السيد حسن (ضدنا)
شيّع أهالي منطقة ضدنا والمناطق المتاخمة لها في الفجيرة عصر أمس، جثمان الشهيد محمد سعيد الحساني، شهيد الواجب الوطني الذي استشهد في شبوة في اليمن، إثر خلل فني في مروحية أجبرها على الهبوط اضطرارياً، ما أسفر عن استشهاد 4 من جنود الإمارات البواسل الذين يحاربون قوى الشر من الحوثيين والمخلوع صالح؛ بهدف إعادة الحق إلى أصحابه في اليمن.
وشهد تشييع جنازة الشهيد الحساني، جمْع غفير من المواطنين والمقيمين في منطقة ضدنا ودبا ورول ضدنا وشرم والبدية، وغيرها من المناطق القريبة، وأدى الأهالي صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في جامع ربيعة بن عامر، ومن ثم ساروا به إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة ضدنا وسط مشاعر الحزن والفخر للأهل والمنطقة باستشهاده في أداء واجبه الوطني.
والشهيد محمد سعيد الحساني التحق للعمل في القوات المسلحة عام 1995، وعمل في اليمن ضمن قوات التحالف العربي منذ عام ونصف العام، وهو أب لـ 6 أبناء، وهم راشد 15 سنة، وعبد الرحمن 10 سنوات، ومريم 9 سنوات، وسعيد 8 سنوات، وإبراهيم 7 سنوات، وعبد الله 5 سنوات، ويبلغ عمره 39 عاماً قضى جلها في خدمة الوطن في مواقع عدة داخل الدولة وخارجها كما في اليمن.
عاش صادقاً خيّراً
وقال علي سعيد الحساني، شقيق الشهيد: «إننا لا نقول ما يغضب الله، ولكننا نشعر بالحزن الشديد لفراق الشهيد محمد، وفي الوقت ذاته نشعر بالفخر بأن يكون لنا شقيق شهيد ضحى كما ضحى الآخرون من أجل الإمارات، ومن أجل أن نحيا نحن في استقرار وأمان».
وأضاف: «أخي كان مثال الشرف والأخلاق الرفيعة، لم نر منه يوماً مكروهاً، ولم نر في أخلاقه عوراً، ولم يكن من هذا الصنف من الناس الكذابين والمغرورين، بل كان صادقاً كل الصدق ومتواضعاً كل التواضع، وكنا نسعد عندما يأتي في إجازة فنجتمع جميعاً في بيت الوالد، نقص ونحكي الذكريات، فنسعد باللقاء أيما سعادة وفرح».
وقال راشد سعيد الحساني: «اليوم حزين، ولكن حزنه له مذاق آخر، حزن مشروع للفراق، وبهجة رائعة للشهادة التي نالها أخي، وكلنا فداءً للإمارات، فقد بنى أبناء الإمارات وبسواعدهم وطناً فتياً، بفكر قادته وما بذلوه من عطاء، وما علينا إلا أن نصون هذا الوطن بأرواحنا من كل معتدٍ، تراوده نفسه أن ينزع ثروته ومكتسباته واستقراره وأمنه وعدالته من بين أيدينا، لهذا نحن في اليمن، نعمل على إعادة الحق لأصحابه، ولو بقى منزوعاً لضيقوا علينا وانتزعوا حقوقنا في وطننا». وأكد الحساني: «كلنا الوطن، وكلنا خليفة، وما علينا إلا أن نضحي ونضحي، وفي الدنيا والآخرة خير الجزاء، ولا جزاء أفضل وأرقى من الشهادة في سبيل الله».
أخلاق طيبة
من جانبه، قال راشد سالم الحنطوبي ابن خالة الشهيد: «رحم الله الشهيد محمد، فقد كان مثالاً يحتذى به في عائلتنا الكبرى، وكان على خلق، ولم نر منه شيئاً معيباً، ولم يكن منفراً ولا نماماً ولا مخلاً، بل كان رجلاً فاضلاً يعرف الواجب، وهو شديد الالتزام في حياته ومواعيده، وكان وسطياً في تدينه مقبولاً من الجميع، رحم الله ابن خالتي، وقد منحنا درساً في الوطنية وفداء الوطن بالروح، لقد أثر فينا غيابه عنا، ولكن مكانته الآن إلى جوار ربه حياً، تجعلنا سعداء جداً».
والد الشهيد: نضحي بكل غالٍ ونفيس من أجل رفعة الوطن وعزته
قال والد الشهيد سعيد الحساني: «كلي فخر واعتزاز وشموخ لاستشهاد ابني محمد، ولو كتب لي الله لدفعت بأبنائي جميعهم في خدمة الوطن وقادته العظام، كلنا الإمارات، وكلنا زايد، وكلنا خليفة، وكلنا محمد بن زايد، لن نتوانى عن خدمة الوطن مهما كانت التضحيات بالدم والروح». وأكد سعيد الحساني لقد جاء الوقت لنضحي من أجل الوطن، ولن نكون صغاراً أبداً، فنحن كبار في القول والفعل، وتربينا على يد زايد الخير أن نكون كذلك، ولن نخذل ضميرنا حتى لو كانت أعمارنا هي الثمن، فليس هذا بكثير على وطن منحنا الهوية، وأسدى لنا قادته جزيل المعروف. وأضاف: «ابني في الجنة إلى جوار ربه الكريم، فهل نحزن على من ذهب إلى جنات الله، وكلنا أمل ورغبة في أن نضحي بكل شيء من أجل أن يقف الوطن ثابتاً شامخاً في عزة وكبرياء».
مفتي مصر يعزي في شهداء الواجب
أحمد شعبان (القاهرة)
نعى الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، جنود الإمارات الذين استشهدوا إثر تحطم مروحيتهم في اليمن خلال تأديتهم مهمتهم في إطار التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين.
وتوجه مفتي مصر بخالص العزاء والمواساة لدولة الإمارات الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً في هذا الحادث الأليم، ودعا المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بموفور رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان.
عدد اليوم
