الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهر الأزواج خارج المنزل «تنفيس» أم هروب من المسؤولية؟

سهر الأزواج خارج المنزل «تنفيس» أم هروب من المسؤولية؟
14 مايو 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - يعتبر سهر الأزواج خارج المنزل لساعات متأخرة المنغص الحقيقي لبعض الزوجات، حيث إن ذلك قد يولد الكثير من المشاكل الزوجية والتي عادة ما تؤثر على الزوجة بالدرجة الأولى ثم الأبناء، لكن الرجل يجد في الفترة التي يقضيها خارج المنزل في السهر مع الأصدقاء هي فترة التنفيس والترويح عن نفسه، بعيدا عن هموم البيت ومسؤولية الزوجة والأبناء. “زوجي كثير السهر خارج المنزل” هذا ليس عنوان مسلسل جديد بل هو سيناريو يتكرر يوميا في بعض البيوت، الزوج بعد المغرب يخرج من البيت ولا يعود إلا ليلا منهك القوى، لا يحب أن يسمع صوت الزوجة وشكواها أو التعليق على زينتها، بينما الزوجة المغلوب على أمرها تعيش في حيرة وقلق مستمرين عن سبب تأخره عن البيت، وتخلق له ألف عذر وعذر عن تأخره. لكن عندما يتكرر هذا المشهد بشكل يومي ينقلب الحال إلى المحال، فتشعر الزوجة هنا بأنانية الزوج وتخليه عن المسؤولية في الحياة الزوجية التي تقوم على الشراكة، ما يؤدى ذلك إلى تصدع العلاقة الزوجية الناتج عن فتور وملل عاطفي ربما يصل في نهاية المطاف إلى الطلاق. أسباب الظاهرة تقول غادة الشيخ، استشارية أسرية، إن “هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى قضاء الأزواج معظم أوقاتهم خارج المنازل، والتي تأتي في مقدمتها فقدان الحب والألفة بين الزوجين، وعدم توفر جو الهدوء والسكينة في البيت، وكذلك سعي المرأة للسيطرة على زوجها، وعدم اهتمامها بمظهرها وتصرفاتها وكلامها مع زوجها في بعض الأحيان، أضف إلى ذلك كثرة شكوى الزوجة وتذمرها المتزايد”. وتضيف “بعض النساء لا يحترمن أزواجهن كما هو مطلوب فلا يشعر بوجوده في البيت فيخرج للحصول على الراحة خارجه، وكثير من الرجال تعودوا الخروج من المنزل من دون سؤال من الزوجة ما أدى إلى التمادي في الخروج وزيادته، بالإضافة إلى عدم وجود الاهتمامات المشتركة بين الزوجين فيخرج الزوج بحجة أنه يريد الحديث في مواضيع وأمور لا تفهمها زوجته وليس لها دراية فيها”. وتوضح “لكل مشكلة في الحياة حلول تحد منها أو تقضي عليها تماما، فمسألة خروج الأزواج من منازلهم لفترات طويلة وسهرهم خارجه ظاهرة اجتماعية سلبية أكثر من كونها إيجابية، ولكن لا بد من أن نوجد لها الحلول المناسبة التي تخفف منها، فإذا ما كان هذا الخروج يجلب للزوج السعادة فله ذلك ولكن في حدود يتفاهم الزوجان عليها”. وترى ريم صالح (موظفة) أن خروج الزوج من بيته إلى ساعات متأخرة من الليل يدل على فشل الزوجة في استقطاب زوجها. وتضيف “على الزوجة أن تكون دائما متجددة في شكلها وتعاملها مع زوجها حتى لا يمل منها زوجها. وهذا ما أقوم علية منذ بداية زواجنا، فرغم إن زوجي يسهر ولكن ليس بشكل يومي إلا إنني لا أحاول أن أنغص عليه، حتى لا يمل من تصرفاتي التي أخاف أن تنتهي بنا إلى خلافات نحن في غنى عنها”. معاناة الزوجات “منذ بداية زواجنا يحب البقاء في البيت كثيرا لكن بعد أن أكملنا العام الخامس من الزواج تغير الحال”، تقول ميمونة طاهر، وتضيف “حاولت كثيرا أن أثنيه عن هذه العادة التي تؤثر بشكل سيئ على علاقتنا الزوجية وأمور بيتنا ولكن دون فائدة، زوجي بدأ يستخدم أسلوب الصوت العالي في أي نقاش يخص الموضوع، ليتهرب من النقاش المنطقي المفضي إلى إلحاق اللوم عليه”. طاهر اختارت في النهاية الحفاظ على بيتها وأبنائها الأربعة فالتزمت الصمت ولم تعد تجادل في هذا الأمر. وتوضح “رغم ذلك إلا إن تأخره يجعلني أعيش في قلق دائم من أن يكون متزوج بأخرى أو إنني أصبحت آخر اهتماماته”. ورغم العلاقة الزوجية المبنية على المحبة والاحترام بين شمسة راشد (33 سنة) وزوجها إلا إن حال زوجها تغير منذ أكثر من 6 أشهر. حول معاناتها، تقول “بدأ يسهر خارج البيت ولا يعود قبل الساعة الثالثة ليلا وأحيانا لا يعود قبل الخامسة. أصبح لا يستيقظ لعمله