الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وادي العبادلة يعزف لحن التطور بين أحضان الطبيعة الساحرة في الساحل الشرقي

وادي العبادلة يعزف لحن التطور بين أحضان الطبيعة الساحرة في الساحل الشرقي
14 مايو 2013 20:28
ياسين سالم (دبا الفجيرة) - تعتبر منطقة وادي العبادلة من المناطق القديمة جداً في دولة الإمارات وبالأخص الساحل الشرقي، حيث يمتد تاريخ هذه المنطقة حسب رواية الشواب إلى مئات السنين، وكانوا يعتمدون بشكل أساسي على مياه الأمطار، حيث يقيم أهالي هذه المنطقة الواقعة ما بين مسافي ودبا، وجوار منطقة الغونة، على وادٍ عملاق، يمتد إلى أكثر من 40 كيلو ويصل ارتفاعه إلى 60 متراً، وعرضه إلى 40 متراً، وهو من الأودية المشهورة، والتي تنبع منها المياه المقبلة من قمم جبال مسافي مروراً بمنطقة الخليبية والطيبة حتى يصل إلى دبا. المنطقة الجبلية ومع التطور الذي طرأ على مختلف مناطق وقرى الإمارات بعد قيام الدولة عام 1971 انتقل أهالي وادي العبادلة، كما يقول محمد بن أحمد بن راشد العبدولي من المنطقة الجبلية إلى المنطقة السهلية القريبة جداً للوادي، والذي ارتبط اسمه بقبيلة العبدولي المشهورة، والتي تعتبر أساس وأول من سكن هذه المنطقة. ويضم وادي العبادلة اليوم أكثر من 200 مسكن، يقيم فيها 1500 نسمة، وتظهر بجلاء المساكن والفلل التي شيدت على الطراز المعماري الحديث لتبرز مدى التطور والتحول الذي عم هذه المناطق الجبلية، فمعظم المساكن اهتم أهلها بإضفاء جمال الزخرفة والقبب، وعلى الرغم من التقدم العمراني يطالب محمد العبدولي بتشييد المزيد من المساكن الشعبية، حيث حسب قوله تقيم أكثر من أسرة في منزل واحد، الأمر الذي يستدعي إنشاء مساكن جديدة وأخرى، بالإضافة إلى حاجة المنطقة الملحة لبناء مسجد ليكون بجانب المسجد الوحيد المقام في المنطقة حالياً. انتشار المزارع وعن تاريخ الزراعة في وادي العبادلة، يقول المزارع راشد العبدولي، إن الوادي يضم حالياً أكثر من 60 مزرعة منتشرة بين سفوح وبطن الوادي تضم أكثر من 11 ألف نخلة، ويعود تاريخ الزراعة في الوادي إلى أكثر من 600 سنة، ومن أشهر النخيل الموجود في الوادي منذ القدم، والنغال، وقش فلقة، وعين بقر، والشهل، وجميع هذه الأصناف قديمة جداً ومرتبطة بشكل خاص بوادي العبادلة، ثم دخلت إليها أصناف أخرى مثل اللولو، والخلاص، والفرض، والخنيزي. وأضاف: كان المزارعون هنا يعتمدون بشكل أساسي على ري نخيلهم من خلال الأفلاج، حيث يتم استخراج المياه من الطويان «الآبار»، فكانت تلك الآبار ملأى بالمياه، نظراً لاستمرار هطول الأمطار معظم أيام السنة، ولا يزيد عمق كل بئر عن 25 إلى 30 قدماً، وبعد انحسار الأمطار أصبحنا نبحث عن المياه على عمق 1200 قدم، والكثير من الآبار اضمحلت وجفت بالكامل، مما أدى إلى موت الكثير من الأشجار، وتم الاستعانة بعد ذلك بالأنابيب بدل الأفلاج، حيث يتم مد البَيْب الذي يصل طوله إلى أكثر من كيلو، وتوصيله إلى منطقة منابع المياه في بطن الوادي، ويتم توزيع هذه المياه على المزارع في المنطقة، لذا من المهم أن يتم الاهتمام أكثر بأحوال المزارعين بدعمهم بمحطات تحلية، خاصة توفير المياه للمزارعين ليس في منطقة وادي العبادلة فحسب، بل في المناطق الزراعية كافة التي تعاني الجفاف، ونقصاً في كميات المياه العذبة، فالزراعة هي عمود اقتصاد وتطور وازدهار كل دولة، ونحن بأمس الحاجة إلى هذا الدعم والاهتمام حتى تظل الأشجار والنخيل مثمرة، وتعود بالنفع والفائدة على المزارع وأهالي المنطقة. تباشير وعن تباشير الرطب يوضح راشد العبدولي أن هناك أياماً معينة، تسمى أيام التباشير، وهذه الأيام تصادف الأول من شهر يونيو أو نهاية شهر مايو، حيث تعم الفرحة أوساط المزارعين بقدوم تباشير الرطب، وسيتم الإعلان عن هذه التباشير من خلال إعلان أن مزرعة فلان قد بشرت، ويتم توزيع حبات الرطب القليلة على المقربين والأصحاب والوالي، أما في عُمان فيتم الإعلان عن قدوم الرطب عنا بشهر كامل. وتشتهر منطقة وادي العبادلة بزراعة الهمبا البلدي المشهور برائحته الزكية وطعمه اللذيذ واللوز المعروف بال (بيدام) والليمون. كما يهتم أهل وادي العبادلة برعي الأغنام كاهتمامهم بالزراعة، حيث تعتمد أغنامهم على المراعي الجبلية، والتي تنتشر فيها النباتات مثل السخبر، والظفر، وأشجار السمر، والسدر. ومن المعروف أن أهالي وادي العبادلة كانوا يهتمون بتقفي آثار العسل، وهناك مناطق جبلية يكثر فيها العسل المحلي، وأشهرها جبل القرن، ووادي قبابي. أما اليوم انشغل الناس بوظائفهم الحكومية وقل الاهتمام بالبحث عن العسل كما يشير راشد العبدولي. أما فيما يتعلَّق بأبناء منطقة وادي العبادلة التي تبعد عن دبا بمسافة 20 كيلو فيتجه أبناؤها إلى مدارس دبا الفجيرة، ومدرسة الحلاة القريبة من الوادي، وأصبح يربط المنطقة شارع رئيسي معروف هو شارع دبا - مسافي الذي شهد خلال الأشهر القليلة الماضية عملية تطوير واسعة جعلته من الطرق الحيوية التي تضم حارتين في كل اتجاه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©