاء تماماً من الساحة السياسية". وأضاف "إننا نعمل مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد مخرج سياسي كي ينسحب الدكتاتور مع عائلته من الساحة".
وأوضح الوزير الذي ينتمي الى حزب "شعب الحرية" بزعامة سيلفيو برلوسكوني "إن الهدف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً تضم قادة من طرابلس قد تم اختيارهم، وذلك يدل على أنها لن تكون حكومة بنغازي، بل حكومة ليبيا برمتها".
ورأى فراتيني ردا على سؤال عن تدفق اعداد كبيرة من المهاجرين الافارقة من السواحل الليبية على ايطاليا "إن موجة الهجرة ستتوقف ما ان يتولى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار السلطة في طرابلس"، وقال إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال للرئيس جيورجيو نابوليتانو ورئيس الحكومة برلوسكوني إنه ما ان يحكم المجلس كامل ليبيا حتى يتوقف تدفق المهاجرين وان من مصلحة الثوار أن يثبتوا للمجتمع الدولي أن تعاونهم افضل بكثير مما كان عليه الوضع مع القذافي". وكان رئيس الحكومة الليبية بغدادي محمودي اكد مساء امس الاول لدى اجتماعه مع الخطيب "إن النظام يريد الوقف الفوري لإطلاق النار بالتزامن مع وقف قصف حلف شمال الاطلسي، ومستعد للقبول بمراقبين دوليين يراقبون تنفيذ ذلك".
واضاف المحمودي ان بلاده متمسكة بوحدة اراضيها وشعبها، مؤكدا حق الليبيين في تقرير شؤونهم الداخلية ونظامهم السياسي من خلال حوار ديموقراطي بعيدا عن القصف والتهديد. كما اتهم الحلف الاطلسي بارتكاب تجاوزات وانتهاكات في ليبيا، منددا بما وصفه بـ"الاغتيالات السياسية والحصار البحري والقصف على مواقع مدنية وتدمير البنى التحتية".
والتقى الخطيب قبل ذلك وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي الذي دان ما وصفه بـ"محاولة اغتيال" القذافي اثر تعرض مقر إقامته في باب العزيزية مراراً للقصف في الاسابيع الماضية، كما أسف لمقتل سيف العرب نجل القذافي في غارة على باب العزيزية.
وقال مساعد وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن الخطيب التقى ايضا زعماء قبائل ليبية اقترحوا عليه منطقة عازلة في اجدابيا شرق ليبيا، واضاف "إن هذه المنطقة العازلة ستسمح بفتح حوار وطني بين القبائل الليبية".
الا ان نائب الكعيم استبعد اي حوار مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار، معتبراً انه لا يمثل الليبيين بما في ذلك في مقره في بنغازي. وقال "إن اعضاء المجلس الانتقالي لا يسيطرون على الوضع في الشرق.. إنها بعض الفصائل المسلحة التي ليس للمجلس الانتقالي سيطرة عليها".
عدد اليوم
