السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزاد حمام الزينة يضع «بو فوطة» المحلي في مواجهة «كاتيدانو» الإسباني

مزاد حمام الزينة يضع «بو فوطة» المحلي في مواجهة «كاتيدانو» الإسباني
17 مايو 2011 20:04
لم يكن مزاداً تقليدياً للبيع والشراء، لكنه مزاد لافت من نوع خاص لعرض حمام الزينة، ينعقد مع حلول كل شهر في إمارة الشارقة، فيجمع العشرات من الهواة والمنتجين والتجار من محبي الطيور ومقتنيها، الذين قدموا من كل حدب وصوب، ليتحلقوا حول أقفاص عديدة متراصة، لتحمل أزواجاً مختلفة ومتنوعة من أجمل وأغرب أنواع الحمام، يطرحها أصحابها للمزايدة، فينادي عليها “الدلال” بصوته الجهوري، ويسهب في وصف خصالها وحسنها وقوامها وريشها ليرغّب جمهور الحضور في شرائها، ويفوز أصحابها بأعلى سعر وأغلى قيمة. يعد مزاد حمام الزينة صورة مدهشة تعيد إلى الأذهان صوراً من مشاهد المزادات القديمة، أفراداً وجماعات يبيعون ليشتري الآخرون، حلقة هنا وتجمع هناك، كباراً وصغاراً، إماراتيين وخليجيين، جمعهم الشغف وحب الهواية لمخلوقات بديعة بجناحين طائرين وريش من حرير، وأنت تتجول بينهم من مكان إلى آخر، قد تشدك حمامة هنا، وتأسرك أخرى هناك، وكأنك في زمن آخر، وبين كل هذه الصور والنقاشات، يتعالى صوت “المنادي” ليحمَي المزاد وترتفع معه الأصوات فهذا يرفع وآخر يزيد حتى تستقر البيعة على سعيد الحظ الذي ربح الصفقة، ليعقبه التالي وتعاد الكرة من جديد على زوج آخر قد يكون من نوعية شمسي، أو بو فوطة، أو لونج فيس، أو البخاري أو غيره من الأنواع والأشكال المختلفة من حمام الزينة والتي قد تصل أسعارها أحيانا إلى أكثر من خمسين ألفا . مسابقات جمال يقول علي خلفان السويدي، وهو أحد المواطنين الذي يقيم مزاد حمام الزينة في الشارقة بشكل دوري “ في الإمارات هنالك مجموعة كبيرة من هواة حمام الزينة، ولا أبالغ أن قدرتها بالمئات، وتقام مزادات الطيور في عدة أماكن بأبوظبي، الفجيرة، رأس الخيمة، عجمان، والشارقة، وتنظم معها أيضا عدة بطولات ومسابقات للجمال لحمام الزينة، وأنا بصفتي هاوٍ ومربٍ لها منذ سنوات طويلة، وأملك منها ما يربو على المائة والخمسين زوجا من الأنواع الجيدة خاصة “ الشمسي”، فقد جرت العادة أن أقيم مزاداً للطيور في ليلة الخميس من مطلع كل شهر في ركن من ساحة منزلي الخاص، فأرسل الدعوات لكل معارفي وأصدقائي من الهواة والمربين والتجار عبر “المسجات والإميلات”، كما نعلن ذلك عن طريق الإنترنت في صفحة خاصة بالرابطة غير الرسمية التي أنشأناها”. تقليد قديم ويضيف:” الفكرة تقليد قديم وجميل وهي تشبه إلى حد ما المزاد المفتوح في سوق الجمعة، الذي كان من صميم واقع المجتمع الإماراتي في الماضي، ونحن نحييه بنفس النهج والأسلوب الذي كان قائماً عليه منذ عشرات السنين، عندما كان يفتح المزاد بعروض لأحسن أنواع الطيور والدواجن و بقية الحيوانات الأخرى، وقد تحولت بالفعل لتقليد شهري، وأصبح مزاد الحمام له طقوسه وعاملوه من بائعين ومشترين ودلالين، فالشاري يفترض أن يعرف معلومات عن أنواع الحمام التي تدخل المزاد، والبائع أيضاً عليه أن يعرف الكثير من التفاصيل، ولا يدخل المزاد إذا كان ممن يجهلون طريقته وأسلوبه، ومن تقاليد المزادات دفع رسوم رمزية عند دخولها، وتشكيل