الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفلسطينيون: لا فرق بين ديمقراطي وجمهوري في دعم إسرائيل

الفلسطينيون: لا فرق بين ديمقراطي وجمهوري في دعم إسرائيل
15 نوفمبر 2008 03:52
لا يراهن الفلسطينيون كثيرا على تحقيق انفراجة سريعة في عملية السلام مع تسلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما مهام منصبه في 20 يناير المقبل· وأجمع متحدثون خلال ندوة حوارية حول مستقبل السياسة الأميركية الشرق أوسطية عقدت في غزة على أن الإدارة المقبلة لن تولي اهتماماً كبيراً للملف الفلسطيني الإسرائيلي لانشغالها بقضايا أخرى أهمها الأزمة المالية والركود الاقتصادي· ورأى أحمد يوسف المستشار السياسي بوزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة ''أن مكانة الولايات المتحدة مهزوزة في العالم وهي في وضع متأزم جراء أسباب عدة أهمها الأزمة العالمية، والعداء الكبير لها نتيجة سياسات الرئيس جورج بوش''· وأشار إلى أن أميركا ستسعى حاليا لحل الأزمة المالية اولا ثم الخروج من مستنقع العراق، وبالتالي لا يتوقع ان تركز كثيرا على الملف الفلسطيني الاسرائيلي في المرحلة المقبلة· وتوقع يوسف أن تقدم الإدارة الأميركية الجديدة على التواصل مع حركة ''حماس'' التي تقاطعها ادارة بوش حاليا عبر شخصيات سياسية مخضرمة ومختصين في هذا الشأن، إلى جانب تحرك أوروبي أيضاً في هذا الاتجاه· واعتبر أن تعيين الاسرائيلي رام ايمانويل في منصب كبير موظفي البيت الابيض يضع علامات استفهام حول حجم التغيير الذي ينتظره العرب من هذه الإدارة· ودعا أوباما لأن يكون صادقاً مع نفسه وأن يخلق نوعاً من التوازن بإيجاد أسماء عربية في الطاقم الذي يرسم خطط التعامل مع المنطقة· ورأى مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر من جانبه أن أميركا عبارة عن مؤسسات وكونجرس ووزارتي خارجية ودفاع واللوبي الصهيوني، وأن الرئيس لا يستطيع وحده الإقرار في السياسية الخارجية· وأوضح ''أنه لا يوجد فرق كبير في السياسية الخارجية بين حكم ديمقراطي أو جمهوري، وأن الثوابت الأميركية تقوم على حماية أمن الاحتلال· وأشار ابو سعدة إلى خطورة تعيين أوباما لايمانويل اليهودي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض الذي يحدد كثير من مهام الرئيس وأجنداته· وطالب الفلسطينيين بترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام إلى جانب قيام تحرك عربي وإسلامي جدي، والبناء على المواقف الأوروبية في دعم القضية الفلسطينية· ولم يتوقع حمدي شقورة مدير وحدة تطوير الديمقراطية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أي تغير كبير في السياسة الأميركية، وأنه في المنظور القريب لن يكون هناك أي تأثر للمسلمين والعرب في أميركا رغم عددهم وإمكانياتهم المادية· لكنه تمنى أن يسعوا لأن يكون لهم دور كبير وفاعل، داعيا الى عدم الانخداع باللون الأسود لأوباما· وقال داوود تلحمي المفكر والاديب الفلسطيني لـ''الاتحاد'' انه ليس من المتوقع ان يغير انتخاب اوباما بشكل كبير سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، معتبرا ان كل المؤشرات تبدو حتى الان ان الامور الاساسية لادارة اوباما هي في اماكن اخرى وعلى الاغلب اتباع سياسة قريبة الى حد كبير من سياسة ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون، اي محاولة لعب دور اكثر نشاطا من ادارة بوش ، ولكن مع استمرار الانحياز لاسرائيل بشكل واضح· واضاف تلحمي انه وفق المحللين فان هموم ادارة اوباما في المراحل الاولى ستنصب على الوضع في باكستان وافغانستان اولا ثم موضوع العراق والقضايا الدولية الاخرى، وياتي لاحقا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في مرتبة متاخرة· فيما راى الكاتب