الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وضعنا برنامج إعداد الفريق قبل البطولة حتى النهائي الاسيوي

وضعنا برنامج إعداد الفريق قبل البطولة حتى النهائي الاسيوي
16 نوفمبر 2008 01:24
اشتهر مترف الشامسي مدير منتخب الشباب، وقائد كتيبة الإنجاز القاري، بأنه لا يحب الحديث للإعلام، ليس لموقف معاد منه، ولكن لأنه يدرك أن كل شيء له وقته، وأن ما مضى كان وقت العمل وليس وقت الكلام، كما أن لديه ما يمكن أن نسميه نظريات بهذا الخصوص، وهو يدافع عنها بقوة، حيث يرى أن الشراكة الإعلامية يجب أن تتم بالشكل الذي يراعي مصلحة المنتخب، الذي هو هدف الجميع، اتحاد الكرة وإدارة البعثة، والإعلام، وأنه قد يكون هناك وقت مناسب للكلام، ووقت آخر الصمت فيه هو المطلوب، والمهم أن نعرف متى نتكلم ومتى نصمت· وبرغم أنه لم يمر يوم في البطولة، دون ''سوالف'' بيننا، خاصة أن العلاقة معه بدأت من بني ياس، حيث كان في الإدارة السابقة للنادي، وتولى مسؤولية الإشراف على الكرة بالسماوي بعض الوقت، إلا أن هذه السوالف، لم تتجاوز حدود ''اللوبي'' في الفندق، وباستثناء تصريحات مقتضبة، كان مترف الشامسي، يصر على أن وقت الكلام الطويل لم يحن بعد، حتى وصل المنتخب إلى المحطة الأخيرة في البطولة الآسيوية، مكللاً جهود مجموعة عاشقة ومحبة للوطن، عندها خرج مترف الشامسي عن صمته، وخص ''الاتحاد'' بحوار مطول عن كل شيء، عن التجربة التي أصبح متخصصاً فيها، وعن الإنجاز وأسراره، والعديد من القضايا التي أدلى فيها بدلوه، ليس كمدير لمنتخب الشباب فقط، ولكن كنجم صاحب تاريخ وبصمة، وكإداري صاحب رؤية، آتت ثمارها فرحة وإنجازاً هنا على أرض السعودية· في بداية حواره، أهدى مترف الشامسي الإنجاز الذي حققه المنتخب بالتأهل إلى كأس العالم، والفوز باللقب الآسيوي إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى قادة النهضة، ومسؤولي اتحاد الكرة، وإلى شعب الإمارات الوفي الذي استحق هذه الفرحة، وهو أهل لها، متمنياً أن يكون هذا الإنجاز بداية جديدة للمزيد من الانتصارات لكرة الإمارات، إن شاء الله· ويكشف مترف الشامسي عن مفاجأة لا يعرفها الكثيرون، حين يؤكد أن برنامج الإعداد الذي تسلمه اللاعبون قبل القدوم إلى السعودية، كان ممتداً حتى المباراة النهائية، لم يكن خاصاً بالدور الأول أو الثاني، أو بمرحلة انتظاراً لما تسفر عنه، وإنما كان تحديداً من 29 أكتوبر الماضي، وحتى 14 نوفمبر الحالي، وقال: لعل ذلك يكشف إلى أي حد كنا نعول على هذا الفريق الواعد، كما يكشف ملامح استراتيجية العمل لدينا، فحتى لو كان لطموحنا سقف، كان ضرورياً أن يدرك اللاعبون أنهم جاؤوا إلى هنا من أجل البطولة، لا يمكن أن تشعر لاعبيك من البداية بتواضع أحلامك، طالما أنك تعمل وتؤمن بعملك، والحمد لله أن البرنامج الذي وضعناه استمر كما خططنا له، حتى آخر يوم في البطولة· وأضاف: أن هذه ثالث بطولة يقود فيها منتخبات الشباب، وكانت الأولى في الدوحة عام ،2002 والثانية في الهند عام ،2006 وبين هاتين كانت بطولة كأس العالم، والتي استضافتها الإمارات، عام ،2003 والحمد لله أن هذه الرحلة الطويلة، مع هذا الجيل كللت بهذا الإنجاز الجميل، مؤكداً أن تفاؤله قبل البطولة كان بلا حدود، لأنه يعرف جيداً إمكانيات هذه المجموعة، وإلى أي مدى يمكن أن تصل بهم، مشيداً بحنكة ورؤية محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلس الإدارة واللجنة الفنية الذين تدخلوا في الوقت المناسب، حين واجه المنتخب هزة فنية قبل انطلاق البطولة، فكان قرار إسناد المهمة إلى المدرب الوطني الكفء والفاهم لأسرار الفريق مهدي علي والذي كان الاختيار الصائب، وقاد الفريق إلى هذا الإنجاز· ونتوقف عند هذه الهزة التي عناها، والتي مرت بالفريق تحديداً أثناء قيادة التونسي خالد بن يحيى وما حدث في الدورة الدولية بأبوظبي، والتي جاء فيها منتخبنا أخيراً، ونسأله، كيف حدث التغيير؟