الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غموض يكتنف مفاوضات الزياني لإنهاء الأزمة اليمنية

غموض يكتنف مفاوضات الزياني لإنهاء الأزمة اليمنية
17 مايو 2011 01:07
اكتنف الغموض المفاوضات التي أجراها الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاء، لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، جراء اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. ففيما توقعت مصادر حكومية مطلعة “انفراجاً قريباً” ينهي حالة الاحتقان السياسي في البلاد، جددت المعارضة اليمنية موقفها الرافض للمبادرة الخليجية المعلنة 21 أبريل الماضي. وقال مصدر حكومي قريب من المفاوضات لـ”الاتحاد” إن المفاوضات التي أجراها الزياني مع الأطراف اليمنية، أمس الاثنين، “تشير إلى بوادر انفراج سياسي قريب” يُنهي حالة الاحتقان في البلاد، المتصاعدة منذ منتصف يناير الماضي، دون أن يكشف هوية المفاوضين الذين قابلهم المبعوث الخليجي. وأضاف المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته: “حزب المؤتمر (الحاكم) أعلن موافقته التوقيع على المبادرة الخليجية .. والالتزام بتنفيذ بنودها كافة، بما في ذلك توقيع الرئيس صالح عليها”. وفيما يتعلق برفض أحزاب “اللقاء المشترك”، الأحد، التوقيع على المبادرة الخليجية لعدم التزام الرئيس صالح بالمهلة الزمنية التي أعلنتها، أواخر الأسبوع الماضي، بشأن تنفيذ الاتفاق، قال المصدر الحكومي إن المملكة العربية السعودية “ستدخل بثقلها لإنجاح المبادرة” الخليجية، موضحاً أن الرياض “ستضغط” على السلطة والمعارضة في اليمن من أجل التوقيع على المبادرة التي تنص، خصوصاً، على تقديم الرئيس صالح استقالته للبرلمان خلال 30 يوماً من إقرارها. إلا أن القيادي البارز في المجلس الأعلى لـ”اللقاء المشترك” محمد المتوكل، نفى وجود أي “بوادر انفراج سياسي” بين الأطراف السياسية اليمنية، مؤكداً موقف المعارضة الرافض للمبادرة الخليجية. وقال المتوكل لـ”الاتحاد” إن المفاوضات الحالية بين “دول الخليج والسلطة في اليمن”، مضفياً: “المفاوضات لا تعنينا في شيء .. وموقفنا الرافض للمبادرة لم يتغير”. وأوضح أنه بإمكان الرئيس اليمني تنفيذ المبادرة الخليجية من طرف واحد “ونحن في المعارضة سنتفاوض مع نائبه بعد استقالته”. وكان الحزب الحاكم أبلغ المبعوث الخليجي، الأحد، موافقته على المبادرة، لكنه اشترط إعداد مذكرة تفسيرية لبنود الاتفاق، تتضمن جدولاً زمنياً وتنفيذياً، حسبما أفاد مسؤول إعلامي في حزب “المؤتمر” في تصريح سابق لـ”الاتحاد”. إلا أن مصادر صحفية تحدثت، أمس الاثنين، عن شروط “تعجيزية” للحزب الحاكم قبل التوقيع على المبادرة، منها إنهاء التمرد الحوثي المسلح في الشمال، والحراك الانفصالي في الجنوب، إضافة إلى رفع الاعتصامات الشبابية في الميادين العامة وإنهاء تمرد بعض قيادات الجيش اليمني. في هذه الأثناء تواصلت، أمس الاثنين، الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ حوالي 33 عاماً. وشهدت مدينة تعز (وسط) تظاهرة للمئات من الشباب الذين جابوا شارع جمال التجاري، للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه. فيما شيع عشرات الآلاف من المعارضين بمدينة إب (وسط) جثامين ثلاثة متظاهرين قتلوا، الجمعة الماضي، عندما فتح جنود نيران أسلحتهم على تظاهرة حاشدة مناهضة للنظام. وفي مدينة عدن الساحلية الجنوبية، جابت مسيرة للمئات من المحتجين شوارع مديرية التواهي، مروراً من أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون. وذكرت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن “دوي إطلاق نار سُمع أثناء مرور المسيرة قبالة مبنى الإذاعة والتلفزيون”، دون أن ترد أنباء عن وقوع أي إصابات جراء إطلاق النار. وفي شمال البلاد، جابت مسيرة حاشدة للآلاف من أنصار جماعة الحوثي، شوارع مدينة صعدة، للتأكيد على ضرورة “التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب” لمواجهة تحديات النظام الحاكم. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الشعب يريد إسقاط النظام” و”سنجعل من دماء الشهداء وقوداً للثورة”، مرددين “قسماً لن تبقى في الدار .. ونظامك حتماً منهار”.وكانت أحزاب «اللقاء المشترك» طالبت المجتمع الدولي بضرورة “اتخاذ موقف حاسم” لحماية أبناء اليمن وشبابها من القتل المستمر والمتواصل ضد المتظاهرين سلمياً”، وذلك في بيان أصدرته الليلة قبل الماضية. وناشدت أحزاب المعارضة وشركاؤها من وصفتهم بـ”المخدوعين والمغرر بهم” من أفراد قوات الجيش والأمن، الكف عن “أعمال القتل” ضد “المتظاهرين السلميين”، مرحبة بقرار الأمم المتحدة بإرسال بعثة تقصي الحقائق إلى اليمن “في أسرع وقت ممكن”. من جانب آخر، نظمت منظمات مجتمع مدني، أمس الاثنين، مسيرة مؤيدة للرئيس صالح جابت عدداً من شوارع العاصمة. وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فإن المسيرة اتجهت صوب مبنى السفارة الأميركية بصنعاء، حيث سلم متظاهرون السفير جيرالد فايرستاين رسالة، قالوا فيها إن “ما يجري في اليمن أزمة سياسية بمعناها الكامل بين أطراف العمل السياسي ولا ترتقي إلى ما يريد البعض توصيفها على أنها ثورة”، مشيرين إلى أن على المجتمع الدولي أن يتعامل مع اليمن وفق خصوصياته، من خلال “إيجاد حلول تنزع الأزمة من جذورها”، حسب قولهم.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©