الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحرب التجارية تستعر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

الحرب التجارية تستعر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
23 يونيو 2018 01:09
بروكسل (أ ف ب) أصبحت الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معلنة مع بدء تطبيق رسوم جمركية إضافية على عشرات المنتجات الأميركية مثل المشروبات الكحولية والجينز والدراجات النارية. وهذه الرسوم الجديدة التي دخلت رسمياً حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الأول بتوقيت بروكسل (الخميس 22,00 توقيت جرينتش)، هي رد الأوروبيين على فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية تبلغ نسبتها 25% على الفولاذ و10% على الألمنيوم على وارداتها من معظم دول العالم، بما في ذلك على حلفائها. وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، إن «القرار الأحادي وغير المبرر للولايات المتحدة» بفرض رسوم جمركية «لا يترك لنا أي خيار آخر». وأضافت أنه «لا يمكن انتهاك قواعد التجارة العالمية من دون رد فعل من جانبنا»، موضحة أنه «إذا ألغت الولايات المتحدة رسومها الجمركية» فسيتم «أيضاً إلغاء» الإجراءات الأوروبية. وقبل الاتحاد الأوروبي، فرضت المكسيك التي شملتها الإجراءات الأميركية أيضاً، رسوماً رداً على واشنطن، بينما تنوي كندا أن تحذو حذوها في بداية يوليو. من جهة أخرى، يبدو الأوروبيون عالقين بين الصين والولايات المتحدة اللتين تزايدان في الإجراءات الحمائية والتهديدات بالرد. وقال الخبير جون فيرجوسن من «ايكونوميست انتليجنس يونيت»، إن «ترامب فتح جبهتين (جاريتين)، والجبهتان يمكن أن تشهدا تصعيداً قد يخرج عن كل سيطرة». واضطرت ألمانيا الدولة المصدرة الكبرى، لخفض تقديراتها للنمو بسبب تراجع قطاع الأعمال في العالم، بينما لم تطل الإجراءات الأميركية صادراتها إلا بشكل طفيف. ويمكن أن تسير الأمور في اتجاه مختلف تماماً إذا نفذ دونالد ترامب تهديداً آخر هو فرض رسوم على السيارات الأجنبية المستوردة إلى الولايات المتحدة، ما سيلحق ضرراً بالشركات اليابانية والألمانية. وقال روبرت بيركفيست، الخبير الاقتصادي في مصرف «اس اي بي» السويدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس «لدينا هنا حرب تجارية، حرب تجارية تتكثف». وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أن الأوروبيين يريدون أن يكون ردهم «واضحاً ومكافئاً» في مواجهة القرار الأميركي الذي «يتحدى كل منطق». تطبق الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على لائحة طويلة من السلع المنتجة في الولايات المتحدة مثل مواد زراعية (الأرز والذرة والتبغ...) ومنتجات من الحديد الصلب وآليات (دراجات نارية وسفن...) والنسيج. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يركي كاتاينن «إذا اخترنا منتجات مثل الدراجات النارية (هارلي ديفيدسون) وزبدة الكاكاو والمشروبات الكحولية، فلوجود بدائل لها في السوق الأوروبية)». وأضاف «لا نريد أن نفعل شيئاً يمكن أن يضر بالمستهلكين». وتابع كاتاينن أن «هذه المنتجات سيكون لها سياسياً أيضاً بعد رمزي كبير». وقد أمل الأوروبيون لفترة طويلة أن يتم إعفاؤهم من الإجراءات العقابية التي أعلنها ترامب في مارس، لكن بعد إعفائهم مرتين مؤقتاً ومحاولات لإجراء مناقشات تجارية مع واشنطن، تم تطبيق هذه الإجراءات على الاتحاد الأوروبي مطلع يونيو. وفي هذا الإطار، تقدم الأوروبيون بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وتعادل إجراءات الرد التي طبقت اعتباراً من أمس على المنتجات الأميركية، في قيمتها الأضرار التي نجمت عن القرار الأميركي حول الصادرات الأوروبية من الفولاذ والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، أي ما مجموعه 6.4 مليار يورو في 2017. وسيحصل الاتحاد الأوروبي حقوقه من السلع الأميركية أولاً بقيمة 2,8 مليار دولار. أما المبلغ المتبقي لتحقيق التوازن وهو 3.6 مليار يورو، فسيتم تحصيله خلال ثلاثة أعوام، أي بعد الفوز المحتمل للأوروبيين في شكواهم أمام منظمة التجارة العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©