إلا في وقت متأخر وقد أعطي عدة إنذارات من عمله بسبب ذلك ولكنه لا يهتم. أصبح لا يجلس معي ولا يعود للمنزل إلا للأكل والنوم فقط. حاولت جاهدة معرفة السبب ولكنني لم أجد الإجابة منه”. وتتابع “كان أينما ذهب يتصل للاطمئنان علي ولكي يسمع صوتي فقط والآن أصبح لا يتصل أبدا إلا إذا أراد شيئا. وإذا اتصلت به لا يرد علي ويتحجج بحجج واهية”. وتضيف “أصبح كثير التحدث في الهاتف ولا يفارق يده ولا يسمح لي بالاقتراب منه ولا استخدامه مع أنه سابقا ما كان يفعل ذلك. وأصبح يأخذ هاتفه معه أينما ذهب في المنزل وحتى في الحمام، حدثت مشكلة بيني وبينه بسبب ذلك ولكي يتفادى المشاكل أصبح يغلق هاتفه ولا يمكن فتحه إلا برقم سري وهو لا يغلقه إلا إذا ذهب إلى الحمام”. تؤكد شمسة “أعرف أن الرجل يحتاج لفترة يبتعد فيها عن زوجته ويرجع لأصحابه ولكن ليس بهذه الطريقة أصبحت أشك فيه وأخاف أن تصدق ظنوني وأكتشف أنه يخونني، صحيح أن زوجي كريم جدا ولا يبخل علي بالمال لكنني لا أبحث عن المال. بل أفتقد زوجي الذي لا أستطيع فتح حوار معه إلا وتضايق وقال إنه متعب ولا يستطيع التحدث. حتى وصل الحال به عندما يحين وقت سهره يرتدي ملابسه ويخرج دون سؤالي عن احتياجاتي أو إذا كنت أريد شيئا”. دفاع الأزواج في المقابل، يقول رمضان عبد العظيم (29 سنة) “سهر الزوج خارج المنزل مع أصدقائه أمر طبيعي، ولا يحق للزوجة أن تعترض عليه، لكن على الزوج ألا ينسى عائلته عندما يسهر خارج المنزل بل يجب أن يقوم بالاتصال من حين لآخر ليُطمئن الزوجة”. ويوضح “بتصرفه هذا يقرب المحبة بينه وبين زوجته ويشتاق لزوجته وأطفاله ويرجع بروح مرحة وسعادة، وفي هذا تغيير في رتابة الحياة الزوجية، وإبعاد للملل بين الزوجين”. ويجد خليل إسماعيل راحته أثناء السهر مع زملائه حتى وقت متأخر من الليل، ولكن في الوقت نفسه يوازن بين سعادته ودوره كرب أسرة. ويضيف “أفضل السهر مع الأصدقاء خارج المنزل، ونسهر عادة حتى الساعة الثانية ليلا، ثم يعود كل منا إلى بيته، أما في نهاية الأسبوع فتستمر السهرة مع الأصدقاء حتى الساعة الرابعة ليلا، لكنني أمضي إجازة الأسبوع التالي مع أسرتي وزوجتي”. ويوضح “لقد تعودت على هذا الأسلوب، ولا توجد مشكلة بسبب ذلك، لأني أتابع شؤون أسرتي، بالإضافة إلى التفاهم القائم بيني وبين زوجتي على كل الأمور”. وشدد إسماعيل على أن لكل زوج الحق في الخروج والسهر مع أصدقائه، لكن ليس بشكل دائم، كما يجب أن يعرف الزوج أن الحياة الزوجية تختلف عن العزوبية كليا، لأن هناك زوجة تنتظره في المنزل، وتقلق عند تأخره، وليس له الحق في التأخر دون إبلاغها بمكان وجوده وموعد عودته. حجم المسؤولية من جهتها، تقول الشيخ “على الزوج أن يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولا أقصد أن يبقى كل الوقت في المنزل، بل يجب أن يعدل بين أسرته وأصدقائه، فلا يتأخر عن بيته فترات طويلة، ويترك العبء على الزوجة، لأن ذلك قد يؤثر عليها، ويتعبها أمام متطلبات الأبناء والزوج، لسعيها لإرضاء الجميع على حساب راحتها النفسية والجسدية، خاصة إذا كان الأبناء في سن متفاوتة، ولكل منهم احتياجاته ورغباته، ما يستوجب أن يكون الزوج بجانب زوجته ليتقاسم معها تحمل المسؤولية في إطار الانسجام والتوافق”. ولعلاقة زوجية ناجحة، تقول الشيخ “كثير من النساء في طرحها وأحاديثها تعرض ما يهمها هي وتهمل ما يهم الزوج أو يحب أن تتحدث به وهذه سلبية لا تفطن لها الكثيرات من السيدات، فلعل من أسباب إقباله على أصحابه وتعلقه بهم طرحهم ما يهمه من قضايا ثقافية أو تجارية وغيره من الأمور التي تهمه ولا يجد عندك ذلك الطرح، إضافة إلى عدم استقرار الزوج وانشغاله الكثير بالسهر والخروج من المنزل لا يعني أن تنتقم منه الزوجة فتتخلى هي أيضا عن مسؤولياتها وتعامله بالمثل”. وتتابع “لابد من البعد كل البعد عن التوجيه المباشر بعبارات صريحة تعبر عن التضايق من وضع الزوج وتعلن النقد الصريح لتصرفاته، لأن هذا النقد يعطى نتائج سلبية وفجوة كبيرة في الحياة الزوجية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©