انتهاء العمل بمركز لتأهيل المعاقين في فلسطين

انتهى العمل بأكبر مركز لتأهيل المعاقين في فلسطين، حيث قدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر أكثر من نصف تكاليفه البالغة ثلاثة ملايين دولار، وأشرفت عليه ''الهلال الأحمر'' الإماراتية· ويعد المركز الذي أطلق عليه اسم مركز الشيخة فاطمة لتأهيل المعاقين أكبر مركز في فلسطين، حيث يستوعب أكثر من 200 معاق مرة واحدة يقدم لهم التعليم المهني والأكاديمي المجاني إلى حين تخرجهم ثم يستقبل أعداداً أخرى لينالوا نصيبهم من الخدمات التي يقدمها هذا المركز· وقد تسلم محمود الهباش وزير الشؤون الاجتماعية والزراعة الفلسطيني المركز، الذي يقع في بلدة ''بيت امر'' القريبة من مدينة الخليل في احتفال أقيم لدى انتهاء العمل به قبل أيام، حيث كان برنامج الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية يتوليان الإشراف على تنفيذ المشروع· وثمن محمود الهباش موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وهيئة ''الهلال الأحمر'' الداعم للشعب الفلسطيني في جميع المجالات وفي كل المناسبات· وقال في تصريح له عقب تسلم وزارته مركز الشيخة فاطمة لتأهيل المعاقين بمدينة الخليل بالضفة الغربية إن هذا المركز يعد شاهداً آخر من شواهد عمل الخير والدعم والمساندة الذي استمرت دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديمه لأبناء الشعب الفلسطيني ولمؤسساته المتعددة· ويعد هذا المركز الأول من نوعه في المنطقة، حيث قدمت سمو الشيخة فاطمة مليوناً ونصف المليون دولار لتنفيذ مشروع بناء المركز، وقامت هيئة الهلال الأحمر بالاتفاق مع برنامج الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية للإشراف على تنفيذه، حيث يقع المركز، الذي استغرق العمل به سنتين، في بلدة بيت امر الفلسطينية على الطريق بين مدينتي بيت لحم والخليل وليخدم سكان المدينتين اللتين يبلغ عدد سكانهما نحو نصف مليون نسمة· ويستوعب المركز، الذي يتكون من مبنى من ثلاث طبقات، نحو مائتي معاق مرة واحدة· وقد أقيمت داخل المركز ورش عمل وفصول دراسية تقدم لهم العلوم التكنولوجية والحياتية والمهن التي يستطيع المعاق القيام بها· وأبلغ داوود الدويك وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطيني المساعد وكالة أنباء الإمارات في اتصال هاتفي بأن الشعب الفلسطيني خاصة المعاقين لن ينسوا هذه المكرمة الإنسانية التي قدمتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والتي تطال فئة من المجتمع فرضت عليها الظروف ان تظل بمنأى عن الانخراط في عملية التنمية، غير أن أهل الخير والمحسنين يتحسسون دائماً المواقع التي تحتاج إلى العون والمساعدة ليقدموا لها الفرصة في الحياة والعيش الكريم والاعتماد على النفس والاندماج في المجتمع· وأكد الدويك أن استجابة الإمارات لتنفيذ مشروع الشيخة فاطمة لاقت كل تقدير واحترام على المستويين الفلسطيني والدولي، وأن الهيئات الدولية تقدر لسمو الشيخة فاطمة ولهيئة الهلال الأحمر الإماراتية هذا العمل الإنساني الكبير، مشيراً إلى أن الإمارات تساهم في أكثر من 70 بالمائة من مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين والعالم العربي، وهو ما أوجد للإمارات رصيداً كبيراً من الاحترام الدولي على جميع المستويات· وأوضح أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي رائدة العمل الخيري في الإمارات وفي الوطن العربي وأن اهتمامها بفئة المعاقين وتوفير سبل الدعم لهم يعبر تعبيراً صادقاً عن الروح الإنسانية التي تتحلى بها سموها، مشيراً إلى أن هذا المركز أنقذ المئات من المعاقين والمصابين، حيث يوفر لهم سبل التعليم في ورش عمل ليلحقوا بركب إخوانهم الأصحاء· وأضاف أن البناء في هذا المركز قد انتهى وجارٍ الآن استكمال تزويد المركز بالمعدات والأجهزة الإلكترونية التي تمكن المعاق من تلقى العلوم والمهن بأسرع وقت ممكن· وقدر عدد المعاقين الذين سيخدمهم مركز الشيخة فاطمة بنحو 20 ألف معاق معظمهم يعانون إصابات دائمة ويشكل هذا العدد نصف المعاقين في فلسطين· من جانبه، قال خالد شهوان ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين بالنيابة إن مشروع المركز يعد من أكبر المشاريع المتخصصة التي أشرف على بنائها البرنامج في المدن الفلسطينية من حيث الحجم ومن حيث قدرته على استيعاب الأعداد الكبيرة من المعاقين· وأوضح في تصريح لــ''وام'' بأن المركز يقوم على مساحة قدرها ألفي متر مربع ويقع في بلدة بيت امر على الطريق بين مدينتي الخليل وبيت لحم بهدف استفادة المعاقين في المدينتين وقراهما ومخيماتهما· وأوضح شهوان أن إقامة هذا المركز جاء في مكانه ووقته المناسبين، حيث الأعداد الكبيرة من المعاقين الذين ينتظرون بفارغ الصبر افتتاحه رسمياً بعد تاثيثة وتزويده بالمعدات والأجهزة اللازمة ليلتحق به المعاقون ولينالوا جزءاً من حقهم الطبيعي في العلوم الحياتية ليساهموا في رعاية أسرهم وإشغال وقتهم· وأشار إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تولي فئة المعاقين والأسر الأشد حاجة في فلسطين كل اهتمام ورعاية، وأن برنامج الأمم المتحدة ينفذ عدة مشاريع إنشائية وإغاثية في الأراضي الفلسطينية بتمويل من ''الهلال الأحمر'' الإماراتية والعمل جارٍ في إنجاز هذه المشاريع عما قريب·