الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نازحون سوريون يتظاهرون ضد النظام في شمال لبنان

17 مايو 2011 00:59
اعتصم عشرات السوريين الذين فروا من قريتهم تلكلخ إلى لبنان للهروب من الحملة العسكرية أمس في شمال لبنان ودعوا إلى سقوط نظام الزعيم السوري بشار الأسد. وهتفت سيدة “هذا الطاغي يجب أن يرحل”. وهتفت المجموعة التي نظمت الاعتصام في منطقة البقاع بالقرب من قرية وادي خالد “الشعب يريد سقوط النظام”. وهتفوا “تلكلخ لا تخافي، سنواصل المقاومة”. وقال اللاجئون، الذين خافوا من الكشف عن أسمائهم” إن الجيش السوري مازال يحاصر قريتهم ويقوم بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل. وقد وصل إلى لبنان خلال الساعات الماضية مئات المواطنين السوريين الهاربين من أعمال العنف، عبر طرق جبلية وعرة، بحسب ما أفاد المحامي اللبناني خالد عيسى الذي تطوع لمساعدتهم في بلدة الدبابية في قضاء عكار في شمال البلاد. وقال عيسى إن “أكثر من ألف شخص وصلوا ليل الأحد الاثنين” إلى الدبابية الواقعة على مسافة حوالي ثلاثين كيلومترا من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية للوصول إلى لبنان. وعمل عيسى مع غيره من المتطوعين على تأمين نقل عدد كبير من النازحين في باصات وسيارات إلى بلدة البيرة الواقعة على بعد 15 كيلومترا. وقالت أم علاء التي وصلت ليلا مع زوجها وأولادها الستة قادمة من مدينة تلكلخ السورية، إنهم غادروا منزلهم أمس الأول “الساعة الخامسة بعد الظهر تحت القصف”، وسلكوا سيرا على الأقدام طريق بلدة حالات السورية ومنها عبروا إلى الدبابية على طريق “خطرة ووعرة ومليئة بالأنهار، وقد استغرقت الطريق ساعة ونصف الساعة”. وأوضحت أم علاء التي بدا التعب واضحا على وجهها أنهم اختاروا هذه الطريق بعد أن أصبحت الطريق المؤدية إلى معبر البقيعة تتعرض لإطلاق النار، وقد سقط عليها قتلى وجرحى. وقالت “قتلت إحدى قريباتي مع أولادها الثلاثة عندما انهار منزلهم عليهم. ليس لدينا ماء أو كهرباء في تلكلخ والقصف طال الأفران، فيما قطعت الاتصالات”. وقال رئيس بلدية البيرة إبراهيم مرعب إن “أكثر من 300 شخص” من الذين عبروا ليلا إلى لبنان “وصلوا إلى البيرة، حيث استقروا في منازل عديدة، وهم يتلقون المساعدات من البيرة والبلدات المجاورة”. وفي بلدة العماير الواقعة في وسط وادي خالد، أفاد أحمد خلف، مدير مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، أن “عدد النازحين السوريين الذين وصلوا إلى لبنان بلغ بين أربعة آلاف وخمسة آلاف استقروا خصوصا في وادي خالد” التي تضم 22 قرية من قضاء عكار. كما أن عددا آخر توزع على قرى أخرى في القضاء، وفي مدينة طرابلس الساحلية. ولا يشمل هذا العدد على الأرجح آلالف شخص الذين وصلوا ليلا إلى الدبابية. إلى ذلك أفأدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن النظام السوري بات يلاحق أقارب المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين. وقالت سارا ليا ويتسون مديرة المنظمة في الشرق الأوسط في بيان، إن “القادة في سوريا يتحدثون عن حرب ضد الإرهابيين، إلا أن ما نراه على الأرض هي حرب ضد السوريين العاديين - محامون، ناشطون حقوقيون وطلاب يطالبون بإصلاح ديموقراطي في بلدهم”. واعتبرت أن “حال الطوارئ ربما رفعت رسمياً، إلا أن القمع لا يزال السائد في شوارع سوريا”. وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإن قوات الأمن السورية اعتقلت في بعض الحالات أقارب أو جيران لمعارضين لنظام حزب البعث بهدف معرفة مكان وجودهم. وقالت ويتسون إن “الحكومة السورية تستخدم كل السبل الممكنة لاعتقال والاقتصاص من جميع المطالبين بإصلاحات مدنية في البلاد”، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من الناشطين قرروا إخفاء عائلاتهم. واعتبرت مديرة “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط، أن هذه الممارسات تدل على أن النظام السوري وصل إلى “إفلاس معنوي”. وأضافت “خلف الكلام المنمق الأجوف عن الوعود والحوار الوطني، هناك نية منهجية لإقامة جدار من الخوف في سوريا بهدف وحيد: السماح للرئيس بشار الأسد وفريقه بالإبقاء على قبضتهم الحديدية على السلطة”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©