الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغرب يشجع التبرع بالأعضاء أملاً في إنقاذ المزيد من المرضى

المغرب يشجع التبرع بالأعضاء أملاً في إنقاذ المزيد من المرضى
14 مايو 2012
سكينة اصنيب (الرباط) - دشن المغرب مؤخرا حملة كبيرة للحض على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وقام عدد من المسؤولين بالتوقيع على وثيقة بموجبها يلتزمون بالتبرع بأعضائهم بعد الممات لتشجيع زرع الأعضاء في المغرب، ونجح عدد من الوزراء في رفع درجة الوعي لدى المغاربة بأهمية هذا القرار بعد الخطوة الجريئة التي قاموا بها والتوقيع على إفادة بهذا الخصوص من أجل إنقاذ المرضى الذين ينتظرون أحد المتبرعين بالأعضاء. حاجة ماسة دعا وزير مغربي إلى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، والتوقيع على إفادة بهذا الخصوص لتشجيع زرع الأعضاء في المغرب، وانتقد المسؤول تراجع أعداد المتبرعين بالأعضاء رغم حاجة المجتمع إليه. وأقدم وزير العدل والحريات مصطفى الرميد على توقيع وثيقة بموجبها يلتزم بالتبرع بأعضائه بعد الممات، وقرر الوزير الإقدام على هذه الخطوة لتشجيع التبرع بالأعضاء بين المغاربة. وقال إنه «أصيب بصدمة كبيرة بعد علمه أن عدد المغاربة الذين سجلوا أنفسهم على مدار 11 سنة من أجل التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم? لم يتجاوز 800 حالة». وشدد الرميد على أهمية التبرع بالأعضاء لفائدة المحتاجين إليها? لما تنطوي عليه هذه العملية من منافع على منهم في أمس الحاجة إلى أعضاء? موضحا أن الجانب الشرعي في هذا الباب محسوم إذ أن الإسلام يحض على فعل مثل هذه الأعمال الخيرية، كما أن كافة المجامع العلمية الإسلامية لا تتردد في القول بإباحة عملية التبرع بالأعضاء. وأضاف أنه إذا كان مآل جسد الإنسان بعد وفاته إلى زوال، فمن باب أولى أن يتبرع بها لإنقاذ حياة إنسان آخر هو في أمس الحاجة إليها. كما وقع وزير الصحة الحسين الوردي، على قائمة المتبرعين بالأعضاء بعد موت دماغي، لفائدة مريض حي، يشكو أمراضا صحية مزمنة، بهدف تشجيع التبرع بالأعضاء والأنسجة والرفع من جودة الصحة في المغرب. واحتلت أسماء شخصيات معروفة قائمة المتبرعين بالأعضاء والأنسجة بعد أن سجلوا أسماءهم ضمن المتبرعين في اللقاءات التي نظمها ناشطون للبحث عن الأشخاص الراغبين بالتبرع بالأعضاء والأنسجة وإنقاذ المرضى المحتاجين. نطاق محدود نظم المغرب مؤخرا حملات توعية خاصة بالتبرع بالأعضاء البشرية وندوات علمية شارك فيها ثلة من الخبراء والمختصين في مجال طب زرع الأعضاء، وناشطين مختصين في القانون والدين، وأسهمت هذه اللقاءات في توعية المجتمع بأهمية هذه التبرع بالأعضاء وتوضيح الشروط القانونية التي حددها المشرع لعملية التبرع، والمتمثلة على الخصوص في إلزامية التصريح بالتبرع، وأن تكون الموافقة دون مقابل مادي أمام رئيس محكمة أو قاض يساعده طبيبان من أجل شرح عملية التبرع، بعد ممات المتبرع الذي يشترط فيه أن يكون عاقلاً وبالغاً السن القانونية. ويرى مراد العلمي، طبيب مختص في أمراض الكلى والجهاز البولي، أن زراعة الأعضاء من أصعب أنواع الجراحات الطبية خاصة في المغرب نظراً لقلة أعداد المتبرعين، وعدم تشجيع الناس على التبرع، مما يحول دون إنقاذ حياة العديد من المرضى. ويقول إنه على الرغم من القوانين التي تنظم أخذ وزرع الأعضاء البشرية فإن هذا التبرع بقي في نطاق محدود في الوقت الذي يتزايد فيه أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى متبرع يعيد لهم الحياة. ويوضح أن محدودية التبرع بالأعضاء تتحكم فيها اعتبارات تربوية وثقافية واجتماعية، حيث إن عدم التوعية بأهمية هذا الموضوع يجعل حجم تبرع المغاربة بالأعضاء قليلا ومحدوداً، رغم توافر القوانين والإمكانات الطبية والجانب المتعلق بالتكوين. ويؤكد أن التبرع بالأعضاء يسهم في إنقاذ حياة المرضى، وتخفيض التكلفة العلاجية، خاصة في زراعة الكلي، حيث يعتبر التبرع بالكلى الحل الوحيد لإنقاذ المريض الذي يعاني الفشل الكلوي، ما يتطلب منه الخضوع لجلسات طويلة ومكلفة من أجل تصفية الدم. ضعف الإقبال يقول العلمي إن محدودية التبرع بالأعضاء في المغرب وظهور عدد من المراكز الطبية في بعض الدول التي تروج لزراعة الكلى وغيرها من الأعضاء يدفع المغاربة إلى السفر للخارج بحثاً عن العلاج ودخول مغامرة قد توقعهم في يد عصابات تتخذ من زراعة الأعضاء أسلوباً للنصب والاحتيال. ويشير إلى أن عدد المرضى على قوائم الانتظار لزراعة الكلى وباقي الأعضاء مرتفع، حيث يأمل المرضى إيجاد متبرع يكفيهم ألم المرض والاحتضار، بعد تكثيف الحكومة لحملات التوعية لإقناع أكبر عدد من الناس بأهمية هذه التبرع بالأعضاء. ويدعو الطبيب إلى القيام بحملات لتوعية الناس على نطاق واسع وتعبئة العلماء والوعاظ للمشاركة فيها وتوضيح الرأي الشرعي بخصوص عملية التبرع. وبحسب مصادر رسمية؛ فإن الأشخاص الذين سجلوا انفسهم في قائمة المتبرعين ازداد بفضل حملات التوعية، حيث تم تسجيل طفرة كبيرة في قائمة المتبرعين بالأعضاء كاملة، وبلغ عدد المتبرعين بالكلى 82 شخصا، وأربعة أشخاص للكبد، و23 شخصاً للقرنية و19 شخصاً للقلب. وبالنسبة للعمليات التي تم إجراؤها بالمغرب فقد أجريت نحو 265 عملية زرع الكلي و2005 عملية زرع القرنية، و174 عملية لزراعة النخاع العظمي، ويأمل المغرب في أن تسهم حملات التوعية في زيادة وعي الناس بأهمية هذه الخطوة، ومن أجل تشجيع المغاربة على التبرع بالأعضاء فتحت المؤسسات الرسمية سجلات خاصة للتبرع بالأعضاء والانخراط في هذه العملية على نطاق واسع كما توجد بشكل دائم لدى المحاكم سجلات التقييد الخاصة بعملية التبرع بالأعضاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©