الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلات الموضة تنتفض على معايير النحافة والتلاعب بصور العارضات

مجلات الموضة تنتفض على معايير النحافة والتلاعب بصور العارضات
14 مايو 2012
انشغل عالم صناعة الجمال والموضة والمجلات العالمية المتخصصة بالتحولات «المفاجئة» بشأن التوقف عن نشر صور العارضات الصغيرات ممن تقل أعمارهن عن 16 سنة، والذي ترافق مع ظهور الكثير من المطالبات التي تتعلق بصور العارضات والإعلانات المشجعة على أنماط جمال باتت تعتبر تهديداً لصحة الفتيات، مثل الإفراط في النحافة وغيره. أبوظبي (الاتحاد) - لعل أبرز التغييرات التي طرأت على توجهات مجلات الموضة، وما أعطاها بُعداً عالمياً، هو تعهد رؤساء تحرير الطبعات الـ 19 الدولية لمجلة «فوج» الشهيرة باستخدام ما اسموه «عارضات يتمتعن بحالة صحية، ولا تقل أعمارهن عن 16 سنة، في محاولة لتغيير نهج تعامل عالم الموضة مع صورة الجسد». مطالب مهنية ضمن القواعد الجديدة التي التزم بها رؤساء التحرير هؤلاء، الطلب من وكالات إعداد العارضات عدم إرسال عارضات تحت السن - أي أقل من 16 سنة، ومطالبة مديري الإنتاج بالتحقق من بطاقات هوية العارضات قبل جلسات التقاط الصور. وقالوا أيضاً إنهم يشجعون تأمين ظروف عمل صحية وراء الكواليس، بما في ذلك الخيارات الغذائية. كما سيعملون على تشجيع مصممي الأزياء دون إلزامهم من أجل الأخذ بالاعتبار نتائج وتبعات استخدام وتجريب قياسات صغيرة غير واقعية من الأزياء التي تشجع بدورها نماذج العارضات المفرطة في النحافة. ولم تأت هذه الموافقات من فراغ، فمنذ بعض الوقت بدأ حراك واسع في هذا الوسط يعبر عن مطالب نوعية تشي بدورها أن شيئاً ما بدأ يحصل أو سيحصل عما قريب؛ ففي فبراير الماضي أطلق ما يسمى «تحالف الموضة» الذي أنشأته عارضات الأزياء في نيويورك في شهر فبراير الماضي، حملة من أجل تحسين ظروف عمل العارضات. وقال التحالف إنه يرحب بخطوة مجلات «فوج»، واصفاً إياها بالمؤثرة والرائدة، ومعرباً عن أمله بأن مجلات أخرى ستحذو حذوها. وكان التحالف قد أجرى دراسة حديثة شملت 241 من عارضات نيويورك، ونشرها على موقعه على شبكة الإنترنت وفيها وجد أن 54,7 في المائة من العارضات كن بدأن العمل في أعمار تتراوح بين 13 و16 سنة. وقال أربعة وستون في المائة إن وكالاتهن طلبت منهن إنقاص الوزن. وقد صرحت بعضهن بأن اضطرابات الأكل ليست غير شائعة في أوساط العارضات، بينما أفادت عارضات أخريات بتفشي تعاطي المخدرات في مكان العمل. وقالت أكثر من ثلثي العارضات إنهن يعانين القلق والاكتئاب. تأثير واسع ينتظر أن يكون لتوجه مجلات «فوج» تأثير واسع في عالم المجلات، نظراً للتأثير الواسع الذي لعبته هذه المطبوعات على أكثر من صعيد. ويذكر أن مجلة «فوج» التي تملكها شركة «كوندي ناست» كانت قد بدأت صدورها في عام 1892 على يد أرثور تورنور، كمطبوعة أسبوعية في الولايات المتحدة، ثم تطورت إلى مجلة نصف أسبوعية وأصدرت أول طبعاتها وراء الحدود في العشرينيات من القرن الماضي، انطلاقاً من بريطانيا ثم