الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ديسكفري» جزيرة السياحة البيئية في المنطقة الغربية

«ديسكفري» جزيرة السياحة البيئية في المنطقة الغربية
17 مايو 2011 20:00
تخرج جزر “ديسكفري” من عمق البحار وتطفو في موقع خلاب بالقرب من جزيرتي دلما” و”صير بني ياس” في المنطقة الغربية المقبلة على مستقبل سياحي لافت في أبوظبي. وبغناها بالكائنات البحرية تشكل الجزر الست مشروعا بكرا لمحميات طبيعية تضم آلاف الطيور والسلاحف والحيتان. وبإشراف من شركة “التطوير والاستثمار السياحي”، فإن المشهد هناك تحوطه الأبحاث العلمية الجارية على دراسة الأثر البيئي للمكان، الذي لم تشهد صخوره ورماله وماؤه أي تواجد بشري من قبل. جريدة “الاتحاد” زارت محيط جزر “ديسكفري”، وجالت عبر قارب خاص على أهم التفاصيل التي ترسم ملامح السياحة البيئية في الإمارة. على بعد 250 كيلومتراً من العاصمة يقع أكبر تجمع للثروات البحرية النادرة في المنطقة. والمشروع المنتظر الذي يعتبر جزءاً من “جزر الصحراء” الطبيعية يمكن الوصول إليه إما براً وإما جواً بواسطة الطائرات المائية التي تستغرق 50 دقيقة وتحط عند أقرب شاطئ مأهول. ومن هناك وعند إتمام مراحل الدراسات، فإن الفكرة المقترحة بأن يتم تجهيز قوارب صغيرة ملائمة لبيئة المكان تقل السياح إلى الجزر الست التي تتميز كل منها بطبيعة مغايرة شكلا ومحتوى. رحلة بحرية وسط أجواء طبيعية تحوطها زرقة البحر من كل اتجاه، ينطلق القارب بسرعة منخفضة مراعيا المياه قليلة العمق، والتي تكشف نماذج ملونة من الثروات المائية والنباتية بمئات الأصناف. وعلى بعد يتراوح ما بين 8 إلى 20 كيلومتراً، تطل الجزر الواحدة تلو الأخرى في مدة زمنية لا تتجاوز الرحلة البحرية فيها الـ20 دقيقة. والمنطقة المعروفة بـ “ديسكفري”، لم يسبق أن وطأتها قدم إنسان من قبل. وهي تتكون من 6 جزر طبيعية، وتشكل مواقع بكراً غنية بمختلف أنواع الكائنات الحية البحرية والبرية. وبالاقتراب منها شيئاً فشيئاً يتضح أنها مناطق تعشيش مثالية للطيور المقيمة والمهاجرة وللسلاحف. البداية مع جزيرة “جشة” التي تعتبر بيئة مثالية للسلاحف التي يطلق عليها اسم “منقار الصقر”. الموقع يخضع حالياً للأبحاث التي من شأنها أن تقرر ما إذا كان من الممكن أن يستوعب خطة تطوير متوافقة بيئياً. وفق حال أثبتت الدراسات أن هذا ممكن تشمل استخدام الطاقة الشمسية وتشييد المنشآت الخشبية وكل المظاهر الملائمة للسياحة البيئية. ومن هناك ننتقل إلى جزيرة “أم قصار” الموطن المحبب لطيور “الغاق” ذات اللون الأسود والتي تتغذى من الأسماك وتلعب دوراً بارزاً في النظام البيئي. هذه الطيور المقيمة في الإمارات، تتكاثر سنوياً ويصل عددها إلى 20 ألف طائر تشكل مع أبقار البحر والحيتان سيمفونية بيئية لا تتكرر. شعب مرجانية جزيرة “أم كركم” هي الموقع الوحيد الذي يتمحور حوله التفكير في إقامة مشروع سياحي، في حال أشارت الدراسات بالموافقة على ذلك. فالجزيرة تمتد في البحر على شكل حرف U بمساحة صغيرة