نضال قعد ''انه من خلال تاريخ مواقف الرؤساء الاميركيين ومواقف الحكومات المختلفة سواء كانت تابعة للحزب الجمهوري او الديمقراطي، يلاحظ بان السياسة تجاه القضية الفلسطينية واحدة وان كافة الحكومات والرؤساء على اختلاف احزابهم قلبا وقالبا مع اسرائيل سواء بالدعم المادي او المعنوي، وان الكل يعرف بان اللوبي الصهيـــــــوني له التاثير الاكبر في اختيـــــــار الرئيس الاميركي وذلك من خلال الاموال التي يقوم بضخها· واضاف ''خلاصة الحديث اوباما لن يكون افضل من غيره ان لم يكن اسوأ''· وراى المحلل الاقتصادي ابراهيم الطرشة ان القضية الفلسطينية ستتراجع في الاهتمام الاميركي لصالح القضايا الداخلية والعلاقات الخارجية مع روسيا وغيرها، وانه في القضايا الجوهرية التي تمس الحق الفلسطيني لن يكون هناك اي تغير مثل حق العودة وقرارات الشرعية الدولية لانه لا يحددها شخص· لكنه اضاف ان عهد اوباما سوف يكون اقل عدائية وعدوانية من المحافظين الجدد الذين مثلهم بوش في المرحلة السابقة، ويمكن القول في المرحلة المقبلة انه سيكون هناك نوع من الليبرالية من التعامل مع القضية الفلسطينية بما لا يمس جوهر العلاقة الاستراتيجية الاميركية الاسرائيلية · وقال مدير مركز الدراسات الاعلامية في رام الله عمر شحادة ان انتصار اوباما يعكس درجة من التطور الداخلي في ممارسة الحقوق المدنية وعلاج الجرح الغائر الناجم عن الارث التاريخي للعبودية والعنصرية وما تركته من الام واثام في الواقع الثقافي والاجتماعي والقانوني والسياسي في الولايات المتحدة· لكنه دعا الى عدم التعلق بالاوهام، وقال ''علينا الا ننسى ان النظام الاميركي ومصالحه لم تتغير وان الرئيس المنتخب قادم من صلب هذا النظام الراسمالي لانقاذ وحماية هذه المصالح، وانه اذا كان هناك من سر في انتخاب اوباما رئيسا فهو قطعا لا يكمن في لونه او دينه، بل اساسا في المردود الاقتصادي والاجتماعي على المواطن الاميركي''· وقالت امنة الريماوي عضو الامانة العامة لنقابات عمال فلسطين انه بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة لا يوجد سياسة تمييز واضحة تجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية بشكل عام، فهما وجهان لعملة واحدة ، ولن يصبح هناك تطورات في السياسات· واضافت ''انتخاب اوباما يدل على التغيير في عقول الاميركيين، لكن تبقى السياسة تجاه القضية يلزمها سنين حتى تتغير''· وقال الكاتب عمر عساف ''لا اظن انه يجب ان نعول كثيرا نحن الفلسطينيين على انتخابات اميركا وفوز اوباما، لكن من المفيد ان نسر بسبب رحيل فريق بوش تشيني وادارتهم، وان يجب علينا الا نعول على ادارة اوباما او غيرها من الادارات''· واضاف ''تصريحات اوباما تقول ان القدس العاصمة الابدية لاسرائيل غير مقسمة، وقد قام بتعيين اسرائيلي كبيراً لموظفي البيت الابيض، وعلينا بالتالي ان نتوجه بالنظر الى انفسنا قبل ان نأمل في اوباما، بتوحيد صفوفنا كفلسطينين اليوم قبل الغد بعيدا عن أي اجندات خاصة فئوية او غير فئوية وحينها قد يستمع الينا اوباما او غيره''· واضاف ''لا اظن ان اوباما سيصحو ضميره ليقول ان الفلسطينيين مظلومون، وبالتالي يمكن لي ان أمارس دوري في رفع الظلم عنهم··هناك مؤسسات واوباما سيكون شخصا له دور رئيسي لكن مصالحه ومصالح بلاده حتى الآن تدعم الاحتلال الاسرائيلي، وآمل ان نوحد صفوفنا لنضغط على اوباما وغيره لنجعله على الاقل يسمعنا''· وكانت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' نقلت عن اوباما قوله ''أنا ملتزم عميقا بأمن اسرائيل وتعزيز الصداقة بين الدولتين··كل ما وعدت به في اثناء زيارتي الى اسرائيل سيوفى وسأعمل على تقدم السلام في ظل الحفاظ على أمن اسرائيل''·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©