إسبانيا فإيطاليا ففرنسا. وشهدت المجلة انعطافة رئيسة في الستينيات من القرن الماضي مع قدوم ديانا فرينلاند، رئيسة لتحريرها، حيث بدأت المجلة تتوجه للشباب من خلال التركيز على الموضة الجديدة وعلى محتويات مقالات التحررية. وفي عام 1973 أصبحت «فوج» مجلة شهرية على يد رئيسة التحرير جريس ميرابيلا، وقد وصفت في بعض المراجع بأنها «مجلة الأزياء الأكثر تأثيراً في العالم». والواقع أن ما يدعو إلى انتظار المزيد من التغيرات في دنيا الموضة ومعاير الصحة والجمال لا يقتصر فقط على سياسة «فوج» الجديدة، بل لأن حراكاً آخر بدأ في أكثر من جبهة ويصب في الأهداف ذاتها. وقد كتبت صحيفة «لوموند» الفرنسية تحقيقاً عن واحدة من الحملات التي تشارك بها مراهقات ناشطات يعترضن على استخدام عارضات تحت السن، ويطالبن بتشجيع صور الأشخاص الذي يتمتعون بصحة جيدة. ومن هؤلاء الناشطة جوليا بلوم، البالغ عمرها 14 سنة، وهي طالبة من مدينة «مين» وتحولت إلى قائدة لطابور انتفاضة ضد القواعد المتبعة حالياً في صناعة الموضة والجمال. وبلوم هي واحدة من الفتيات المراهقات التي لا تحلم بأن تشبه العارضات الخالدات اللاتي يظهرن على الورق المصقول للمجلات. عريضة داعمة ما جعل بلوم تستقطب الأضواء أكثر هو تنظيمها حملة تواقيع على عريضة مؤيدة للتحول الجديد في هذا القطاع. وقد أثارت الانتباه، خاصة بعدما بعثت لمكاتب مجلة «سفنتين» في نيويورك عريضة تطالب بوضع حد للاستعمال المبالغ فيه للقطات المصورة التي أخضعت لتعديلات (رتوش) ونشر كليشيهات عن الأشخاص «العاديين». وبصفتها مدونة على موقع «سبارك» منذ أكثر من عام، وهو موقع يدعو إلى الوقاية الجنسية والمعرفة ويكافح ضد جعل الفتيات الصغيرات مواضيع جنسية، وعرضت بلوم فكرة العريضة على زملائها المدونين الآخرين من المجموعة قبل أن تضع مشروعها قيد التنفيذ، لقد نشرت العريضة على موقع «تشينج . أورج». وتقول بلوم بلهجة متمردة، وهي تتصفح إحدى مجلات الأزياء إن «الفتيات الجميلات اللواتي نشاهدهن في هذه المجلات هن مزورات، في مجلة يمكن أن أكون أنا هدفاً لها (كشريحة قراء)، فإن ما أنتظره هو أن أرى فتيات عاديات يشبهنني». وتؤكد أن هذا الموضوع يثير نقاشاً حول العديد من المواضيع ذات الصلة، مثل اضطرابات الغذاء، وأنظمة الحمية، والكآبة وتراجع الثقة بالنفس. وينتظر أن يظهر قريباً دعم عدد من القوى لمثل هذه الانتفاضة؛ وفي مقابلة مع شبكة «أيه بي سي»، قالت رئيسة الجمعية الأميركية للاضطرابات ومشاكل السلوك الغذائي، لين جريف إنها تصر على الميزة الهشة التي تظهر فيها فتيات هذا العصر، مشيرة إلى أن العلاقة بين الإعلانات أو الصور في المجلات والاضطرابات والتغذية. وتسأل «ألا تنمي هذه الصور هذا النوع من الفوضى؟ هل تساعدهن على اكتساب أهمية أكثر والتحول إلى مرض زمني مزمن؟» طبيعية وافتخر خلال 15 يوماً تلقت عريضة بلوم نحو 62 ألف توقيع، كما أنها اجتمعت مع رئيسة تحرير مجلة «سفنتين» آن شوكيت. وعلى إثر لقائهما نشرت المجلة بياناً وعدت فيه أن تروج المجلة صورة الفتيات الصغيرات في نسختهن الأصلية المستقلة. ومجلة «سفنتين» المختصة بالفتيات في عمر المراهقة وكانت بدأت صدورها في عام 1944، ولكنها تعتبر المجلة الأميركية الأولى من نوعها الموجهة لهذه الفئة العمرية لسنوات من 14 إلى 21، وكانت بدأت مرحلتها الأولى بحث الفتيات أن يصبحن نماذج صالحة للعمل والمواطنة، ثم عادت واتخذت دوراً أكبر في مجال الموضة والشؤون الرومانسية، إضافة إلى أبواب الجمال والصحة والحياة اليومية. وتقول بلوم وهي تعبر عن رغبتها في مواصلة كفاحها «نأمل أن تؤدي هذه الخطوة الصغيرة إلى تغير أكبر وتشجع ربما مجلات أخرى على اتباع الطريق نفسه سيكون ذلك رائع حقاً». هناك مجلات وأسماء كبيرة في عالم الموضة أو الجمال ممن قررن التوقف عن إجراء رتوش حاد على الصور لصالح مبدأ «طبيعية وافتخر بذلك»، وفق ما جاء في الموقع الأميركي «صالون». وهذا ينطبق تحديداً على المجلة نصف الأسبوعية الألمانية «بريجيت»، التي تعتبر جوهرة المجلات النسائية وراء نهر الراين التي أعلنت منذ عام 2010 بأنها ستكف عن استخدام العارضات المهنيات، مفضلة فسح المجال أمام القارئات «اللاتي لديهن هويتهن»، وفق ما قالت حينه رئيسة تحريرها آندرياش ليبيرت. وإدخال تعديلات أو رتوش على الصور كان ولا يزال واحداً من الثوابت الرئيسة التي اعتمدت عليها مجلات الموضة والجمال على نطاق واسع، سواء لأجل تقديم صور عارضاتها أو لتحسين جودة إعلاناتها، وهي في حقيقة الأمر نوع من الغش عندما يكون يسمح بأن تقدم صورة مثالية خالية من العيوب. الحد من التعديلات بدأت الموجة الجديدة تنسحب على الكثير من المجلات. ومؤخراً قامت الطبعة الأميركية من مجلة «جلامور» بإجراء استطلاع مسحي لمعرفة رأي قرائها حول متى يصبح تعديل الصورة مبالغاً فيه؟ ووفقاً للنتائج التي أعلن عنها في فبراير الماضي بعد مسح بحثي شمل نحو ألف قارئة، فإن 43% فقط من النساء يتقبلن قيام مجلة ما بإدخال تعديلات على كليشيهاتها، وفقط 30% يوصين بذلك في الإعلانات. وكتبت سيندي لييف رئيسة تحرير الطبعة الأميركية من مجلة «جلامور» إنه «مثلما بينت بشكل واضح ردود فعلكن وتعليقاتكن، فإن للرتوش حدوداً - يجب معرفة هذه الحدود. قلتن إنكن لا ترغبن بعد الآن بسحب التفاصيل مثل الندوب والنمش من الكليشيهات، ونحن متفقون». وطالت الحملة على التعديلات كذلك صور أدوات وماركات التجميل التي تحولت بدورها إلى جزء من النقاش في السوق، ولدى المعنيين مثلما حال مكياج الأساس «ميك آب فورافر» التي جاء في أحد إعلاناتها «أنتم تنظرون إلى الإعلان الأول للمكياج غير الخاضع للتعديل». وفي نهاية عام 2011 قررت الهيئة الأميركية للإعلانات «ناشيونال آد ديفيزين» منع الصور المعدلة في إعلانات مواد التجميل. وفي المملكة المتحدة حظرت «هيئة معايير الإعلانات» في غضون الأشهر الاثني عشر الماضية إعلانات ماركة «مايبيلين» و»لانكوم» بسبب ما أسمي «التعديلات المبالغ فيها»، التي كانت توضع على صور عارضة كريستي تورلينجتون والممثلة جوليا روبرتس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©