الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المجبّة» هرم يُصنع من سعف النخيل لحفظ الطعام

«المجبّة» هرم يُصنع من سعف النخيل لحفظ الطعام
31 يوليو 2010 21:18
لازال هناك الكثير من المتمسكين بتراث الأجداد لديهم الكثير من المنتجات اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، ولا زال البعض من الأمهات يحرصن على حياكتها ويعلمن بناتهن أسرار صناعتها وأسماءها واستخداماتها المختلفة، ومن أهمها «المجّبة أو المكبّة» التي تتميز بأشكالها الجميلة وألوانها البهية. إن الأساس التي تتكون منه المكبّة هو سعف النخيل الذي يتم تطويعه من خلال وضعه في الماء لمدة 3 ساعات ليصبح ليناً، وقد انتشرت هذه المهنة نظراً لتميز منطقة الخليج بوفرة النخيل، ومع اهتمام البعض بالمنتجات المصنوعة من سعف النخيل لكونها منتجات يدوية تتطلب موهبة ومهارة، بات الإقبال على شراء هذه المنتجات اليدوية كثيراً من قبل عدد من المواطنين والزوار والسياح، وأصبح يقام لها العديد من المهرجانات لإبراز تلك المنتجات التي قامت الكثير من النساء بعملها. سلامة بطي التي تحترف هذه الصناعة منذ أكثر من 20 عاماً تتحدث بابتسامة، وهي تصنع المجبة، وتقول: «إن سعف النخيل هو جزء لا يتجزأ من تراثنا، فمن خلال توفر السعف استطاعت الكثير من جداتنا وأمهاتنا صناعة العديد من المنتجات اليدوية التي تمتاز بدقة الصنعة وحرفية التشكيل، وكل ما كن ينتجنه كان يشكل معظم الأدوات المنزلية التي يعتمد عليها في تسيير الحياة اليومية في الأكل والشرب والتنقل والزينة، وكلها تصنع وتحاك من سعف النخيل التي اشتهر بها تراث الإمارات. تضيف سلامة: «لا يكاد يخلو بيت من البيوت الشعبية في الإمارات من واحدة أو أكثر من هذه الصناعات الجميلة، وان كان البعض لا يستخدمها، لكنها في كثير من الأحيان تستخدم في زينة البيوت بسبب أشكالها الجميلة». وعن طريقة صناعة المجّبة تقول سلامة: «المجبّة هو غطاء هرمي يصنع من نوع خاص من خوص النخيل تغطى به «الفوالة»، أو صينية الطعام لحفظ ما فيها من الحشرات، يؤخذ خوص النخيل الذي يصنع منه المكبّة من أعلى النخلة المسمى بالقلب، ثم يصبغ الخوص بعدة ألوان، ويقطع إلى شرائح دقيقة ويشرع بالتصنيع بخوصة خضراء تسمى «العقمة»، تشكل قمة المكبّ ثم ينطلق التجديل منها بشكل حلزوني هرمي، توضع في رأسه عصا قصيرة كقاعدة للمكبّ، وحافظة له من التلف. تذكر سلامة أهمية سعف النخيل وتقول: «كان في الماضي من ضروريات الحياة لأن المرأة في دولة الإمارات كانت تؤمن معظم احتياجاتها من منتجات السعف، على اختلاف أشكاله. وتضيف أن أدوات العمل الرئيسية فيها بسيطة وميسورة، وهي المخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة، إلى جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل، وورق النخيل، واستعمالاته عديدة حسب موقعه من النخلة، فالذي يقع في قلب النخلة تصنع منه السلال والحصر والسفرة والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير وسلالة الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيره، ومن الجريد تصنع الأسرة والأقفاص والكراسي. تبتسم سلامة بكل ثقة وتشير إلى مجموعة السعفيات التي أنجزتها قائلة: «إن هذه الصناعات تلاقي الكثير من الإقبال من الناس وخاصة عشاق التراث القديم، وأيضا كثيراً ما يقتني السياح بعضاً من هذه المنتجات كزينة أو هدية أو ذكرى». وتختم: «إن صناعة المجّبة ستبقى خالدة لأنها جزء من تراثنا العريق، حيث لا يزال العديد من النساء يتقنّ صناعات يدوية مختلفة من سعف النخيل، ويتخذونها حرفة لهم، وهي تتميز بالإتقان والدقة والجمال».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©