الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحطم مقاتلة فوق حي سكني بصنعاء

تحطم مقاتلة فوق حي سكني بصنعاء
14 مايو 2013 09:14
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل طيار يمني وأُصيب مدنيون، أمس الاثنين، بتحطم طائرة عسكرية فوق حي سكني جنوب العاصمة صنعاء، في حادثة هي الثالثة من نوعها تشهدها المدينة منذ أواخر نوفمبر الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، سقوط مقاتلة من نوع “سوخوي 22” في حي “بيت بوس” السكني جنوبي صنعاء “وذلك أثناء عودتها من مهمة اعتيادية فوق مناطق (محافظة) مأرب”، حيث تتصاعد حدة التوتر بين عشائر قبلية نافذة وأحد ألوية الجيش اليمني. وقال مصدر بالقوات الجوية لـ«الاتحاد»، إن الطائرة “انفجرت في الهواء قبل أن تسقط على الأرض”. وذكر شهود عيان إن حطام المقاتلة تناثر على شارع ترابي وسط الحي السكني، مخلفاً أضراراً مادية بسيطة بعدد من المنازل القريبة.وأسفرت الحادثة عن مصرع قائد الطائرة، وهو النقيب هاني الأغبري (33 عاماً)، حسب بيان وزارة الدفاع الذي أشار إلى أن سقوط المقاتلة كان فوق “منطقة خالية من السكان”، نافيا وقوع ضحايا مدنيين. إلا أن وكيل مصلحة الدفاع المدني، العقيد عبدالكريم معياد، أكد إصابة أربعة مدنيين، بينهم امرأة، بجروح “طفيفة”، جراء تحطم المقاتلة. وشكلت وزارة الدفاع لجنة للتحقيق في حادث سقوط المقاتلة، وذكرت، عبر موقعها الإلكتروني، إنها “ستعلن عن تفاصيل وأسباب الحادث لاحقاً”. وكانت سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى مكان سقوط المقاتلة الذي اكتظ بعشرات الجنود ومئات المدنيين. وأضطر رجال أمن لإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق المدنيين الذين كان بعضهم يرددون هتافات منددة بقيادة القوات الجوية والدفاع الجوي احتجاجاً على حوادث تحطم الطائرات العسكرية فوق أحياء سكنية بصنعاء. وكانت طائرتان عسكريتان تحطمتا فوق حيين سكنيين شمال العاصمة، في 21 نوفمبر و14 فبراير الماضيين، ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون.وعزا المصدر السابق في القوات الجوية الحوادث المتكررة لتحطم الطائرات العسكرية إلى “عدم وجود صيانة مستمرة للطائرات” التي قال إنها “قديمة”. وكان الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، بحث لدى زيارته الأخيرة لروسيا، مطلع الشهر الفائت، صيانة المقاتلات الحربية والعتاد العسكري لبلاده، التي تعد زبون دائم لشراء مختلف أصناف الأسلحة الروسية والسوفيتية منذ عقود. إلى ذلك قال هادي، لدى استقباله أمس الاثنين في صنعاء المفوض الإقليمي لمنطقة الأوسط بوزارة الخارجية الاتحادية الألمانية، بوريس روقه، إن الوضع في بلاده “قد تغير” بعد إبرام اتفاق “المبادرة الخليجية” أواخر نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية الرياض. وذكر أن “المعالجات تمضي على قدم وساق”، مشيراً إلى أن 71 ألف شخصا، بينهم 31 ألف عسكري، سيعودون للوظيفة العامة، بعد أن أحيلوا للتقاعد “بصورة غير قانونية”، أو تم إبعادهم قسراً على خلفية حرب صيف 1994، عندما قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح (شمالي)، محاولة لفصل الجنوب عن الشمال قادها نائبه آنذاك علي سالم البيض (جنوبي). وقال هادي، الذي ينتمي للجنوب وتنتهي ولايته المؤقتة في فبراير المقبل، إن عودة هؤلاء المبعدين، وغالبيتهم من أبناء الجنوب، “من المعالجات المهمة والجوهرية”، وهي بمثابة “إعادة اعتبار” و”حقوق شرعية ليس عليها غبار”، مشيراً إلى أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انطلق في صنعاء يوم 18 مارس، في معالجة الأزمات الكبرى التي يعاني منها اليمن، وفي مقدمتها الاحتجاجات الانفصالية المتفاقمة في الجنوب منذ 2007. ولفت إلى أن مؤتمر الحوار الوطني، الذي يشارك فيه 565 شخصا يمثلون ثمانية مكونات رئيسية ليس بينها كبرى فصائل المعارضة الجنوبية، “يسير بوتيرة عالية نحو تحقيق المطالب الوطنية”. من جانبه، أكد المبعوث الألماني أن بلاده تدعم الحوار اليمني، خصوصاً “في الجوانب الفنية والقانونية والدستورية”، مشيرا إلى أنه سيقوم بزيارة إلى مدينة عدن (جنوب) للقاء بعض زعماء المعارضة الجنوبية والتحدث معهم بشأن أهمية الحوار الوطني، الذي سيفضي إلى دستور جديد للبلاد. كما أكد دعم ألمانيا لجهود الرئيس منصور هادي الرامية لإنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن. وعلى صعيد متصل بالاضطرابات الأمنية، قُتل جندي وأصيب آخرون أمس الاثنين باشتباكات مع مسلحين قبليين في مدينة مأرب(شرق)، حيث منعت الأحد هدنة هشة اندلاع صراع مسلح بين قبيلتين مشهورتين ولواء تابع للجيش متهم بقتل ثلاثة عسكريين ينتمون لتلك القبيلتين. وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد”، إن مسلحين من قبيلة “مراد” هاجموا صباح الاثنين صهريج مياه تابع للواء “الثالث مشاة جبلي، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين كانوا برفقة الصهريج.وكانت السلطات المحلية في مأرب أبرمت، مساء الأحد، هدنة مع قبيلتي “مراد” والجدعان”، لمنعهما من مهاجمة معسكر “اللواء الثالث مشاة، المرابط على مشارف المدينة، انتقاماً لمقتل ضابط وجنديين برصاص جنود من اللواء. واعتبرت مصادر عسكرية في اللواء الثالث الهجوم على صهريج المياه “خرقاً” للهدنة، التي نصت على تسليم قيادة اللواء الجنود المتهمين بقتل العسكريين الثلاثة خلال أربعة أيام، إضافة إلى انسحاب جنود اللواء من شوارع المدينة. وقال سكان إن اللواء الثالث “أعاد نشر قواته” داخل المدينة بعد مقتل أحد جنوده، مشيرين إلى “التوتر لا يزال يخيم على أجواء مأرب”، حيث الدولة عاجزة عن فرض هيبة القانون بسبب النفوذ الكبير للعشائر القبلية.ولا يزال مئات المسلحين من قبيلتي “مراد” والجدعان”، يتمركزون على المدخلين الغربي والشرقي لمدينة مأرب استعداداً لمهاجمة معسكر اللواء الثالث الذي يشهد استنفاراً كبيراً تحسباً للهجوم القبلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©