الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت قرطبة... والنقطة صفر!

31 يوليو 2010 21:27
لقد أطلق اقتراح إنشاء مركز اجتماعي إسلامي اسمه "بيت قرطبة" على مسافة قريبة من موقع مركز التجارة العالمي شلالاً دافقاً من العواصف والعواطف. وقد وصفت "نيويورك تايمز" بعض الخطابات التي صدرت بأنها "تعليقات سامة تثير المسلمين ضد المسيحيين، وأتباع «حفل الشاي» ضد الليبراليين المتعصبين، وأهالي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر ضد بعضهم بعضاً". وقد طرحت المشروع المقترح "مبادرة قرطبة"، وهي منظمة في نيويورك تركّز على تحسين العلاقات بين المسلمين والغرب. ويصف المنظمون "بيت قرطبة" على أنه "مركز اجتماعي له برامج إسلامية وعلمانية وأخرى حول تقوية العلاقات بين الديانات". وعلى رغم أنه يوصف أحياناً بالمسجد لأنه سيحتوي على مصلّى إسلامي، إلا أن "بيت قرطبة" سيكون فضاءً عامّاً يحتفل بإنسانيتنا المشتركة ويشجّع التناغم الاجتماعي. وتبدو هذه الرسالة مصلاً ممتازاً مضادّاً للحقد والغضب اللذين يذكيان نار الخوف والعنف. ولكن من المفارقة حديث معارضي المركز عن مخاوف من الإرهاب. لأن هؤلاء المعارضين يتجاهلون -أو يجهلون- حقيقة أن من يدبرون الأعمال الإرهابية، أو يدعون إليها، يخالفون تعاليم الإسلام، وهذا هو سبب إدانة هجوم 11 سبتمبر، بشكل لا لبس فيه، من قبل جميع علماء المسلمين والمنظمات والدول الإسلامية. ولا يحتاج المرء إلا أن يضع في محرك البحث الإلكتروني عبارة مثل "التصريحات الإسلامية ضد الإرهاب" أو "المسلمون يدينون الإرهاب" ليقرأ عينة من الإدانات العديدة الصادرة عن المسلمين في كافة أنحاء العالم. إن ربط الإسلام الحنيف، وهو ديانة ينتمي إليها ما يزيد على مليار إنسان في كافة أنحاء العالم، بالإرهاب الذي ترتكبه مجموعة بالغة الصغر من المتشددين والمضللين أمر سخيف، دون شك. ولعل الرقم القياسي في السخافة قد حطمته تلك اليافطات التي ظهرت في إحدى التظاهرات قرب موقع "بيت قرطبة" وقد كُتب عليها "بناء مسجد عند النقطة صفر هو مثل بناء تمثال لتكريم هتلر في أوشفيتز"! وقد سكبت سارة بالين، المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، الوقود على النار عندما طلبت من المسلمين الذين "يسعون للسلام" أن يحتجّوا على بناء هذا المركز. إلا أنها فشلت في بلوغ حجم حقد مارك ويليامز، الزعيم السابق لما يسمى "Tea Party Express"، وهي منظمة تشكّل مظلّة لعدة جماعات من أتباع حركة "حفل الشاي"، الذي أغضب المسلمين في كافة أنحاء الولايات المتحدة عندما ادعى على موقعه الإلكتروني أن المركز سيشكّل نصباً لإرهابيي الحادي عشر من سبتمبر! ويجب علينا بالطبع الحفاظ على ذكرى مأساة الحادي عشر من سبتمبر، وأن نحترم مشاعر من فقدوا أحباءهم في ذلك الهجوم. ولكن ذلك لا يعني أن نستسلم كليّاً لأعمال الإسلاموفوبيا وإثارة المخاوف من المسلمين. وقد أثار تعليق في "نيويورك تايمز" هذه المخاوف عندما قال: "حيثما تتواجد المساجد يتواجد المسلمون، وحيثما يتواجد المسلمون تتواجد المشاكل". وتعترض باميلا غيلر، وهي واحدة من أكبر معارضي "بيت قرطبة" على إنشاء المركز الاجتماعي الذي سيرتفع 13 طابقاً، لأن ذلك يمكّن رواده من النظر من طوابق المبنى العليا إلى "النقطة صفر". ووفق منطق "غيلر" فإن بناء الكنائس بالقرب من مبنى "ألفرد موراه" في أوكلاهوما سيتي يجب منعه. لأن تيموثي ماكفي، الذي أُدين بتفجير شاحنة متفجرة أمام مبنى "ألفرد موراه" عام 1995، تأثر، في النهاية، بحركة الهوية المسيحية. ولحسن الحظ أن أصواتاً منطقية عاقلة، مثل صوت الحاخام دارين ليفاين من مشروع الطائفة اليهودية في مركز المدينة، ورجل الكونجرس جيرولد نادلر ("ديمقراطي" من نيويورك) ورئيس منطقة مانهاتن سكوت سترنغر، تقوم وبشكل مثابر بشجب مخاوف كهذه. ولكن عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ لخّص الموقف على أفضل وجه بقوله: "تكمن عظمة أميركا، ونيويورك بالذات، في أننا نرحب بالجميع. تعتبر الحرية في ممارسة دينك واحداً من الأسباب الحقيقية لتأسيس أميركا". برفيز أحمد أستاذ بجامعة شمال فلوريدا ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©