الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم ربيعية متأثرة بواقعية «جورجيا أوكيف» وإيحاءات العلاج بالألوان

تصاميم ربيعية متأثرة بواقعية «جورجيا أوكيف» وإيحاءات العلاج بالألوان
14 مايو 2012
“فقط المرأة التي لا تعرف كيف تتأنق هي من تخاف من الألوان”؛ بهذه العبارة دافع الفرنسي المبدع أليكسيس مابيل عن مجموعته المثيرة لأزياء الهوت كوتور (فن الخياطة الراقية) خلال أسبوع باريس لموضة موسمي ربيع وصيف 2012، والتي ظهرت بتشكيلة زاهية من الألوان الجذابة التي عبرت عن قوة الشغف وحرارة المشاعر لدى المصمم الشاب الذي أطلق مجموعة من وحي لوحات الأميركية جورجيا أوكيف، ومتأثرة بمبدأ العلاج بالألوان. أزهار البياتي (الشارقة) - قدمت معظم دور الأزياء الكبرى عروضها الشيقة لأزياء الهوت كوتور من على منصات باريس مظهرة عدة تشكيلات لافتة، وجريئة، ومتميزة من الموديلات المبتكرة الراقية، وبينما جنح فيها البعض بخياله ليحلق بعيدا في سماء المعاصرة والحداثة، فضل البعض الآخر الالتزام بخط الأناقة الكلاسيكية والعودة إلى الأنوثة والرومانسية، ومنهم المصمم أليكسيس مابيل، الذي بقي على طرازه المعهود في التصميم وفن صناعة الموضة والجمال. محاكاة الواقع جاءت المجموعة الربيعية بإيحاءات معبّرة استقاها مابيل من مفهوم العلاج بالألوان، مستلهما عناصرها من عبارات كتاب المؤلفة مارسيل بروست، والتي تحدثت فيها عن العلاقة الكيميائية بين الألوان والمرأة، وكيف تستطيع من خلالها أن تعيش الفرح وتستمتع بالحياة، لتظهر كامل التشكيلة بأسلوب المصمم المعروف، وانحيازه الدائم نحو الخطوط التقليدية والشكل الكلاسيكي في موضة الأزياء، وكأنه أبى أن يخيب ظن جمهور عشاقه ومحبيه الذين جاؤوا ليحتفلوا معه في موسمه الجديد، لتخرج عارضاته الجميلات بطراز مبتكر ومظهر مثير، أثار دهشة الحضور وزاد من حماسهم، مترقبين المشهد البديع المعروض أمامهم. ويتوالى ظهور الصور واللوحات الملونة التي رسمها مابيل بخياله المجنون وأنامله الساحرة، مسافرا بهم بعيدا إلى مطلع العشرينيات من القرن الماضي، حيث اشتهرت آنذاك ريشة الرسامة الأميركية جورجيا أوكيف، والتي تنتمي لمدرسة محاكاة الواقعية في الفن، لتبعث لوحاتها روحا متمردة وعاطفة ترجمتها برسمها زهورا متفتحة بألوان ثائرة وقوية، ما حدا بالمصمم أن يحذوا حذوها متأثرا بموهبتها وفنها اللافت، ليلون وجوه عارضاته ويغطي ملامحهن بالكامل، مكللا رؤوسهن بالورود الكبيرة، وهن متشحات بقطع وموديلات أنيقة تنسدل على القوام بانسيابية وأريحية، تؤطرها قصّات كلاسيكية بسيطة ونظيفة. لمسات الأنوثة فضل مابيل أن يختزل باقته الملونة من خلال 21 تصميم وموديل، اعتمد فيها كل لمسات الرومانسية والأنوثة، ليضمنها جملة من القطع، لعب فيها الفستان دور البطولة بلا منازع، مع طقم يتيم واحد لبنطلون وجاكيت رسمي، وليأتي عرضه المثير هذا بكل أنواع الفساتين القصيرة والطويلة منها، مظهرا فستان السهرة بطوله الماكسي والمدي على حد سواء، مركزا بشكل خاص على اعتماد القصّات شبه الفضفاضة ذات الخطوط الانسيابية التي تحقق لمن ترتديها عنصري الراحة مع الحرية أثناء الحركة والمشي، حيث تكرر ظهور طراز فستان الفراشة والحورية، مع بعض الكلوشات الواسعة، والجوبات المستقيمة الضيقة، لينفذها جميعا بمهارة وتفنن لافت، مستخدما خامات وأقمشة غنية وراقية خدمت بنات أفكاره وجسدت روح تصميماته بشكل فعال، منها على سبيل المثال الشيفونات الناعمة، الدانتيلات المحبوكة، والأتوال الشفافة، والكريبات المطواعة، والأورجنزا الشانجان، والجرسيه المطاط، والساتان اللامع، مع بعض من الريش المتطاير هنا وهناك. ألوان الأحجار الكريمة ولناحية الألـوان تميزت مجموعـة تصميمات مابيل الأخيرة بظلال ودرجات لونية قوية وساطعة، فيها رونـق مدهش وقـوة آسـرة، لتأتـي وكأنها محاكة واقعية واقتباس حقيقي لطبيعة ألوان الأحجار الكريمة وسحرها الغامض، وقد ظهر منها مثلا الأحمـر الياقوتي، والفوشيا الروبي، والأخضر البريدوت، والأزرق الزفيري، والأزرق التركوازي، والبنفسجي الإميثيتس، والأصفر الكهرماني، مع البرتقالي العقيقي، والذهبي المعدني، أما الأكسسوارات فقد ظهرت بشكل مقنن ومدروس دون مبالغة أو بهرجة زائدة، مقتصرة فقط على وجود بعض الأحزمة المعدنية المرصعة بالستراس، وشيء من البروشات والدبابيس المزخرفـة بالكريستال، مع شرائط حريرية مربوطة بعقد وفيونكات أنثوية بريئة وجميلة لحد بعيد، بالإضافة إلى كعوب حريرية براقة احتضنت أنامل العارضات بأناقة. في المحصلة فقد اختتم مابيل عرضه الفني للخياطة الراقية، بشكل مترف، أنيق، وناجح، ملتزما بخطه الكلاسيكي الذي عرف به، وبأسلوبه الرومانسي الحالم الذي ترجمه عمليا، من خلال باقة ملونة من الأزياء الزاهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©