الأبيض سيد آسيا

ثمة أفراح ربما لا نستطيع تجاوز حنقها وصعوبتها·· قد نبكي·· قد نتمتم بعبارات غير مفهومة·· وقد تطلق ساقيك للريح! البارحة غصت حتى الثمالة في أفراح الإمارات ورددت مع أهلها·· منصور يا الأبيض منصور·· ولم أستطع فك طلاسم اللغة لأكتب في القصيدة·· قصيدة· أعلن الصيني حكم المباراة النهاية وقلت بصوت عالٍ ''الأبيض سيد آسيا''· عبارات التقطها المعلقون في كل القنوات وقالوها·· لكنهم رسبوا في وصف الحدث· أحداث من السهل أن تصفها وأحداث لا تستطيع وصفها، وفي الحالتين لا يمكن أن تكون إلا أنت أو بالأحرى أنا· فازت الإمارات بكأس آسيا فالتهب الملعب بالأفراح وشعرت بالدفء في ليلة برد· شباب حملوا الأمانة·· وأدوا الرسالة·· وقالوا في ليلة تحد ''كلنا ذلك الرجل''· عفواً أنا لست راسباً في امتحان اللغة ولا ضعيفاً في الكتابة، ولكن اللحظة أحرجتني·· لحظة فرح· السعوديون وجدوا أنفسهم هكذا دونما أي اجتهاد إماراتيين دونما كلفة أو تكلف· ما زلت أؤمن أن العمل من القاعدة هو الأنجح· وما زلت مصراً أن البطولة اختارت رجالها· المسألة هنا مرتبطة بالإنصاف·· إنصاف جيل أعاد للكرة الإماراتية هيبتها ومنحها ''صك ريادة''· بودي أن ''أسرح وأمرح'' باللغة لمناجاة الأبيض، ولكن العين أبت أن تعلو عن الحاجب فعدت الى الكلاسيكية في الطرح· الصورة قدمت نفسها على أنها الثابت في زمن المتحولات· صورة لُحمة المدرجات·· وصورة العلمين أو الرايتين· فاز شباب الإمارات بكأس آسيا ولا بد أن نقول تستاهلون·· تستاهلون·· تستاهلون فمن سار على الدرب وصل· دموع الرجال عزيزة وغالية ولكنها عندما ترتبط بالوطن وأفراح الوطن تبدو عملة سهلة· لكن الشباب· وردد الكبار·· إنها ليلة من ليالي الإمارات· فمن أين أبدأ الكتابة؟! هل من الملعب، أم من المدرجات ،أم من ''خط الستة''؟! أسئلة غير محورية في يوم محوري في تاريخ الكرة الإماراتية· أتمنى·· أتمنى·· أتمنى أن ينصف هذا المنتخب ومدربه، ولكن في حدود تضمن لنا استمراره في الواجهة· بقي أن أقول·· للفرح بسمة والأبيض بسمتان· رمسة كل التفاصيل على البال أحمد الشمراني صحفي سعودي