الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجمود السياسي في الجزائر يزيد من استياء الشعب

الجمود السياسي في الجزائر يزيد من استياء الشعب
15 نوفمبر 2008 03:56
قد يتعثر طموح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لبناء بلده خلال فترة رئاسية جديدة إذا فشل نهج الرجل القوي الذي يتبناه في منح الأمل للجزائريين الذين يتوقون إلى حياة أفضل بعد سنوات من الحرب· وبات تمديد حكم دام نحو عشر سنوات لبوتفليقة الذي قاتل في حرب الاستقلال والبالغ من العمر 71 عاما مرجحا هذا الاسبوع، عندما عدل البرلمان الدستور ليلغي مادة تقيد تولي الرئيس لأكثر من فترتين، ممهدا الطريق أمام بوتفليقة لخوض انتخابات عام ·2009 ويقول محللون إن خمس سنوات أخرى لنفس الإدارة التي كثيرا ما ترفض المعارضة ولا تبالي بقطاع الأعمال من غير المرجح أن تفتح الفضاء السياسي بما يسمح بظهور أفكار جديدة وجيل جديد من الزعماء· ويقول البعض إنه مع اتساع الهوة بين الحكام والمحكومين بسبب اللامبالاة السياسية ومع مثول ذكريات صراع التسعينيات في الأذهان تتزايد الحاجة لتوفير فرص عمل ومساكن وغذاء بأسعار ميسرة للمواطنين العاديين في الجزائر أكبر مصدر للغاز في القارة السوداء· وقال وليام كوانت استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا والخبير في الشأن الجزائري ''هناك رغبة دفينة لتغيير جيل بآخر ·· هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين يديرون البلاد منذ فترة طويلة''· وقال الروائي ياسمينة خضرة الضابط السابق بالجيش الجزائري لصحيفة ''لومانيتيه'' الفرنسية ''النظم الجامدة والولاء الأعمى والمحسوبية سمح بثراء مفاجئ لقلة·· في حين لا تزال الأغلبية تعيش في البؤس''· ويقول مؤيدون إن فترة ولاية أخرى تستمر حتى عام 2014 ستسمح باستمرار جهود إعادة الاعمار التي أمر بها بوتفليقة لبناء المنازل والطرق السريعة والمستشفيات والمدارس والمطارات والجامعات· ووفر ارتفاع اسعار النفط في الفترة من عام 2002 حتى 2008 له الوسائل لتمويل استثمارات ضخمة في أشغال عامة وانهاء اعتماد الدولة على مدى سنوات طويلة على القروض الخارجية· وحتى المنتقدون يسلمون بأن شكل الجزائر الآن أفضل بكثير منه في منتصف التسعينيات عندما قتل ما يقدر بمئة وخمسين ألف شخص في معارك بين الجيش والمتشددين· وقال بوتفليقة في كلمة ألقيت بالنيابة عنه أمام البرلمان الاربعاء الماضي ''بلغنا···مرحلة جديدة عامرة بالأمان والنماء الواعد بمستقبل مزدهر''· ووصف يوم التصويت بالبرلمان على تعديل الدستور بأنه ''يوم ميمون'' للجزائر· لكن معارضي بوتفليقة يتهمونه بالاستبداد وعدم التسامح مع المعارضة والافتقار إلى المهارات الاقتصادية لترجمة ايرادات النفط الاستثنائية إلى وظائف ومساكن· وكتب اللواء المتقاعد رشيد بن يلس في صحيفة ''الوطن'' المستقلة يقول إن سجل الحكومة خلال حكم بوتفليقة تفوح منه ''رائحة فساد مثيرة للغثيان وفضائح مالية ومعارضة للتغيير وخداع انتخابي وتعفن''· ويقول المعارضون إن عواقب ذلك تتمثل في تعميق الشعور بالضيق الاجتماعي الذي يدفع العشرات من الجزائريين إلى محاولة الفرار إلى أوروبا شهريا ويسهل تجنيد الشبان كمفجرين انتحاريين من جانب تمرد مرتبط بتنظيم ''القاعدة''· ولم يكشف بوتفليقة بعد عما إذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسة أخرى في الانتخابات المقررة العام القادم، لكن وسائل إعلام حكومية تلمح إلى أنه من المرجح أن يخوض الانتخابات استجابة لم تصفه بأنه مطلب شعبي واسع النطاق· وتجادل صحف مستقلة في فكرة أن إلغاء تقييد مدة الرئاسة بفترتين يحظى بدعم شعبي وتقول إن الدليل على ذلك هو قرار بوتفليقة عدم طرح التعديل للاستفتاء الشعبي· وقالت صحيفة ''الخبر'' واسعة الانتشار الصادرة بالعربية إن كلمة واحدة فقط في الدستور يمكن أن تعيد البلاد عشر سنوات إلى الوراء وقد تفضي إلى تولي الرئاسة مدى الحياة· ويرى بعض المؤيدين أن التغيير جزء من حملة محمودة جارية منذ فترة طويلة يتبناها بوتفليقة لتعزيز سلطة الرئاسة في علاقاتها مع الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير ويلعب دورا رئيسيا بموجب حالة الطوارئ القائمة منذ 16 عاما· غير أن منتقدين يقولون إن حزم بوتفليقة في تعامله مع الجيش لم يفض إلى توسيع الحريات لأنه يميل سياسيا إلى الحكم المطلق· ولا يتوقع سوى قلة عودة فترة من التحرر السياسي سادت في الفترة من عام 1989 حتى 1992 وانتهت عندما ألغى الجيش الانتخابات التي كانت جبهة الانقاذ على وشك الفوز بها· ويقول معارضون إن الوقت قد حان للتغيير ويرون أن الجيل الذي يتولى المسؤولية حاليا وأفراده في الستينيات والسبعينيات لا يعلم الكثير عن كيفية إدارة اقتصاد حديث مثمر· وقال كوانت استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا ''بعض الجزائريين يشعرون بالقلق من أنه في غياب زعيم قوي مثل بوتفليقة قد تنزلق البلاد مجددا إلى الوضع الذي وجدت نفسها فيه في التسعينيات· ''كانت تلك أياما مرعبة للغاية ·· وليست بعيدة عن الأذهان· أعتقد أن بوتفليقة ينال الثناء لمساعدته في وضع نهاية لذلك··· لقد حول نفسه إلى رئيس حقيقي ·· وليس مجرد رئيس صوري·'' لكنه صرح بأن من الأفضل لبوتفليقة أن يتقاعد الآن على أن يكون رجل دولة مسنا ويقر بأن الوقت ''قد حان ليحاول أناس آخرون تحديد كيفية إدارة الدولة''·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©