لجنة من الخبراء من كبار السن الذين لهم باع طويل في مجال الطيور وأصنافها وأمراضها والأصيل والمهجن منها، ليكونوا حكما بين الطرفين ويضمنوا سير المزاد بصورة عادلة وجيدة، كما نجري في نهاية كل مزاد سحوبات على هدايا عينية نقدمها للمشترين فقط “. ويكمل:” ونحن نسعى لإنشاء جمعية رسمية لهواة الحمام تنظم شؤونها، مع مقر ثابت للأعضاء للاجتماع وتبادل الخبرات وللمشاركة في السباقات والمعارض العالمية، حتى نستطيع وضع شروط صحية للمربين والهواة، فننصح بنظافة الأقفاص ونوعية التغذية التي تقدم للحمام، ونوعية الفيتامينات والمضادات الحيوية اللازمة عند الضرورة، لنضمن بذلك خلو السلالات التي تتوالد في الإمارات من الأمراض، ونرتقي بهذه الهواية الجميلة لنصل للمقاييس العالمية”. دلّال المزاد أما دلّال المزاد “راشد علي غانم” فيقول:” أنا في العقد الخامس من العمر، وكنت هاوياً ومربياً لحمام الزينة منذ الطفولة، ولي خبرة طويلة في نوعياتها وكيفية تربيتها وعلاجها إن مرضت، ولأني أتمتع بصوت قوي ومرتفع فلقد أصبحت دلّالا ومنادياً في المزادات في عدة أماكن من الإمارات. ومهمتي تتلخص في الوقوف أمام الجمهور عند مقدمة القفص لأدلل على زوج الحمام في كل “نزلة”، والنزلة تعني بلغة هواة الحمام مصطلح يشير للزوج منهم أي الذكر والأنثى عند نزولهما لحلقة البيع في المزاد، فأنادي بصوت عال وأذكر صفات الحمامة ونوعها وعمرها وأمدح حسنها وقوامها، وأشير لأي مقاييس جمالية قد تملكها من طول الرقبة وانتفاخ الصدر، وزينة الريش حول القدم، وشكل الرأس وتاجه والذيل ومروحته، وأبدأ بسعر ما حسب النوعية، فالعادي يبدأ سعره من 50 درهما، والجيد نبدأ من 200 درهما وأكثر، وهكذا يزيد الطلب وتتواصل المزايدات من جمهور المشترين، وعندما يستقر السعر أنادي به لثلاث مرات تأكيداً عليه فإذا صمت الجميع ووافق البائع نعقد الصفقة بينه وبين المشتري، ونثبت العقد بوصل وتوقيع موثق، لمزيد من المصداقية والثقة قدر الإمكان، وكما يقال (يبقى المزاد بيعاً على المنظور) “. «كاتيدانو» الإسباني يقول أحمد الشامسي (28 عاماً)، وهو أحد الهواة الذين قدموا من العين خصـيصاً لحضـور مزاد الشـارقة: يدفعني حبي لحمام الزينة لأن أحضر المعارض وألاحق المزادات التي تقام في أنحاء الإمارات، فأنا شــغوف بتربيتها منذ الصغر، وأنتج حوالي المائة منها في كل عام. ومتخصص في نوع إسباني على وجه خاص يدعى “كاتيدانو”، ويعتبر أليفاً جداً ومحباً للبشر، فإذا حملته على يدك تجده يتودد إليك وينتفخ صدره بالهواء ليستعرض جماله كعارض للأزياء، ويتراوح سعر الزوج منه بين 1,500 و 5000 درهم، وأستورده عن طـريق الإنترنت من إسـبانيا، ومع أني أحضـر مزادات الحمام المحلية لألتقـي بالمعـارف وأتعـرف على هواة جدد، إلا أني لا أشـارك بطـيوري فيها، لأن من يملك زوجا جيدا وأصيلا يخاف عليه من العدوى والأمراض التي قد يأتي بها بعض الباعة غير المعروفين من أصحاب الأنواع الرديئة من الحمام، لذا فإن النوعـية الجيدة أبيعـها عادة عبر الإنترنت بعد عرض صورها ومقاساتها وصفاتها. كما يتم تبادل الكثير من الصفقات أثناء المشاركة بالمعارض ومسابقات الجمال الدورية لحمام الزينة في الإمارات”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©