الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: دروس «الإسراء والمعراج» مشاعل نور وهداية

العلماء: دروس «الإسراء والمعراج» مشاعل نور وهداية
14 مايو 2015 23:11
أحمد مراد (القاهرة) «الإسراء والمعراج» رحلة ربانية ومعجزة لا يدري كيفيتها بشر، وهي آية من آيات الله تعالى، وتحمل ذكرى هذه الرحلة العديد من العبر والدروس التي يجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يتوقفوا أمامها، ويتعلموا منها ما يفيدهم في حياتهم اليومية، وذلك لأن هذه الدروس والعبر والعظات بمثابة مشاعل النور، التي تضيء طريق الحق والعدل. معجزة عظيمة يوضح الدكتور طه أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن رحلتي الإسراء والمعراج تعدان من أبرز المعجزات العظيمة التي جرت في تاريخ الإسلام الحنيف، ومن ثم يجب أن يحرص المسلمون على الاستفادة من ذكرى هذه المعجزة العظيمة، والتي تؤكد أهمية الصبر على الشدائد، والإصرار بعزم وإيمان مخلص على المضي قدماً نحو تحقيق الهدف المنشود المتمثل في خدمة الدين الحنيف ونشر دعوته وقيمه وتعاليمه السامية. ويقول: «لقد تعرض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبيل رحلتي الإسراء والمعراج للعديد من المشاكل والأزمات، فقد لاقى هو وأصحابه عناداً وتعذيباً من مشركي قريش الذين تصدوا لدعوته، وأنزلوا الأذى والضرر به وبمن تبعوه، وتوفي عمه أبو طالب، الذي كان أكبر نصير له، وكذلك رحلت السيدة خديجة شريكة حياته وحامية ظهره التي كانت له بمثابة السند والعون على تحمل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل رحلتي الإسراء والمعراج، ولذا سمي هذا العام بعام الحزن، ومن هنا كان إنعام الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه، وليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد، وفي هذا كله رسالة للمسلمين جميعاً في كل زمان ومكان بأن يصبروا على الشدائد، ويتوكلوا على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب ومباشرة الأعمال والإخلاص في أداء الواجب». ويشير إلى أن بدء رحلة المعراج بالصعود من بيت المقدس ذا دلالات عديدة، أبرزها الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذي ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم، وشعوبهم ولغاتهم. دين الهداية وترى الدكتورة آمال ياسين- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هناك العديد من الدروس المستفادة من رحلتي الإسراء والمعراج تفيد المسلمين خلال هذه الأيام، ولاسيما وأنهم يواجهون تحديات وأخطار جسيمة، أبرزها ما يشن ضد الإسلام من هجمات وحملات تشويه، ومن أهم الدروس من رحلتي الإسراء والمعراج التأكيد على أن الإسلام هو دين الهداية والفطرة، فمن من أحداث تلك الرحلة المباركة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قد اختار إناء اللبن وشرب منه ولم يختر الخمر، فقد جاء في الحديث أن جبريل قال له صلى الله عليه وسلم عندما أخذ اللبن: «أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك»، وهذا الموقف يؤكد أن سلامة الفطرة هي لب الإسلام، لأن عقيدته وشريعته وأحكامه كلها تتناسب مع مقتضيات الفطرة التي خلق الله الناس عليها، قبل أن تدنسها الشهوات والأطماع والأغراض الذاتية. وتقول: «ويضاف إلى ذلك أن رحلة الإسراء والمعراج تحمل معاني التأكيد على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الروايات المتعددة أنه صلى بالأنبياء إماما في بيت المقدس في ليلة الإسراء والمعراج، وفي هذا دلالات منها أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه، ودليل على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه حامل لواء الهداية للخلق جميعاً، تحملها بأمانة وقوة، وقام بحقها على خير وجه، ثم ورثتها لأمته من بعده، وبذلك أصبحت خير أمة أخرجت للناس، ومسؤولة عن إقامة حجة الله على خلقه جميعا، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، «سورة البقرة: الآية 143». وتشير إلى أن رحلة الإسراء والمعراج تحمل درساً آخر يجب أن يستفيد منه المسلمون الآن، ويتمثل في الاستفادة من الخبرات السابقة، وهو ما يتضح لنا من خلال استجابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم لنبي الله موسى عليه السلام بالمراجعة في أمر الصلوات، عندما قال له: وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. عام الحزن وتقول الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر: «يجب أن نلتمس من ذكرى الإسراء والمعراج العظة والعبرة والدروس التي تفيدنا في حياتنا الراهنة، وأول هذه العبر والدروس ألا نحزن على أي شيء يمكن أن يصيبنا لأن كل شيء بقضاء الله، وقدره، وأن بعد العسر يسراً، وقد كانت هذه الرحلة تخفيفاً عن الحزن الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العام الذي سمي بعام الحزن، وليعلم كل منا أننا إذا وجدنا الله تعالى فلن نفقد أي شيء، وإذا افتقدنا الله فلن نملك أي شيء، وبذلك يجب على كل منا أن يكون في معيه الله، ونعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأنه هو القادر على أن يكشف عنا أي كرب». وتضيف: ومن دروس الإسراء والمعراج أنه يجب على المسلم أن يكون على يقين بأن الحق سبحانه وتعالى هو الرزاق، وأن كل شيء في الكون يسير بأمره، وعندما يتأكد من ذلك ويصل إلى قلبه هذا اليقين، فهو بذلك قد وصل إلى درجه الاطمئنان، ولن يضطرب تفكيره ولا ينشغل باله بمسألة الرزق وغير ذلك، وفي الوقت نفسه لا بد أن يأخذ بالأسباب لأن التوكل على الله شرطه الأساس هو الأخذ بالأسباب دون أن ننسى المسبب، ولا ننشغل بالنتيجة لأنها متروكة لله .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©