الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زر الإنارة مقياس التقدم في العراق!

زر الإنارة مقياس التقدم في العراق!
15 نوفمبر 2008 03:58
يقيس عدد كبير من العراقيين التقدم الذي تحقق في إعادة بناء بلادهم التي تحولت إلى أنقاض، بمجرد تحريك زر الإنارة· وأصبحت الكهرباء التي تشكل للعراقيين ''باروميتر'' التقدم في البلاد، قضية محورية سلبية بشكل مزمن في تقييم ما وصلت إليه البلاد بعد الغزو الأميركي عام 2003 الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين· وشبكة الكهرباء العراقية آخذة في التحسن لكنها مازالت تغطي نحو نصف الطلب ويتدخل هذا بشكل سافر في كيفية تسيير المواطنين العراقيين العاديين لشؤون حياتهم اليومية كما يعيق جهود إعادة بناء الاقتصاد العراقي المنهار رغم تراجع العنف في شتى أنحاء البلاد بدرجة كبيرة· ومنذ عام 2003 تأجلت مراراً وتكراراً أهداف تحسين شبكة الكهرباء وتقوية إمدادات الطاقة وتقول الحكومة الأميركية إن نحو 30 % فقط من العراقيين راضون اليوم عما لديهم من كهرباء· ويرى مسؤولون عراقيون وأجانب أن إعادة بناء شبكة الكهرباء العراقية التي تضررت بشدة جراء سنوات من العقوبات والقصف الجوي وسوء الإدارة، قد يستغرق سنوات خاصة مع زيادة الطلب على الكهرباء مع انفتاح الاقتصاد العراقي أكثر· وقال البريجادير هاميش مكنينش وهو مهندس كبير في سلاح المهندسين بالجيش البريطاني يعمل في قطاع الكهرباء في العراق، ''السؤال التقليدي الذي يسأله الناس هو عن الفائدة من وراء وجود أقوى دولة على وجه البسيطة هنا في العراق لمدة 5 سنوات بينما الإنارة لا تدوم''· وأضاف ''إعادة بناء البنية التحتية بالكامل يجب أن تأتي من العراق''· ويعطل نقص الكهرباء الاقتصاد كما يعطل الحياة الطبيعية· ويقول حيدر نور وهو بقال في الحلة جنوبي بغداد إن انقطاع الكهرباء اضطره إلى خفض مخزونه من السلع التي تفسد سريعاً خارج البرادات· في المدن العراقية تمتد في كل ركن شبكة عنكبوتية من الأسلاك الكهربائية مختلفة الألوان تربط المنازل بشبكة من المولدات الخاصة التي أصبحت ضرورية للحياة· ويقول عبد الغني الدباغ وهو جراح في الحلة إن الاعتماد على الكهرباء المتقطعة التي توفرها الدولة ليس خياراً حين تكون أرواح مرضاه على المحك· وأضطر إلى زيادة أتعابه ليشتري مولدا خاصا وضعه على سقف عيادته· ومنذ الغزو الأميركي عام ،2003 تعثرت جهود تحسين امدادات الكهرباء جراء الهجمات التي تشن على أنابيب النفط ومحطات التقوية والعنف الذي يستهدف العاملين في الحكومة· كما أن سنوات الجفاف أضرت بمحطات توليد الكهرباء من مساقط المياه· وتأمل حكومة رئيس وزراء العراق نوري المالكي التي يدعمها الغرب، في أن تقضي على ظاهرة انقطاع التيار بحلول 2012 وأن تزيد بحلول هذا التاريخ القدرة على توليد الكهرباء من 5500 ميجاوات في اليوم إلى 3 أمثال· لكن مجرد الوفاء بالاحتياجات الحالية سيكلف العراق 5,5 مليار دولار على الأقل كما يتطلب اقناع المستثمرين الاجانب بوضع مخاوفهم الأمنية جانبا في دولة مازالت تشهد أعمال عنف· في محطة القدس شمالي بغداد يلتف عمال يرتدون بزات زرقاء اللون حول توربينات عملاقة من إنتاج جنرال إلكتريك ستساعد لدى تشغيلها خلال الأشهر القليلة القادمة في امداد 180 ألف منزل في بغداد بالكهرباء· ومشروع محطة القدس الذي يتكلف 170 مليون دولار هو أكبر آخر مشروع ستموله الولايات المتحدة في العراق بعد أن انفقت نحو 5 مليارات دولار على القطاع منذ 2003 · كما انفق العراق نحو مليار دولار على استثمارات الطاقة في الفترة ما بين عام 2005 وعام 2007 لكنه اصطدم بتعقيدات بيروقراطية في انفاق ميزانيات أضخم على الكهرباء·
المصدر: مصنع القدس-العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©