تابعت باهتمام كل ما قيل وصرح به وما تم نشره حول غياب أو تغييب الحكم الكروي العربي صافرة وراية عن نهائيات المونديال·· وأود القول إن غياب أو تغييب التحكيم العربي (ولا فرق بين الاثنين) لم يقتصر على مسابقة المونديال الألماني الأخير عام ،2006 وربما المونديال الجنوب أفريقي القادم عام ،2010 بل شمل العديد من مونديالات الناشئين والشباب ومونديالات الأندية والسيدات وكرة الصالات·
وتواجدنا التحكيمي العربي في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين الماضي لم يقتصر على المونديال الفرنسي 1998 بأدواره النهائية جميعها (المباراة النهائية ومباراتا الدورين ربع ونصف النهائي) بل شمل المونديال الأميركي الذي سبقه عام ،1994 والكوري الياباني الذي تلاه عام ·2002
كما تواجد حكمنا العربي أيضاً وبقوة وجدارة في المباراة النهائية ومباراة الدور نصف النهائي لبطولة أندية العالم أكثر من مرة منذ انطلاقتها الأولى في السعودية وانتهاء باليابان·· وأن أكثر من حكم وحكم مساعد عربي تواجد مرة في المباراة النهائية لمونديال الشباب في ماليزيا، وفي الأدوار النهائية لمونديالات الشباب والناشئين ولأكثر من مرة·· وتلك حقائق مؤكدة وموثقة في سجلات الفيفا ·· وما قيل ويقال إن تحكيمنا الكروي العربي أداء ومستوى قد تراجع وانتهى واندثر باعتزال بوجسيم وبلقولة والغندور أمر لا أتفق فيه مع أحد·· فلقد تواجد معهم أو قبلهم وبكفاءة عالية كل من جمال الشريف وناجي الجويني وسعد كميل وجاسم مندي وغيرهم·· وبالتأكيد فإن بإمكان من يتواجد حالياً بعدهم في ساحتنا التحكيمية العربية منافستهم جميعاً لو تم ويتم توفير نصف ما تم تقديمه للغندور وبوجسيم وبلقولة من دعم ومساندة وفرص تحكيم كثيرة تجاوزت حدود قارتينا الأفريقية والآسيوية إلى العديد من البلدان والقارات الأخرى·· وتلك حقائق موثقة بأرقام ووقائع·
وإذا كنت ضد ما يقال ويشاع عن عنصرية مرفوضة تواجه حكمنا العربي·· فإني أود القول إن مواهبنا التحكيمية العربية تتواجد بشكل دائم إذا تمت الثقة بها أولاً داخل محيط كل قطر من أقطارنا العربية·· وإذا تم تحديث أفكار وأساليب التطوير التحكيمي في جميع اتحاداتنا الكروية العربية دون استثناء·· إضافة إلى توفير كل وسائل الدعم والمساندة والتقييم العادل والمنصف لمن يستحق منهم التواجد المستحق في الأدوار النهائية في كل المسابقات القارية والدولية·
وبعد··· فهذا ما أردت قوله صدقاً وصراحة من خلال خبرة طويلة مع التحكيم العربي امتدت سنين وسنين··!
فاروق بوظو
عدد اليوم