، ويرد مترف الشامسي، بأن مسؤولي اتحاد الكرة على علم ودراية بكل شؤون المنتخب، ويحسب لهم أنهم متابعون جداً، وحريصون على الوقوف على كافة المستجدات، سواء كانت سلبية أو إيجابية، مشيراً إلى اعتقاده بأن الأسلوب الذي اتبعه خالد بن يحيى مع الفريق، ربما لم يتماش مع اللاعبين وما اعتادوه وتربوا عليه، وهذا لا يقلل من شأنه كمدرب لم تواته الظروف لتطبيق الفكر الذي يريده، واتحاد الكرة كان يتابع المتغيرات، وأن الفكر الجديد لن يفيد الفريق وليس هذا أوانه فكان التدخل الذي آتى ثماره والحمد لله· وأشار مترف الشامسي إلى أن مهدي علي لم يتخذ فلسفة أخرى، ولكنه كان واقعياً، لعلاقته الطويلة بالفريق، ومعرفته الدقيقة بخبايا الفريق، لدرجة أنه يعرف عن كل لاعب ربما أكثر ما تعرفه عنه أسرته، فهو منخرط ومتوحد معهم، ولذا كان يعرف أن الطريقة التي اعتادوها مع الكابتن جمعة ربيع، هي المثالية، فعاد إليها، وأضاف إليها من فكره وخبراته، وتفانيه في العمل، وللحقيقة أقول إن ما شاهدته من عمل مهدي علي لم أشاهده من مدربين أجانب كباراً، ولذا كان اختيار مهدي علي موفقاً إلى أقصى درجة، وربما لو وقع الاختيار على غيره، ما حقق المنتخب ما حققه في البطولة· وعن السر وراء هذا التفوق للأبيض الشاب، يقول مدير الفريق: في كل بلد يأتي جيل يكون مميزاً ويشعرك أنه أهل للأحلام والأماني، وهذا الفريق من هذه الفئة، ومن أهم عوامل تفوقهم، كونهم مستمرين مع بعضهم منذ فترة طويلة، فمواليد 90 لعبوا تصفيات آسيا للناشئين معاً، وانضموا بعد ذلك إلى منتخب الشباب، ومعهم مواليد ،89 منتهى الانسجام، وبنفس الجهازين الفني والإداري تقريباً، وربما كانت الهزة فقط في ابتعاد الكابتن جمعة ربيع، لكنهم سرعان ما عادوا إلى النهج، وأعتقد أن هذه اللُّحمة، وهذا الانسجام والاستقرار في مقدمة أسباب التفوق الذي شاهدناه· وأسأله: لماذا رحل جمعة ربيع، وهل كان رحيله فقط من أجل نادي الشارقة، فيقول: نعم وحسب كلامه، كان تركه منتخب الشباب بسبب تعاقده مع نادي الشارقة، وهو من المدربين الذين أتشرف وأعتز بالعمل معهم، وأتمنى أن يأتي يوم تزول هذه الظروف ليعود إلى أي من المنتخبات لأنه مكسب كبير، وقادر على صنع الإنجازات· وعن مستقبل الفريق بعد ما حققه، يقول مترف الشامسي: بالنسبة لمواليد ،89 و،90 فلازال لهم عام يقضونه معاً، وبعد كأس العالم، هناك دورة الألعاب الآسيوية لمواليد ،87 و،88 وهذا المنتخب يجب أن يستمر ونحافظ عليه بعد كأس العالم، ومن الممكن أن يطعم بلاعبين من مواليد ،87 و،88 مثل إسماعيل الحمادي والشحي وفارس جمعة وعامر مبارك وأحمد دادا، ويلعب في دورة الألعاب الآسيوية، وهذا الفريق يصبح أيضاً أولمبياً في ،2012 وإذا ما عملنا بذات النهج مع هذه المجموعة، فإن المؤمل منهم كثير، إن شاء الله· وأضاف: أن المسؤولين باتحاد الكرة على علم تام بذلك، وما قلته إنما هو للتذكير، واستشراف لما يمكن أن يكون عليه حال الفريق، مستقبلاً إن شاء الله، وحرصاً منا على هذه المجموعة المميزة، وكلنا ثقة في حنكة وحرص رئيس الاتحاد، واليوم، بإمكاننا أن نقول بملء الفم لمن قالوا إن الإمارات تتطور في كل شيء إلا الكرة، إن عليهم أن يعيدوا النظر فيما قالوه، وما حققه منتخبا الشباب والناشئين أبلغ رد، وأبلغ تأكيد على أن تطور الكرة في وطننا حقيقة، ونحن متفائلون بالمستقبل، طالما أن القاعدة بهذه المتانة وبهذه الروح والعطاء· وعن طموح الفريق في بطولة كأس العالم بمصر العام القادم، وهل التأهل هو منتهى الطموح، يقول مترف الشامسي: لن نذهب من أجل مجرد المشاركة، فهذا ما حققناه بالفعل قبل أن نذهب، وإنما نريد الذهاب بمنتخب قوي يقارع الكبار، ويتثبت أن تأهله عن آسيا كان مستحقاً، وأنه خير سفير للقارة ولعربها والخليج في المونديال، ومن أجل ذلك فإن هذا الفريق بحاجة إلى الإعداد بكل قوة للتحدي القادم·
المصدر: الدمّام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©