لا تتجاوز 3 كيلومترات مربعة. الأمر الذي يجعلها مناسبة لتشييد شاليهات صديقة للبيئة ذات هياكل بناء طبيعية، قد تكون من سعف النخيل. وهي تعتبر جاهزة جغرافياً من حيث التكوين الطبيعي، غير أن الأبحاث جارية حالياً على حركة التيار حولها وارتفاع الموج. أما جزيرة “جابر”، فتكثر من حولها القيعان الصخرية والشعب المرجانية ومن الصعب الوصول إليها. وعليه فإنه من الأفضل الإبقاء عليها كما هي من دون أي تدخل خارجي، وحصر الاطلاع عليها من خلال القوارب الشراعية الحديثة. مع إمكانية القيام بالغوص في محيطها ومشاهدة الكائنات البحرية في مياهها التي تتصف بقلة العمق. والأمر نفسه بالنسبة للجزيرتين الرمليتين “أم خورة” و”علاقة” اللتين ينفع عندهما تنظيم الرحلات السياحية الاستكشافية للحياة تحت الماء. الصيد في الأعماق يذكر ناصر الشيبة مدير الشؤون البيئية في شركة “التطوير والاستثمار السياحي” أنه خلال السنوات القليلة الفائتة أجريت الكثير من البرامج البحثية لتوثيق سلوكيات التكاثر لدى الحيوانات المنتشرة في الجزيرة. ويقول: “نحرص على التأكد من أن كافة المشاريع تلتزم بالمعايير البيئية الصارمة، كما نؤكد على ضرورة إبقاء هذه الجزر كمحميات طبيعية مصانة بكل أحيائها البرية والبحرية”. ويوضح أن الأبحاث العلمية مازالت مستمرة في هذه المنطقة، ولن تقام في القريب العاجل أي مشاريع على الجزر، وإنما سوف يتم الحفاظ عليها لضمان بقائها موطناً لتكاثر الطيور والسلاحف. ويشرح أنه في حال أثبتت الدراسات إمكانية إقامة أي نوع من الخدمات السياحية في محيط الجزر المحمية، فإنه يمكن للسياح مشاهدة الطيور ومختلف مظاهر الحياة البحرية والبرية من على بعد. وتحت مراقبة مشرفين متخصصين بحماية الثروات البيئية. “لأن الجزر الست ليست مفتوحة حاليا أمام السياح وإنما يزورها الخبراء التي تتم الاستعانة بهم لأغراض بحثية من مختلف الجنسيات. ويورد الشيبة أن الشركة تنظر في طروحات جديدة وفريدة في الموقع، تتماشى مع سياساتها للاستدامة البيئية. ومن هذا المنطلق فإن بعض الأنشطة المحتمل تقديمها في المستقبل تشمل الصيد في أعماق البحار، خارج منطقة الحظر. والتي تمتد على مساحة 8 كيلومترات من جزيرة «صير بانياس» وكذلك الغوص إلى جانب حطام السفن المجودة حول جزر “ديسكفري” بالقرب من جزيرة “جشة”. طائرات وركاب وبالانتقال إلى “جزر الصحراء”، فهي وجهة سياحية طبيعية في الخليج العربي، تبعد 8 كيلومترات تقريباً من الشاطئ الغربي لأبوظبي. وتعتبر جزيرة “صير بني ياس” اللبنة الأساسية للمشروع السياحي الضخم، ويمكن الوصول إليها من البر الرئيسي عبر خدمة القوارب التي تؤمنها “جزر الصحراء”. كما يمكن الوصول إليها جواً عبر رحلات الطائرة البحرية التي تتسع لـ8 ركاب، ويجري تسييرها بالشراكة مع “إمباير للطيران”. أما الرحلات السريعة فيتم تنظيمها في عطلة نهاية الأسبوع من وإلى الجزيرة عبر طائرات “داش 8” التي تتسع لنحو 50 راكباً. تسيرها شركة “أبوظبي للطيران” وتستغرق 25 دقيقة من مطار أبوظبي. وعلى