باريس (أ ف ب) - قال باحثون، إن انبعاثات الغازات الصناعية قد تؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض 4 درجات مئوية تقريبا بحلول نهاية القرن الحالي، مقارنة بالمستويات المسجلة قبل الثورة الصناعية. ودرس باحثون من جامعة “إيست إنجليا” البريطانية تأثير هذا الارتفاع على “المناطق المناخية” التي يعيش فيها 48786 نوعاً، واستنتجوا في دراسة نشرت بمجلة “نيتشر كلايمت تشينج” أن نحو 55% من النباتات و35% من الحيوانات قد تختفي بحلول 2080.
وأوضحوا أن النبتات والحيوانات البرمائية والزاحفة هي “الأكثر عرضة للخطر”؛ لأن وتيرة تأقلمها مع التغيرات أبطأ من وتيرة التغير المناخي. أما المناطق الأكثر تأثراً، فستكون جنوب الصحراء الأفريقية وأميركا الوسطى والأمازون وأستراليا. من جانبها، اعتبرت الباحثة رايتشل وارن أن هذه التقديرات ليست دقيقة؛ لأنها لا تأخذ في الاعتبار سوى تأثير ارتفاع درجات الحرارة، من دون مراعاة الكوارث التي يسببها التغير المناخي كالأعاصير والفيضانات. وقالت في بيان، إن “الأنواع الحيوانية قد تنقرض بشكل أسرع من المتوقع بسبب تراجع عدد النباتات التي تؤمن لها الغذاء”. وأضافت “ستكون هناك تداعيات على الإنسان أيضاً؛ لأن بعض الأنواع تلعب دوراً في تنقية الماء والهواء وتأمين الغذاء”.
على الصعيد نفسه، حذرت كريستيانا فيجويريس المسؤولة عن المناخ في الأمم المتحدة أمس، من أن العالم دخل “منطقة جديدة من الخطر” بسبب تخطي نسب ثاني أكسيد الكربون في الهواء 400 جزء في المليون، وهو رقم لم يشهد له العالم مثيلاً منذ ملايين السنين. وقالت كريستيانا في بيان صادر من بون في ألمانيا، إنه “على العالم أن يصحو وأن يفهم تداعيات ذلك على سلامة الإنسان ورفاهه وعلى التنمية الاقتصادية”.
ودعت المجتمع الدولي للتوصل إلى “حل سياسي من شأنه أن يكون على قدر التحدي”.
وبحسب المرصد المرجعي، الذي يقع على بركان ماونا لوا في هاواي، وصلت نسبة ثاني أكسيد الكربون الخميس الماضي إلى 400?03 جزء في المليون، بحسب الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي. وهذا الرقم هو رقم محدد وليس معدلا سنوياً، ما يشير إلى أن الأرض مهددة باحترار مناخي مثير للقلق. يذكر أن الهدف الذي حدده المجتمع الدولي سنة 2009 هو السيطرة على الاحترار المناخي كي لا يتعدى ارتفاع الحرارة الدرجتين المئويتين، مقارنة بدرجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية. لأنه بعد هذه العتبة، يحذر العلماء من انفجار النظام المناخي، ما يؤدي إلى ظواهر خطرة. وأشار التقرير الأخير الذي اعده خبراء المناخ في الأمم المتحدة إلى أن حرارة الأرض سترتفع 2?4 درجة مئوية على الأقل إذا بلغت نسب ثاني أكسيد الكربون معدلاً سنوياً قدره 400 جزء في المليون.
عدد اليوم
