الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعميم «النطاق العريض» ضرورة للاقتصاد وحق عام في الدول الغنية

تعميم «النطاق العريض» ضرورة للاقتصاد وحق عام في الدول الغنية
31 يوليو 2010 21:08
كشفت “مفوضية الاتصالات الفيدرالية” (FCC) الأميركية أن نحو 24 مليون مواطن أميركي لا ينعمون بخدمة الاتصال “النطاق العريض” (برودباند) ولا يبدو بالتالي أنهم سيحصلون على سرعة الاتصال العالية بالإنترنت، والمتوافرة على مدار الساعة في وقت قريب، في حين أنها باتت متوافرة لنحو 290 مليون أميركي. وتأتي أهمية هذه المعلومات في وقت تتنافس فيه العديد من الدول الغربية الغنية على الإسراع في نشر هذه الشبكة التي تتيح السرعة الفائقة في الاتصال بالإنترنت والتكنولوجيا الرقمية وبسعة عالية تصل إلى عدة ميجابايت في الثانية. ويولي صناع القرار في هذه الدول أهمية لـ “النطاق العريض” من أجل إرساء مجتمع المعلومات وتنمية الاقتصاد، وقال جوليوس جيناشويسكي رئيس “المفوضية الأميركية للاتصالات” ، في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني بمناسبة صدور تقرير عن مدى تقدم الولايات المتحدة في هذا المجال إن “كل بيت أميركي أو مؤسسة صغيرة في الولايات المتحدة يجب أن يتمكن من الوصول إلى خدمة النطاق العريض من أجل تعظيم النمو الاقتصادي لبلادنا، وتشجيع إيجاد فرص عمل جديدة، وتأمين القدرة التنافسية للولايات المتحدة الأميركية عالميا”. يذكر أن فنلندا أعلنت في مطلع شهر يوليو الفائت عن “جعل النطاق العريض حقاً قانونياً “لكل مواطن فنلندي”، لتكون بذلك أول بلد في العالم يقر مثل هذا التشريع الذي فرض على شركات الاتصال في البلاد تزويد جميع السكان بخطوط نطاق عريض تعمل بسرعة 1 ميجابايت على الأقل في الثانية، على أن تصل هذه السرعة إلى مائة ميجابايت بالثانية في العام 2015. وجاء إقرار هذا الحق لتمكين إيصال الخدمة إلى 4 آلاف منزل بعد أن وصلت إلى نحو 96% من مجموع السكان، وقالت وزيرة الاتصالات الفنلندية سوفي لاندين في تصريحات للصحافة قبل أسبوعين إن الإنترنت لم يعد للتسلية والترفيه فقط بل له دور في كل تفاصيل الحياة اليومية، وقد قامت فنلندا بعمل شاق لتطوير مجتمع المعلومات، لكن تبين لنا بعد بضعة سنوات أن النطاق العريض لم يصل إلى كل الجميع”. وفي بريطانيا ذكرت تقارير أن خطوط الإنترنت وصلت فيها إلى 73% من السكان حسب بعض المصادر، في حين ذكرت صحيفة ديلي تلغراف مؤخراً أن 99% من المساكن مزودة بخدمات “النطاق العريض” للإنترنت بسرعة أدناها يصل إلى 512 كيلوبايت في الثانية، إلا أن الحكومة الجديدة أجلت التزام الحكومة السابقة بتزويد جميع الوحدات السكانية بسرعة 2 ميجابايت بالثانية على الأقل من العام 2012 إلى العام 2015 لأسباب مالية، ووسط إجراءات تقشف واسعة، وقال وزير الثقافة الجديد جيرمي هانت في تصريحات صحفية إنه اكتشف بعد دخول مكتبه وجود نقص في الأموال يجعل تنفيذ مشروع النطاق العريض ذي السرعة العالية قبل انتهاء عام 2012 مستحيلا، مما فرض تأجيله 3 سنوات . وعودة إلى الولايات المتحدة ، تتولى “المفوضية الأميركية للاتصالات” وهي وكالة فيدرالية تتبع الكونجرس تتولى متابعة كل المسائل التي تعني بالاتصالات على المستوى القومي ومن ضمنها تكليف الكونجرس لها، التأكد دورياً من أن سعة الاتصال بتقنية النطاق العريض قد انتشرت ووصلت إلى جميع الأميركيين. وتطمح الوكالة إلى إيصال السرعة إلى 4 ميجابايت بالثانية، وإلى مائة ميجابايت بالثانية لاحقاً. وتسمح سرعة 4 ميجابايت بالثانية استخدام خدمات الفيديو بشكل أفضل ومضاعف، مع قدرة عالية على استخدام الملفات عبر الإنترنت وتطبيقاته المختلفة والتراسل الإلكتروني. وقال جيناشويسكي إن “النطاق العريض” بات بعد عشر سنوات من تطبيق الخطة الوطنية في هذا المجال في متناول 290 مليون أميركي، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك حتى يمكن القول إن المفوضية قامت بالمهمة المكلفة بها، وجعلت هذه الخدمة متوافرة بشكل شامل، ففي أفضل الحالات لا يزال هناك ما بين 14 و24 مليونا يعيشون بدون النطاق العريض، وتبدو التوقعات بإيصال الخدمة لهؤلاء يائسة بسبب سكنهم في مناطق قليلة الكثافة السكانية، مما يجعل توصيل “النطاق العريض” لهم مكلفاً للغاية. وأوصت المفوضية بعدة إجراءات للاقتراب أكثر من هدفها، ومن ذلك تحرير أكثر للنطاق العريض المحمول، السماح لبنى تحتية أكثر بتحمل الخدمة، وجمع بيانات أكثر لمساعدة المزيد من مواطني الولايات المتحدة الحصول على النطاق العريض. وفي تقرير نشره موقع “businessweek.com “ قال آرت برودكسي، المسؤول في إحدى المجموعات العاملة على تطوير المعرفة لدى الجمهور، إن “قسماً كبيراً من الأميركيين لا يستطيعون المنافسة، ولا يستطيعون ممارسة التجارة، كما تفعل باقي البلاد اليوم”. ملاحظاً إنه “لا يمكن إجبار المصانع على التوسع إلى المناطق الريفية، ولكن يمكن عبر التشريعات تشجيعهم على ذلك”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©