مراد المصري (القاهرة)
«تفضل لشراء قميص محمد صلاح بنصف السعر، لدينا خصومات بعد خروج المنتخب من المونديال».. بهذه العبارة التي خرجت بعفوية من البائع حينما كنا نعبر «زقاق قديم» في منطقة المعز بالقاهرة، والتي مزج فيها بين الفكاهة والحسرة على خروج المنتخب المصري مبكراً من المونديال، ويبدو أن خروج منتخب الفراعنة من البطولة علي عكس ما كان يصبو المصريون، ساهم في تقليل الإقبال بعض الشيء على قميص صلاح.
وعلى عكس الأغنية الشهيرة لجماهير ليفربول التي تحمل عنوان «لن تسير وحيداً»، فإن محمد صلاح نجم «الريدز» بقي وحيداً هذه المرة في عاصمته القاهرة، حيث زينت صورته العملاقة شوارع القاهرة في إعلان ضخم يحمل مقاطع من النشيد الوطني.
في الوقت الذي تحول صخب احتفالات الجماهير إلى هدوء ساد الشوارع الرئيسة، أطلت صورة النجم الأول لمنتخب بلاده وسط غياب الفرحة بعد أن تبددت آمال المصريين في التأهل عقب الأداء الجيد أمام أوروجواي، قبل التراجع أمام روسيا.
وخلال تنقلنا في شوارع القاهرة، أتفق المشجعون «البسطاء» الذين لا يحتاجون إلى خبرات كروية، على أسباب الفشل، بداية من رحلة الفنانين السياحية التي جاءت في توقيت سيء للغاية، وعدم الحفاظ على حالة التركيز المطلوبة لمباراة مصيرية، أو من ناحية مراعاة شعور الجماهير التي تعجز عن الوصول إلى روسيا، أو تعجز حتى عن إيجاد ثمن الاشتراك في القناة الناقلة للمونديال.
وقال ممدوح محمد الذي يعمل سائق أجرة بينما كان يقلنا نحو «مول مصر»: «كنت أتمنى لو ذهب عدد من اللاعبين القدامى بدلاً من الفنانين، إذ يمكنهم أن يقدموا النصائح للاعبين، إضافة إلى دورهم في رفع الروح المعنوية، بحكم خبرة كل لاعب في مركزه سابقاً».
وأرجع عدد من الجماهير المصرية خيبة الأمل إلى الخيارات الإدارية، حيث تساءل أحمد متولي الذي يعمل مرشداً سياحياً بينما كان يأخذنا في رحلة لالتقاط الصور التذكارية بمنطقة الأهرامات، وقال: «قرأت أن منتخبنا هو الأكثر تنقلاً لخوض مبارياته في الدور الأول، حيث توجب عليه السفر لمسافات طويلة والعودة إلى مقر معسكره الأبعد عن الملاعب كافة، لماذا تم اختيار هذا المقر البعيد، ومن هو الشخص المسؤول عن اختيار المعسكر، أنظر إلى حجارة الأهرام التي تم جلبها من عند نهر النيل، الفراعنة قديماً وجدوا طريقة لإيصال هذه الحجارة الضخمة بأفضل وأسرع وسيلة من أجل إنجاز مهمتهم، ونحن للأسف في القرن الحديث لم نجد أسهل وأسرع طريقة لإيصال منتخبنا إلى الملاعب التي سيخوض عليها مبارياته».
بينما قال رامي حسنين الذي يعمل نادلاً في أحد المقاهي، قبل مواجهة مصر وروسيا، انتابتني حالة من الضحك المتواصل بينما رأيت صورة مجدي عبد الغني، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، يقوم بأداء الصلاة في ملعب التدريب، وأضاف: «أول مرة أشاهد رئيس بعثة تم استبعاده قبل المونديال بسبب شبهة، ثم تراه هناك يصلي بطريقة أخرى، كيف تتوقع من اللاعبين الالتزام واحترام قرارات الجهاز الإداري واتحاد الكرة، وهم لم يحترموا أنفسهم، وللأسف اللاعبون فقط قلوبهم على المنتخب لكن البقية لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية.
عدد اليوم