أهمية موقعه الطبيعي المحاط بالثروات من كل اتجاه، فإن مشروع “جزر الصحراء” تتم إدارته بدقة فائقة واحترام ليس فقط لحماية العناصر البيئة من حوله، وإنما حفاظاً على مفردات الثقافة والتراث والتقاليد المحلية. ويلعب المشروع دوراً فاعلاً في توفير الدعم الاقتصادي للمنطقة الغربية في أبوظبي، من خلال توفير فرص التوظيف والتعليم والاستثمار. جزيرة “دلما” هي رمز حقيقي للتراث الإماراتي العريق. تعكس أسلوب الحياة العربية الأصيلة في بيئتها الحقيقية، وتبعد 32 كيلومتراً عن ساحل أبوظبي، فيما تبلغ مساحتها 33 كيلومتراً مربعاً. ويقال إن اسم “دلما” مشتق من عبارة “دلو ماء”، وهي العبارة التي كانت تتردد كثيراً على ألسنة تجار البحر، الذين اعتادوا التوقف في الجزيرة للحصول على المياه العذبة. وتشير الخرائط القديمة إلى الجزيرة باسم “جزيرة اللؤلؤ”، إذ كانت من أشهر مراكز صيد وتجارة اللؤلؤ في الخليج العربي. أما تاريخ “دلما”، فهو موغل في القدم، وقد استوطنها البشر للمرة الأولى قبل 7 آلاف عام. وهي تفتخر بأنها أقدم موطن مأهول بالسكان في الدولة. وكانت تحتوي على 200 بئر من المياه العذبة التي لطالما نقلت بحراً من “دلما” إلى أبوظبي حتى خمسينات القرن الفائت. وبهدف تحقيق الاستدامة الاجتماعية وتطوير القوى العاملة القادرة على المنافسة، تم افتتاح “مركز جزر الصحراء التعليمي” في الجزيرة. وكان باكورة المشاريع التطويرية، إذ يوفر لسكان الجزيرة التعليم والتدريب اللازمين للمساهمة في قطاع السياحة المتنامي، داخل الجزر وخارجها. الطاقة البديلة تسعى شركة “التطوير والاستثمار السياحي” إلى جعل مشروع “جزر الصحراء” نموذجاً للتنمية المستدامة التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس باحتياجات المستقبل. وقد خضعت المخططات التنظيمية بشكل صارم إلى تعليمات وقواعد الاستدامة. وهي تشمل متطلبات إدارة المناظر الطبيعية والمياه والشواطئ والطاقة والتراث الثقافي، إضافة إلى البيئة البرية والبحرية. وتعمل الشركة على تطوير الاستراتيجية الشاملة للطاقة في مجموعة الجزر بالاشتراك مع “مصدر”، المبادرة المتقدمة التي أطلقتها حكومة أبوظبي في مجال الطاقة والاستدامة. وتعتمد على حلول الطاقة البديلة في جزيرة “صير بني ياس”، مثل طاقة الرياح. وتقوم الجزيرة بتشغيل أكبر “توربين” هوائي في الشرق الأوسط يبلغ ارتفاعه 65 متراً، ويتكوّن من 3 أذرع دوارة طول الواحدة منها 52 متراً. وذلك بطاقة إنتاجية تبلغ 850 كيلو واطا في الساعة أي ما يعادل احتياجات 40 منزلاً من الطاقة. سلوكيات التكاثر بدأت شركة “التطوير والاستثمار السياحي” بتطوير مشروع “جزر الصحراء” السياحي عام 2008. وقد تركزت الجهود في السنوات الفائتة على دراسة الأثر البيئي لجزر “ديسكفري” وإقامة البحوث لضمان أن بيئة المكان لن تتأثر بأي مشاريع سياحية مستقبلية. وقد أعدت البرامج البحثية لتوثيق سلوكيات التكاثر لدى الحيوانات على الجزيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©