الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من هم قادة الإعلام الجديد؟

14 مايو 2012
لأن أهم ميزة حديثة من مزايا العصر والمجتمع الحديث هو التشارك والتواصل، فقد أصبح لزاما على كل قائد إعلامي - أو على كل إعلامي يعمل في مركز قيادي - أن يعيد النظر في الكثير من المفاهيم والعادات الإعلامية القديمة، وحتى في الرؤية القيادية للإعلام. ومن أهم التحديات أمام القادة الإعلاميين الجدد، الاستيعاب المستمر لمتغيرات الخارطة الإعلامية وإتقان ثقافة الانتقال السلمي نحو التغيير الاجتماعي (والحريات) وكيفية تعزيز الثقة بين وسائل الإعلام والجمهور المحلي ومشاركة الجمهور المحلي بعمليات التنمية والتغيير الاجتماعي. وإذا كانت القيادة هي القدرة على التأثير على الآخرين وتطوير سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة أو تنسيق جهودهم لتحقيق مثل هذه الأهداف، فإن الدور القيادي في الإعلام - في العصر الحديث والإعلام التشاركي – يتطلب قدوة وإلهاما أكثر مما يتطلب رئيساً أو زعيماً بالمعنى التقليدي. فالقائد الإعلامي يختلف عن المسؤول الإعلامي؛ إنه أقرب إلى الملهم. أما المسؤول فشأن آخر، إنه الذي يصدر الأوامر ولا يشرحها بالضرورة أو يقنع بها أحدا. القائد الإعلامي يمكن يكون كل إعلامي يبدع ولو في جزء صغير من العملية الإعلامية. هو الذي يربط بين أثر عمله وقضايا مجتمعه. ليس هو بالضرورة النجم الذي ينال الإعجاب والتصفيق، بل هو الذي يترك تأثيراً إيجابيا فيما حوله. هو يشارك الآخرين أسرار النجاح أما النجم فيقفل عليها حتى لا يشاركه النجاح أحد. القائد الإعلامي هو القادر على تنسيق جهود مشتركة من فريق أو متعاونين، مطلوب منه إجابة العقل على كل سؤال، أي الإقناع، والإيحاء بالثقة بأوجهها كافة: المهنية والشخصية. هو بشكل ما يجب أن يكون إيثاريا أكثر منه أنانياً، يراكم رصيده مع الوقت، ويظهر معدنه وقدرته القيادة في أوقات الملمات والمحطات التي تتطلب من المؤسسات الإعلامية عملا استثنائيا. طبعا ثمة من سيقول أن كل ما تقدم صحيح ويكاد يتفق عليه الجميع أوأغلبهم، ولكن ثمة صفة أو شرط رئيس بدونه لا يمكن أن تقوم قائمة لقادة الإعلام الجديد، وهي استحالة أن يكون الواحد إلا مواكباً للجديد والحديث في تكنولوجيا الإعلام. وطالما أن هذه التكنولوجيا تشهد «تحديثاً» يوميا فهذا يعني أن على قادة الإعلام أن يكونوا على درجة من القبول، ولو بقسط يسير من التحديث الذاتي في التفكير والأداء والنظرة إلى التحديات التي تواجه الإعلام على جميع الأصعدة. ولكن أغلب الحال يقول أن الأداء والتفكير يكاد يكون على نفس المنوال، بل إن الكثير من أحوال الإعلام من حولنا من أسوأ إلى أسوأ. وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا وهو قصور روح القيادة وندرة القادة للإعلام القديم أو الجديد على حد سواء. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©